فلان أخذَ حقّه بيدِه .. وفلان أخذَ حقّه بلسانِه .. وفلان وَعَدَ بأخذ الحقّ !

الحقوق كثيرة متنوّعة ، في كلّ زمان ومكان .. والمطالِبون بها كثر، مختلفوالعقول والأمزجة والقدرات !  

على المستوى الفردي : 

بعض الناس يطلب حقّه ، في القضاء ، فيحصل عليه ، أو على بعضه , أو على تعويض عنه .. أو لايحصل على شيء ! 

وبعض الناس يطلب حقّه بيده : بقوّة سلاحه ، أو بقوّة عزيمته ، أو بقوّة رجاله ..! وقد يحصل على حقّه ، أو على بعضه ، أو يسامح به ، مروءةً .. أو يعجز عن اخذه، فيتخلّى عنه !  

وبعضهم يطلب حقّه بلسانه ، لعجزه عن تحصيله ، بوسائل أخرى ، كذلك الرجل الذي نَهب بعضُ المُغيرين إبلَه ، وساقوها أمامهم ، وهو ينظر، متحسّراً ، عاجزاً عن استعادتها منهم ، فيلجأ إلى السبّ ، فيسبّهم من بعيد ، ثمّ يعود إلى بيته ، وقد شَفى غليله ، من ناهبي إبله ! وحين يُسأل عن الإبل ، يقول ، مَزهوّاً : أوسعتُهم سَبّاً، وأَودَوا بالإبل ! 

على المستوى السياسي : 

حين يرشّح شخص نفسَه ، لمنصب عامّ ،  كمقعد في إدارة بلدية ، أو في مجلس نوّاب ، وهو يرى نفسَه الأَولى بهذا المقعد ، لأنه الأكفأ له ، ثمّ يُخفق في الحصول عليه ، لفَوز مرشّح آخر بالمقعد .. يَبدأ الخاسر بالكلام ، الذي يرى فيه مسوّغاً لإخفاقه ، أمام مناصريه وناخبيه ؛ فيتّهم الآخرين ، بالغشّ ، أو بالتزوير.. أويتّهم بعضَ مَن وعدوه بأصواتهم ، بالغدر والخيانة .. أو يَعد مناصريه ، بجولة أُخرى، يَفوز فيها ، بشكل مؤكّد ! 

حين تستلب دولةٌ ، حقّ أخرى بالماء ، أو تحتلّ بعض أراضيها ، يَعد رئيسُ الدولة المغتصَب حقُّها ، باللجوء إلى القضاء الدولي ، أو باسترداد الحقّ المغتصَب ، لاحقاً، بالقوّة ، محاولاً طمأنة شعبه ، بأنه لاينام على ضيم ! وذلك ؛ لأن الحقّ المنهوب ، يكون ، في الغالب ، حقّاً للشعب ، لا للحاكم !  

حين تعتدي دولة قويّة ، على أخرى ضعيفة ، فتُغير بطائراتها ، على بعض المناطق، العسكرية أو المدنية ، فتدمّر ماتودّ تدميره .. يصرّح المسؤول في الدولة الضعيفة ، بأنه يملك حقّ الردّ ، لكنه سيختار زمان الردّ ومكانه ، ولا يسمح لعدوّه ، بتحديد الزمان والمكان .. ثمّ تُنسى العملية ، ويُنسى الردّ المطلوب !