ظهر وباء كورونا واختفى الوزير الروسي

لافروف: "لن نسمح للسنة أن يحكموا سورية"

ظهر وباء كورونا واختبأ الوزير الروسي منذ نهاية شباط الماضي واختفى في عالم مليء بالغرابة، حيث يعيش الناس في زمان يزخر بالمفاجآت، ولم يظهر وزير الخارجية الروسية العتيد على الشاشة إلا عندما يريد الساسة ظهوره أو عندما تريد المخابرات أن يظهر، وهو عرّاب الحل السياسي في سورية على الطريقة الروسية، وهو الحاقد على المكوّن السني فيها، ولم يخجل أن يقول "لن نسمح للسنة أن يحكموا سورية" وهو يعلم والعالم يعلم أن السنة في سورية يشكلون 80% من تعداد سكانها، وهل يسمح هذا العنصري الحاقد لغير الروس أن يحكموا روسيا؟ وهو مدافع شرس عن الأسد نمرود الشام وسفاحها، وكان دائماً وأبداً مخادعا ومزوراً للحقائق ومفتعلاً للأزمات، ومروجاً لنشر الأكاذيب والأضاليل عما يجري في سورية، وداعماً للميليشيات الطائفية التي جندتها إيران من شيعة باكستان وأفغانستان ولبنان والعراق، ومشجعاً لها لذبح أهل السنة وتغيير ديمغرافية سورية بما يخدم أجندات إيران وطموحها، ولكنه اليوم غائباً عن الساحة الدولية، في الوقت الذي ينشغل العالم كله في مكافحة وباء كورونا، وهذا الغياب يجعل المراقب والمحلل والمهتم بالشأن السياسي أن يسأل: هل غيّب وباء كورونا (ونرجو ذلك) سيرغي لافروف، ولماذا اختفى الوزير الروسي عن الشاشات الفضائية التي شغلها لأكثر من خمس سنوات وعلى مدار الساعة؟ ولعل قابل الأيام توضح الحقيقة وتظهرها.

من هو سيرغي لافروف؟

كنا قبل اختفائه عن الشاشات الفضائية نسمع كل يوم أو يومين من أكبر سابح دولي عكس التيار، ما يقطع علينا الفرحة بخبر ما عن سورية، وأحدث ما سمعنا منه نفيه ما ورد في تقرير مفتشي الأمم المتحدة بأن النظام السوري مسؤول عن استخدام السلاح الكيمياوي، إنه سيرغي لافروف، وزير خارجية روسيا العتيد الذي افتقدنا طلته المشؤومة في زمن كورونا.

سيرغي لافروف هو أرمني ولا علاقة له بروسيا، سوى أنه ولد في عاصمتها قبل 63 سنة، فأبوه من أرمينيا وأمه من جورجيا المستقلتين كدولتين الآن، واللتان كانتا من جمهوريات الاتحاد السوفياتي قبل أن يتفكك في عام 1991 ويتقلص إلى ما هو روسيا الحالية.

عمل لافروف 7 سنوات كرئيس لمستشاري البعثة السوفياتية بالأمم المتحدة، واستدعته الحكومة الروسية في عام 2004 ليتسلم حقيبة وزارة الخارجية.

كيف يهرب لافروف من الصحافيين

لافروف يتقن الإنجليزية والفرنسية والسنهالية، وهي لغة سريلانكا التي أقام فيها 4 أعوام، كان خلالها موظفاً بالسفارة السوفياتية التي بدأ عمله فيها بعد تخرجه في عام 1972 من معهد رسمي للعلاقات الدولية بموسكو، وهو ملم أيضا بالديفهية، لغة جزر المالديف.

ولوزير خارجية روسيا عادات وصفات خاصة، كسواه، فهو براغماتي يشكك بكل شيء، ويدقق بالتفاصيل والتعابير، كما أنه "عنيد ويلجأ لخلط الأوراق لإفساد خطط الآخرين إذا ما شعر بأن اللعبة لم تعد واضحة" طبقا لما كتب عنه موقع روسي للأخبار.

لكن ملما بسياسة روسيا الخارجية وماهر بالتهرب، خصوصا من الصحافيين الذين ما إن يرى بعضهم حتى يضع هاتفه النقال على أذنه منتحلا شخصية المشغول، فيتملص ويغادر المكان من دون أن يصرح بكلمة.

سيجارة تتحكم بوزير خارجية ثاني أقوى دولة

ولوزير خارجية ثاني أقوى دولة بالعالم مشكلة كبيرة مع السيجارة المتحكمة به إلى حد كبير، فهو مدمن شره ويعلم بأن التدخين لم يعد مقبولا في الاجتماعات والمؤتمرات واللقاءات، لذلك يتذرع أحيانا بأنه مضطر لغسل يديه، أو شيء من هذا القبيل، فيختفي في مكان ما لخمس دقائق تقريبا، ثم يعود وقد ملأ النيكوتين رئتيه، مما ذكره أحد المواقع الروسية.

يكتبون أنه اختفى مرة قبل دقائق من اجتماع لمجلس الأمن، ومضى إلى كافتيريا الأمم المتحدة، وراح يدخن سيجارة متخفيا وراء البار، لأن التدخين في مقرها بنيويورك كان ولا يزال ممنوعا بموجب قرار من كوفي أنان، سكرتيرها العام سابقا. ولما عاد سألوه عن سبب غيابه، فبدأ يحاول اختراع عذر ما، عندها فاحت من فمه رائحة التدخين، فضج المجلس بالضحكات، أما هو فبقي عابسا.

التجهم والعبوس بارز جدا ودائم في وجه لافروف، فهو لا يضحك إلا نادرا بحسب ما يكتبون عنه في روسيا، أو حين يسجل فريق "سبارتاك موسكو" هدفا في مرمى الخصم، لأنه من مشجعيه الكبار. أما الابتسامة فأصعب بكثير، وحين تمر على شفتيه تختفي كالبرق، وصوره في الإنترنت أكبر دليل.

أسأل الله العلي القدير أن يصيب لافروف وعائلة لافروف وكل من في دائرته أسوأ الأمراض وأصعبها، ولا يموت حتى يرى بعينه تحرر سورية من مجرمي الحرب بشار نمرود الشام، وبوتين ديكتاتور روسيا، وميليشيات الحقد الطائفي الإيرانية؛ وعلى رأسهم ولي فقههم خامنئي وأبو زميرة حسن نصر اللات، ويعود للسوريين حقهم في حكم بلدهم بالطريقة التي يرونها مناسبة، بعيداً عن كل غاصب أو ديكتاتوري أو محتل.

المصادر: 

موقع العربية-2013/09/18

موقع أورينت-15‏/04‏/2020

وسوم: العدد 873