هل يبيعون السودان بحفنة دولارات وسكر؟!

هل وهل وهل ؟ 

بعض المنحرفين من العساكر السودانية وبعض الآخرين – من ذوي الخلفيات اليسارية والشيوعية غالبا – يحاولون الارتماء تحت أقدام الصهاينة والأمريكان .. مقابل بعض الدولارات والسكر وغيره !! ومقابل رفع  أمريكا للسودان من قائمة دعم الإرهاب! 

.. مع أن العهد المؤقت الحالي ليس مسؤولا عما مضى ..ولا يجوز أن يحاسب عليه 

.. هذا أولا..وثانيا إن أكبر دولة إرهابية ومملوءة بالإرهابيين ..هي الدولة اليهودية التي يريدون إخضاع السودان – كغيرها – لها باسم التطبيع أو [التتبيع]! ومن دأبها ان تضرب عرض الحائط بكل المباديء والحقوق الإنسانية والقرارات والمواثيق الدولية مالم تكن في صالحها  

..وكذلك [تعربد عالميا ..وتغتال من تشاء حيثما تشاء..ولا ينكر عليها ما يسمى  [المجتع الدولي] 

..وحين يطرح أحد محاسبة مجرميها ومحالسبتها على جرائمها ضد الإنسانية ..   [ ينبح كلب وولف البيت الأبيض وغيره والدوائر السهيونية ] بنغمة اللاسامية وأشباهها!! 

..كما أن المخابرات الأمريكية أكبر وأقدم عصابة إرهاب في العالم والتاريخ .. وقد عانى معظم العالم من إرهابها الخفي والعلني ..وتتحمل وزر إزهاق ملايين الأرواح البريئة في أربعة أرجاء الأرض!..فمتى تحاسب ؟ ومتى تعوض ضحاياها أو بعهضم؟! 

.. ثم .. أليس من المفترض أن تكون السودان من أكثر الدول إنتاجا للسكر وغيره من الغذاء وتصديره – لكثرة مياهها وخصوبة أراضيها واتساعها؟! 

أم انها اعتادت على حكام فاشلين كالنميري والبشير الذي ضيع نصف السودان بسفاهته وتفريطه ..وكان يجب ان يقصى ويحاكم من زمان على كل جرائمه ! 

 ولقد نادينا مرارا- وهوعلى سدة الحكم- بتسليمه للجنائية الدولية التي تطالب به! 

..وعلى كل حال ..فلا نظن أن ابتلاع الصهيونية للسودان سهل كغيره..هيهات!! ففي السودان شعب حر ( رؤوسه حامية) لا يقبل الضيم ولا الهوان - -شرطي سير منه خالف رئيس وزرائه (عبدالله خليل) في زمن ماض !  

وأكثر الشعب السوداني رافض للصهيونية ودولتها وأي علاقة معها .. وعاصمته هي عاصمة ( اللاءات الثلاث) التي حولها بعض الخانعين إلى [ نعمات ] ! 

..وكل الأحزاب السودانية والنقابات والتجمعات صغيرها وكبيرها رافض قطعا للتطبيع مع الصهاينة !..ولن يسمح لأحد أن يلوث وجه السودان الطيب الأصيل وتاريخه النبيل.. فإياكم أيها المهرولون ..لا تتحدوا مشاعر شعب السودان.. فإنه لا يقبل الضيم ولا يهادن العدوان !! ويعرف كيف يؤدب [الساقطين] ! 

..والأسلاميون هم رأس الحربة بالتأكيد..ولا يغرنكم أنكم طويتم عهدا كان يتستر بالإسلام ..ويجامل جماهيره ..ولكن أكثرهم لم يكونوا على وفاق معه..وخصوصا المهديين ومن كان على شاكلتهم..وهم جماهير غفيرة لا يستهان بها!!  

*هل ضاع دم رفيق الحريري هدرا؟ وهل خلّف صفرا ؟! : 

مكثت محكمة جنائية خاصة لاغتيال رفيق الحريري – أحد الرؤساء السابقين للوزارة في لبنان- مكثت نحو 15 عاما .. وكلفت أكثرمن 600 مليون دولار.. لتكون كما قالت الأمثال ( تمخض الجبل فولد فأرا)!! أو( صمت دهرا ونطق كفرا)!! 

 فقد كانت أحكامها ..بإدانة أحد المجرمين الفرعيين !!مع أن فريقا كبيرا من المجرمين والمخططين والآمرين والمزيلين لآثار الجريمة وأدلتها .. شاركوا في تلك[ الحفلة الوحشية] .. ومع أن كل الخلق يعلمون يقينا أن أكبر رأسين آمرين ومنفذين هما بشار الأسد وحسن نصر الله!.. ومع ذلك لم يرد لهما ذكر! 

والأعجب أنه حينما صدر الحكم رأينا خليفة رفيق وابنه الأكبر وولي دمه .. في تعليقه على الحكم ..لا يكاد يبين ..ولا يستطبع نطق جملتين صحيحتين !!..وفهمنا أنه قبل بذلك الحكم[ الهزيل والهزلي ] !وتمنى أن يسلم الجاني المحكوم للعدالة .. 

ولكن حتى هذا لم يجاملوه به!مع أن المدان –لو سلموه- سيعيش في مكان أفخر وأفخم من منزله وقريته المتواضعة! كما أن نصرالله وحزبه - من أول لحظة - لم يعترفوا بالمحكمة ولا بأي حكم يمكن أن تصدره ...! وضربوا به عرض الحائط ؟ ولطالما رددوا رفضهم – منذ البداية- الاعتراف بأية أحكام يمكن أن تصدرها المحكمة!,,ولربما تصوروا أن تدين الفاعلين الحقيقيين. والآمرين! ..ولكن ..! 

كاد المريب أن يقول (خذوني)!! 

ونشرت قرية القاتل لافتات تعتز به وترحب وتشيد !! 

.. فهل خاف سعد الحريري إن طالب بدم والده..أن يلقى مصيره؟..أو خاف أن يُصَعِّد فتضيع منه فرص المناصب والمكاسب ؟ 


والأغرب – في تلك الدولة المتهافتة ..وهو من دلائل تهافتها- أن يكون مثل هذا  [ العيي السفيه] رئيسا لوزرائها مددا طوالا..علما بأن من مؤهلاته – كذلك- أن أعطى إحدى المشبوهات الساقطات في جنوب إفريقيا 6 ملايين دولار!! 

لاندري ..إلى متى يتصدر أمثال هؤلاء السفهاء الأوضاع والمناصب في العالم العربي ..وهم يجب أن يحجر عليهم بحكم الشرع والقانون .. لسفاهاتهم الباذخة والمزمنة !! 

*هل تذكرون صناديق المالكي التي تحتوي على مقدار ميزانية دولة لمدة 50 عاما؟! : 

منذ مدة – نحو عام أو أكثر ..هبطت طائرة خاصة في دبي فيها نوري المالكي ومعه اثنان ..وحمولتها 10 صناديق كبيرة ملآى بالدولارات النقدية!! 

..ونُقلت عنها بعض الصور حينها..وقيل أن فيها ما يوازي ميزانية 5 دول لمدة 10 سنوات!..أو ميزانية 10 دول لمدة 5 سنوات..والنتيجة واحدة ..تساوي ميزانية دولة [ ربما كالعراق مثلا أو غيرها] لخمسين عاما!! 

..وبعد ذلك تنوسي الخبر وانطوى بسرعة عجيبة ..وما عاد أحد يذكره.. ولا ولم نجد أي إعلامي أو فضولي [ فهلوي] يحاول تتبع تلك الصناديق والمبالغ ومصيرها ..وكيفية إخفائها وتهريبها [ وقبل ذلك كيفية نهبها]..وثمن ذلك والشركاء فيه ..إلخ ..مما هو كفيل بفضح أسماء لامعة كثيرة ..وشركاء فساد وسرقات متعددين .. 

إضافة إلى صورة من الفساد المهلك والنهب المردي الذي تتعرض له دول التخلف – وخصوصا العربية! .. في غياب الشفافية والمحاسبة ..والأمانة-..وكما ورد في الحديث( إذا ضُيِّعت الأمانة فانتظروا الساعة)..وكذلك( ألا لا إيمان لمن لا أمانة له)  وكذلك( لاتزال أمتي بخير ما لم تر الأمانة مغنما والصدق مغرما) ! 

ألا يلقي ذلك ضوءا على سبب تعثر العراق..وفقر شعبه البائس وسوء الخدمات والبنية التحتية ..وانتشار الفتن والفقر والفساد الذي تترعرع فيه مثل هذه الفرص للصوص الكبار .. الذين يمثلون سلسلة من تاريخ العراق وأشباهه- من النشأة الأولى ورحيل الاستعمار الذي فرخ وأورث وشجع مثل تلك المهالك!..بالرغم أنه – في بعض الأحيان كان أخف وطأة ممن سلمهم دفة الضياع والتخلف .. فيقال مثلا - إن [ بريمر] أول حاكم أمريكي للعراق بعد الغزو ..نهب[9 ملايين دولار فقط] واكتفى بها حيث تغنيه لولد الولد!!  .. ولم يوسع سرقاته إلى ما يوازي ميزانية 50 سنة!!..وتبعه غيره من الأقربين والأبعدين .والنهب لا ينتهي ..إلا ربما بمجيء [ حجاج جديد] ربما يوحد النهب في شخصه وبعض المقربين!! 

..وإلا فكل عاقل يتساءل منذ زمان بعيد: ..لماذا يجوع العراق ويعرى وبُحاصر وتتهالك مرافقه ..وتسوء الخدمات فيه ..وفيه –إضافة إلى النفط .. كل تلك الخيرات الطبيعية..من أرض خصبة ومياه دافقة ( نهران من أكبر الأنهار) وخبرات وقوى وأعداد .. وغير ذلك من الخيرات المنهوبة التي لو تُصُرِّف بها بأمانة واستغلت في مكانهاالطبيعي بكفاءة وحرص لأضحى كل عراقي ملكا!!.. ولكن طالما [ هبش الهابشون وهلّب المهلبون ورتع الفاسدون ..بلا رقيب ولا حسيب ولذا وهكذا  توزع وهام [مليونيرات ومليارديرات العراقيين] في شتى أنحاء الأرض!! 

.. لقد كان العراق – ومن قبل النفط – في زمن العز والاستقلال والاستقرار ووأد الفتن وأصحابها..من أعز وأغنى وأقوى دول ومناطق العالم..! 

ألا تسمعون عن(أرض السواد) وتتذكرون أيام الفتح الأولى ..وعهود العباسيين وغيرهم؟..ألم يكونوا بشرا كمن خلفوهم؟..وفيهم الصالح والطالح..ولكن ليس إلى درجة من رأينا ممن لا يشبعون ولو ابتلعوا مال الدنيا كلها!! 

..لا نزال- وسنظل- نتساءل ..عن تلك[ الصناديق العشرة ] وأرقام محتوياتها [الخيالية طبعا]...ومصير ذلك كله ..حتى يعلق أصحابها على أعمدة وأشجار شوارع بغداد والبصرة والنجف والعمارة ومدن العراق وغيرها!!

وسوم: العدد 898