واقعنا الفكري - السياسي ودورنا فيه : إهابة ... وإهابة ... وإهابة

حين نرصد الحضور الفكري والإعلامي الإسلامي ، على الساحة الوطنية العامة ...حين نراقب سهمنا الفكري والسياسي الإسلامي في الفضاء المجتمعي العام ربما يرتد طرفنا خائبا وهو حسير .

نحن نعلم أن هناك منابر عامة حكومية أو رسمية قد تمت السيطرة عليها من قبل السياسات الدولية ، وتقدم هدية مجانية لمخالفينا . الصحف العربية المهاجرة والمحلية . والقنوات الإعلامية على اختلاف مموليها ومشاريعها هي للآخر المؤتلف المختلف في آن . شخصيا لا ألوم العاملين على خدمة مشاريعهم فهذا حقهم بل واجبهم ، وإنما ألوم القاعدين على القعود ، وأنبه السبهلليين على سبهلليتهم ، والخجولين على أنه لا حياء في الدين ولا في العلم ولا في السياسة. ولا حديث لي مع الانتهازيين من ركاب الأمواج .

كل المنابر الرسمية وشبه الرسمية محجوزة لغير أصحاب المشروع . ولن يعيرنا رجل منبر إذا خالفناه بحرف . تبقى لنا منابر السوشيال ميديا لنكون أحرارا عليها ثم يفجؤنا انها تحت السيطرة العملية للآخرين . وفِي الآخرين الكثير من الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون . منابر متاحة غير محجورة يسيطر عليها الآخرون بفعل عوامل كثيرة منها نحن وهذا هو لب الموضوع الذي اكتب اليوم فيه .

إذا كنت صاحب صفحة على الواتس ، أو شريكا في مجموعة من المجموعات السورية ، المختلفة الإسلامية منها والمختلطة ..

احذف من كل ما تستقبله كل يوم المقالات والمداخلات التراثية الوعظية منها والتذكيرية والفقهية والتاريخية وما قاله ابن تيمية وابن القيم والغزالي وعلي الطنطاوي واخبار المعتقلين من تاريخ الدعوة ثم حكايات اليهودي الذي اسلم والنصراني الذي قال في القرآن ثم احذف أخبار الطب النبوي وفوائد الحبة السوداء وعود الآراك وما قاله السنة في الشيعة ، وأضف إلى ذلك كل التنظيرات الفراغية وأحاديث الفتن والمبشرات وأشراط الساعة وما يصلك تحت عنوان تحويل ثم ارجع الى نفسك ؛ كم مقال برؤية مسلم يصلك في سجالات الواقع السياسي والاجتماعي في آفاق الحاضر والمستقبل ، سجالات الدين والدولة والهوية والوطنية والرؤية للواقع السياسي والموقف من الأحداث المتجددة كل يوم ...

ثم انظر معي نظرة راصد متفحص من يغطي كل ذلك ممن حولك ، فيسبق إلى تشكيل الرأي العام حتى يكون المسلمون بعض جمهوره ، وبعض رواته وبعض مشجعيه . وأسأل نفسك معي لماذا نتخلف ولماذا نغيب ؟!

كان أهل البلاغة يستشهدون للكناية الخفية بقول العرب :

تجول خلاخيل النساء ولا أرى .. لرملة خلخالا يجول ولا قُلبا

لم يرد أن رملة كانت فقيرة لا خلخال لها ، وإنما أراد أن رملة كانت بدينة يشتد الخلخال على عظمة ساقها فيمتنع عن الجَولان.

وهذه إهابة بالكتاب وصناع الرأي من أصحاب الرؤية الإسلامية على امتداد افقها الواسع ليشتغلوا على واجب الوقت .

وليرتفعوا عن أفق صبيغ في طلب علم النازعات والذاريات والصافات ..!!

وإنها والله ثغرة مفتوحة مخلاة سيسألنا الله جميعا عنها إن لم نبادر...

وهذه إهابة بالقارئ والمتفاعل صاحب الرؤية المسلمة ليغني على ليلاه ، ويترك للآخرين ليلاهم ..

ما حك جلدك مثل ظفرك فتول أنت جميع أمرك

وإهابة آخيرا برملة المتهمة بالتخطيط والتنظيم والتدبير أن تخطط وتنظم وتدبر

ولا بد لإنشاء التوافق من توفيق .

والله ولي التوفيق

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية