البَصمات أصناف ، ورُبّ بصمة ، أورثت وَصمة !

البصمة معروفة ، وقد كثرت البصمات ، اليوم ، لكن المقصود ، هنا ، البصمة المعنوية ! 

وهذه مختلفة الأنواع ، منها : 

بصمات الأدب ، عامّة ، والشعر، خاصّة : 

فبصمة الرافعي ، تختلف عن بصمة الجاحظ .. وهذه تختلف ، عن بصمة أبي حيّان التوحيدي ..! 

وبصمة البحتري ، في الشعر، تختلف عن بصمة أبي تمّام .. وهذه تختلف عن بصمة المتنبّي ، التي تختلف ، بدورها ، عن بصمة أبي فراس الحمداني .. كما تختلف بصمة هذا الأخير، عن بصمة أبي العلاء المعرّي ..!  

وفي الشعر المعاصر، تختلف بصمة عمر أبي ريشة ، عن بصمة نزار قبّاني ..! 

بصمات الفنّ ، عامّة ، والرسم ، خاصّة : 

لكلّ فنّان مميّز، بصمته الفنية الخاصّة ، في فنّه ؛ سواء أكان رسّاماً ، أم نحّاتاً ، أم ممثّلاً..! 

ونقف عند بصمات الرسم ، لنرى بصمة بيكاسو، تختلف عن بصمة دافنشي ، وهذه تختلف عن بصمات الرسّامين الآخرين ..!  

أمّا بصمات السياسة فكثيرة ، ولعل أبرزها بصمة الوزير الأمريكي ، هنري كيسنجر! 

أمّا الغريب والشاذّ ، فهو بصمات الخيانة ؛ لاسيّما التي اشتهرت ، في تاريخ هذه الأمّة، وغيرها ! 

فبصمة الخيانة ، عند أبي رغال ، دليل أبرهة الحبشي على الكعبة ، تختلف عن بصمة الوزير، ابن العلقمي ، الذي تآمر مع هولاكو، على احتلال بغداد ! 

والتشابه ، بين بصمتَي أبي رغال وابن العلقمي ، أن كلاّ منهما ورّثت صاحبها ، وصمة سوداء ، تلاحقة ، أبد الدهر؛ لأنها علقت في جبينه ، فلا يملك التخلص منها ؛ بل صارت كلّ منهما ، مثلاً في السوء ، يحتذى به ، بذاته ! كما صارت كلّ منهما مضرب مثل ، لما يشابهها ، في العصر الحديث ، وفي سائر العصور!  

وسوم: العدد 913