سكوت العالم على جرائم المستبدين من الحكام وصمة عار وشنار على جبينه

خلافا لما يعتقد ويزعم أن عالم اليوم هو عالم تحضّر، ورقي ،وحقوق إنسان، وقيم إنسانية وأخلاقية ، نجده عكس ذلك ما زال  لم يخط شبرا  واحدا بعيدا عما طواه التاريخ من مآس عانت منها البشرية الويلات بسبب الاستبداد والطغيان  ، وما أشبه اليوم بالأمس  كما يقال .

حكام مستبدون في أقطار شتى ابتليت بهم شعوب وأمم يسومونها سوء العذاب على الطريقة الفرعونية كما حكى ذلك القرآن الكريم ، ومع ذلك لا يلقون تنديدا ، ولا اعتراضا على ما يقترفون من جرائم ضد البشرية ، ولا  ينكر عليهم  طغيانهم واستبدادهم  بل يسكت عليه سكوت الرضى  والإقرار ، وهو ما يجعلهم يتمادون ويتفننون في  التنكيل بشعوبهم تعذيبا ،وأسرا، وإعداما، وتجويعا ، وإرهاقا ، وإهانة ... وما إلى ذلك من صنوف الاستبداد والطغيان .

فمن هؤلاء الطغاة المستبدين من أهلك الحرث والنسل ودمر الإنسان والعمران وقتل وشرد الملايين الرافضين لاستبداده  ، ولا زال يعيث في بلاده فسادا ، وهو يجد الدعم والحماية من كبار الحكام المستبدين ومن على شاكلتهم مما يجعلون المصالح فوق المبادىء .

 ومنهم الفراعنة الذين يجهزون على الشرعية الديمقراطية بالانقلابات العسكرية الدموية ، ويذهبون إلى أبعد الحدود في الإجرام والإرهاب ، ومع ذلك يجد ون الدعم الكامل من  أكبر الإدارات العالمية غطرسة  والتي لها ولمن في حلفها  مصالح في استبدادهم وتنكيلهم بشعوبهم  .  ولا زلت الإعدامات الظالمة  في بلدانهم جارية على قدم وساق، وهو ما يعكس مدى غياب أو موت ضمير عالم اليوم الساكت على جرائمهم وطغيانهم واستبدادهم  ، عالم لم يحرك ساكنا بسبب إعدام المعارضين السياسيين للاستبداد  باستثناء أصوات بعض الهيئات التي لا تأثير لها في عالم تسوده الوحشية وقانون الغاب .

 فأين الذين أقاموا الدنيا ولم يقعدوها رافضين تطبيق عقوبة الإعدام في حق الضالعين في الإجرام الوحشي من مختطفي ومغتصبي وقتلة الطفولة البريئة ؟ إنهم يغضون الطرف عن إعدامات  المطالبين بالحرية والعيش الكريم الذي يصون كرامتهم ، وقد سكوت  سكوت الشياطين الخرس ،لأن من أعدموا ليسوا من مختطفي ولا مغتصبي ولا قتلة الطفولة البريئة ، بل هم معارضو استبداد  المستبدين  المجهزين على الشرعية وعلى الديمقراطية  وعلى حقوق الإنسان التي يتغنى بها العالم خصوصا شطره الغربي الذي ينصب نفسه وصيا عليها وراعيا لها .

و من هؤلاء أيضا مسؤولون  عن فظائع  حروب  أهلية مدمرة ، وفظائع مقابر جماعية  تكتشف هنا وهناك بين الحين والآخر ، وقد وجدوا السند في طغاة  يمدونه بالمال والسلاح لسفك الدماء وتدمير الإنسان والعمران .

ومن هؤلاء أيضا من يتسلون ويتلذذون  بحروب طاحنة  ومدمرة يديرونها خارج بلدانهم ، وتذهب ضحيتها شعوب بائسة تمت معاقبتها لأنها ثارت ضد الاستبداد والطغيان ، وخشوا أن تصيب شعوبهم عدوى تلك الثورات فتصدوا لها في مهدها.

إن هؤلاء المستبدين الضالعين في الإجرام والإرهاب يحذون  في ذلك حذو كيانات عنصرية  سفاكة للدماء  تستبيح الأرواح والحمى ، وهي أكبر سند لهم ، وهي قدوتهم في الطغيان والاستبداد والإجرام والإرهاب .

إن سكوت عالم  اليوم كعالم الأمس على استبداد وإجرام وإرهاب  مثل هؤلاء الطغاة  لهو  سكوت مخز ، ووصمة عار على جبين  هذا العالم  المتبجح أهله بالتحضر، والرقي، والقيم الإنسانية، وحقوق الإنسان والحيوان والبيئة ...  وسيسجلها التاريخ بمداد الخزي  كما سجل غيرها من وصمات العار والشنار في عصور غابرة لا زالت اللعنات تلاحقها إلى الأبد .

ولله الأمر من قبل ومن بعد،وسيعلم الطغاة  المستبدون أين ما وجدوا أي منقلب سينقلبون .

وسوم: العدد 897