يوم تضامنت فلسطين الحرة مع المغرب ضد فرنسا في 1930 و قبل تأسيس الكيان الصهيوني

عبد اللطيف النكادي

عاشت الأمة العربية الاسلامية طوال مائة عام الأخيرة أحداثا تاريخية عظمى. تفيدنا مراجعة وثائق هذا القرن كثيرا في توضيح الرؤيا وإعادة قراءة الأحداث ليس كانتصارات وهزائم ولا كبطولات وحماس وتطلع الى غد مشرق كما عودنا مؤرخون كثر يقفون عند السرد والحكاية. ولكن قراءة هذا القرن بالمنظور الجيوستراتيجي الذي يعي العمق الاستراتيجي للأمن القومي العربي الاسلامي ليس بالضرورة كوحدة أو اتحاد بل على الأقل ككتلة جغرافية ثقافية تمتلك قوة تضافرية في تعاملها مع التكتلات المحيطة بها. فهذا يعيد لنا الهيبة والندية فضلا عن الأمجاد في العلم والبناء الحضاري.

نعم وألف نعم ففي أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وعلى الرغم من تفاقم الانهيار في جل بلداننا كنا نسجل انتصارات على الغزاة وكان لنا عمق استراتيجي لم يكن لأعدائنا. نعم لقد كان بين مختلف البلاد العربية الاسلامية تضامن قوي وشعور اقوى بوحدة الحاضر والمصير وكان شكيب أرسلان ومحمد بن عبد الكريم الخطابي وعمر المختار والقوميون العرب في الشام يفكرون باسم الأمة ويستنهضون كل الامة وينشرون الوعي بهذا العمق الاستراتيجي. وفي ذات الوقت كان التناحر سيد السياسات بين الدول الاستعمارية. وقد وصل ذروته في حربين عالميتين طاحنتين.

و مناسبة هذا الموضوع تتعلق بعثوري على وثائق لعصبة الأمم تبين تضامن أهل فلسطين من القدس الى يافا مرورا بمدينتي اللد ونابلس مع المغاربة في محنتهم ونضالهم ضد الاستعمار الفرنسي بمناسبة اصداره للظهير البربري. فالمظاهرات والتظاهرات المتوجة ببرقيات التنديد بالسياسة الفرنسية في المغرب وحدت جمعيات الشباب المسلم والمسيحي و بربر فلسطين. وقد استمر هذا الاسناد من يوم 25-12-1930 الى 9-5-1934. ولم يقتصر على عصبة الأمم بل شمل كل الدول الموقعة على اتفاقية الجزيرة الخضراء التي مكنت فرنسا واسبانيا من فرض الحماية على المغرب. وكذلك كان الحال طوال ليل الاستعمار وغداة استقلال الدول العربية.

ورغم تكالب القوى الاستعمارية الجديدة غداة موجة استقلال الدول ألمستعمرة وعجز الحكام عن الوعي بالعمق الاستراتيجي وضرورات التكتل وهم يرون مخطط مارشال وتأسيس السوق الأوروبية المشتركة وتكتلات أخري ورغم حروب الحدود أو حروب ألزعامة فقد كانت الجامعة العربية بما لها وما عليها تؤمن شيئا من " نحن " خصوصا بالنظر الى ما بعد غزو الكويت واحتلال العراق وصولا الى طوفان الأقصى. فالمشاركة العربية في حروب 1948 و 1967 و 1973 اضحت خيالا بالنظر الى خذلان العرب حكومات ونخب لغزة في 2024 بل وقمع الشعب العربي أو عدم تأطيره كي لا يحقق تضامنا فعالا.

ومع كل ذلك فعلو الموج آت لا ريب فيه ومن تباشيره ان شباب الغرب أصبح قوة مناصرة للقضايا العادلة ولا بد أن يخجل الشباب العربي من القيود التي تكبله ويكسرها.

وبالعودة الى الشعب المغربي تجدر الاشارة أنه يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية وكم من مغربي استشهد دفاعا عن العروبة والإسلام وإفريقيا وفلسطين. وغدا 30 مارس 2024 سيحيي المغاربة يوم الأرض بمسيرات ليلية في جل المدن المغربية تجديدا لدعمه للثورة التحريرية الفلسطينية.

ومن ارشيف عصبة ألأمم نجد فيما يلي نسخا من برقيات التنديد بالسياسة الفرنسية ( اصدار الظهير البربري) ضد الوحدة القانونية للمغاربة. وبالتالي بث الفرقة بين العرب و الأمازيغ. فلم يمر كيد الاستعمار القديم كما لم تمر نفس الأهداف التي عاد الاستعمار مع الصهيونية لإعادة اشعال فتنتها اليوم.

الوثائق استخرجت من المصدرين التاليين,

Les documents des archives de la société des nations relatifs au dahir berbère de 1930

sgdghhhh10751.jpg

sgdghhhh10752.jpg

sgdghhhh10753.jpg

وسوم: العدد 1075