الثورة السورية وتحالفات الأوتو- ستوب

وأكتب بالقلم العريض الواضح الفسفوري.. ومنذ الأيام الأولى للثورة لم يجد السوريون حليفا كاملا على أهدافهم الثورية. التي خرجوا من أجلها، ونادوا بها. دولة حرة مستقلة يسودها القانون، ويشمل أبناءها العدل، ويسقط فيها المستبدون والظالمون والمفسدون، ويحاسب على جرائمهم المجرمون.

ولو وجد الثوار السوريون حليفا دوليا على هذا، لصار في أيديهم مضاد طائرات للدفاع عن أنفسهم.، وتحقيق أهداف ثورتهم، والتصدي للقوة الغاشمة التي احتلت بلادهم . ولو كان بأيدي الثوار مثل هذا السلاح الذي يمكنهم من حماية مدنهم وبلداتهم وقراهم، لما هاجروا منها، وركبوا في الباصات الخضر..ولما استطاع طيران البراميل المتفجرة، أن يطير فو ق رؤوس المدنيين يزرع الموت والخراب. كل فعله المسكوت عنه مع فعل نظيره الروسي كان جزأ من المؤامرة الردية!!

والأفغان عندما انتصرو على السوفيت، وشاركوا في تفكيك الاتحاد السوفيتي، كان مثل هذا السلاح بأيديهم، وكان يفتك بالطيران السوفيتي فتكا ذريعا، ويحمي المدن والبلدات والقطعات الثورية. لم يكن من المشترط في الولايات المتحدة أن تقدم بنفسها هذا السلاح، وكان يمكنها أن تفعل ذلك عن طريق الوسطاء الذين لجمتهم عن أي عون حقيقي.

لا أحد في هذا العالم قبل أن يعطي السوريين قطعة من هذا السلاح، لا أحمد ولا بديع ولا جمال... ولست مضطرا لذكر بقية الأسماء. وهذا منذ الأعوام الأولى للثورة، كل الأصدقاء كانوا في هذا الأمر مثل الأعداء.

ولكن الذين لم يتأملوا ويتفكروا ويتدبروا منا لم يعلموا.. صحيح أن داود قتل جالوت بالمقلاع، ولكن لا نظن أن حروب الطائرات تخاض بالمقلاع. وما تزال هذه مشكلة السوريين لو كانوا يعلمون...

كل التحالفات مع الشعب السوري - مشكورة - كانت على طريقة توصيلات الاتو - ستوب، تقطع من الطريق مرحلة ثم تغادر ، ليس علينا أن نرفض ولكن علينا أن نعلم. وشرط مثل هذه التوصيلات..

أن تستقبلها بابتسامة الشاكر والممتن..

أن تشعر من حملك أنه صاحب يد وفضل..

وثالثا وهذا الأهم: أن تظل مفتوح العينين، حاضر القلب، وأن تحذر أن تغفو على المقعد المكيف في الحر والقر، فتعرف متى تغادر بالضبط، فترجو حاملك أن يتوقف مشكورا، وأن تغادر سيارته مبتسما، وأن تلوح له بيدك بعد أن...

يصعب على بعض الناس وهم يعدون أنفسهم ثوارا أن يغادروا المقعد الوثير، وأن يعودوا للجد على القدمين وعلى الطريق الطويل. سيدنا أبو ذر مات جمله الهزيل في الطريق الطويل إلى تبوك، فحمل رحله على كتفيه وجد السير...

علينا أن نحذر أن يجرنا الحديث، أو تتمادى بنا الغفلة فتذهب مع السائق الذي حملنا وأراجنا مرحلة من الطريق إلى حيث هو ذاهب، وستكون هذه خطيئتنا وليست خطيئته. وليس ذنبه أنه ذاهب في طريق آخر، وله من سفرته مآرب أخرى...

خلاصة: لن نجد من يحمل عنا أهدافنا من ألفها إلى يائها... ونحن أعلم وأولى بها..

علينا أن نستفيد من كل التقاطعات الممكنة والمجدية مع الحفاظ على ثوابتنا الحقيقية في اللاءات الكبرى التي قضى عليها الشهداء...

أحمد بديع جمال ...أفد عن إشارتي حوّل ..

- عُلم..

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 999