الانهيار الكبير

ورأيت فيديو الرجل السوري الكبير الذي يبكي ويستجدي.... فأبكاني، أقسم بالله أبكاني، وأعلم أن كثيرا من الناس يفندون...قلت هذا مع وضوح ما يمثله صار هنا، فكيف حال المرأة والطفل الصغير...؟؟

وخرجت من حلب خائفا أترقب في حزيران 1979 ورأيت كثيرا من الناس، في مجالس الغربة يدعون البطولة على طريقة من قال "وإذا خلا ..". فكنت أقول لأشدهم شكيمة، وأمضاهم عزيمة دونكم الميدان، لا أداري ولا أواري وسأبقى إن شاء الله كما كنت...لم أخطئ في حق ديني ولا نفسي. ولا حملتُ الناس يوما على ما لاأرتضي من الأمر...

وما يجري اليوم على كل الشعب السوري يجب أن يهمنا جميعا. وعندما نجد طفلا جائعا ليس من الحكمة ولا الشريعة أن نسأل عن هويته. وغفر ربنا لمومس بسقيا كلب. وفي رواية لصاحب مكس، وصاحب المكس شر مكانا عند ربنا من الأولى لو تعلمون.

في سورية نقول: ما حدا أحسن من حدا. وبين الخذلان الكبير والانهيار الكبير، مشترك لفظي يمكن أن يوضع خارج قوس. للذين يتفكرون أو يتدبرون.

وأصحاب الدين والعقل نحن...ورحم الله امرأ قال خيرا فسلم، أو صمت فغنم، ولست على الناس بوكيل، ولا حفيظا ولا مسيطرا .. ولمثل هذه الحُلكات تدخر الأمة الحكماء...

يلح عليّ الكثيرون يسألونني الوضوح، واقول بكل الوضوح حول سورية القصعة، أكل جميعَ السوريين الآكلون، وما شبع من لحمنا بعدُ الآكلون..

وكلما عظمت المسئولية عظمت أمام الله ثم الناس التبعة. (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ)

وفي حكاية سليمان مع الأم الصادقة والأم المدعية حكمة. والسكين اليوم ليس بيد سليمان ولا في مقلاع داود، كل الشر اليوم بيد جالوت...!!

أتذكر بعض الممثلات العربيات منذ عقدين دخلت غرفة العمليات لتجري عملية تجميل، فخرجت محمولة على نعش ... ذكرى.

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 1009