هذا قدرنا نحن حملةَ اللواء
قدرنا أن نرد على أدعياء الإبراهيمية، يمسخها الممسوخون!!
وقدرنا أن نرد على دعاة الجامية إذ يتخرصون فنقول: (قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ..)
وقدرنا أن نسأل عن جناية والجيم أخت الخاء، في الرسم، ونسأل: من؟؟ وكيف؟؟ ولماذا؟؟ وهلاّ..من نصدق في كل ما يقال ويشاع.. وكل من يقترف أو يغترف معدود في الكذابين!!
وقدرنا نحن أن نرد على الولي السفيه وأولياء الولي السفيه، إذ يدعي الولاية على الأقصى والقدس وغزة وفلسطين.. والقدس لنا..
وقدرنا نحن.. أن نرد على "بيبي نتن يا هو" إذ يكذب فيدعي أنه هو من أسقط بشار الأسد.. ومحا كآبة الحزن عن وجه الشرق الأوسط الجميل!! نرد ونعرف كلفة الرد ونبيت في كنف مولانا القدير!!
ولأن انتصار الثورة السورية كان انتصارا لحملة اللواء منذ ستين عاما.. فقدرنا نحن أن نصحح لوزير الخارجية الأمريكي: أننا لو لا دعمهم سنكون خبرا محذوفا في أسابيع!! دورنا نحن وليس دور أكلة الكراع على الأرائك يتمنظرون…!!
هذا النصر صنعه جَلَد المجاهدين، وصبر أم وزوجة وطفلة وطفل، وملايين صبروا وصابروا ولم يلفوا ويلتفوا…!!
ونبدأ اليوم وبالله التوفيق:
وتحدثوا عن ملة غير ملتنا، وعن دين غير ديننا ونسبوه إلينا، ونحن كما يُنظر إلينا صامتون، بُهت أو مبهوتون..
وقد حفظنا من قول ربنا آيتين:
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) وحفظنا (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)
وإذا لم يكن واجب إعلامنا أن يشرح لجماهيرنا ما أمام الأكمة وما وراءها، فمن؟؟!! وما فقدتُ دور علمائنا في المجلس الإسلامي؛ إلا كما فقدته هذه الأيام!! في السياسة نتحدث عن نوع من العناق نسميه عناق الدب، الذي يُحرج ويُخرج، وتمنيت لو أن بعض الذين صمتوا عادوا..
وكان من قدرنا أن نرد على الذي قال: إن الله لم يتعبدنا بالإقامة في فلسطين، تعبدنا بعبادته، ومن عبادته إقامة الصلاة، ومن شرط إقامة الصلاة، التنزه من البول، ثم أفاض في شرح التنزه من البول، ما هو، وأصغينا إليه، فإذا هو يجهل الماهية، قبل الكيفية..!! وراجعوا قوله (ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلَا تُنظِرُونِ)!!
وقدرنا أن نرد عليه، حين يصمت المرجفون، وكأنا به إذا نازعه منازع على كلا الحرمين الباقيين أو أحدهما، يسلم له ما في يده ويهيم على وجهه يعبد الله على الطريقة التي ذكرها!!
قدرنا نحن أبناء سورية الحرة الأبية.. على مدى ستة عقود، أن نسأل عن الملف الذي وثق الجناية والخيانة، منذ 1965، ما حقيقة الأمر فيه!! نحن لا نصدق نتنياهو الذي قال: حصلنا عليه بجهدنا، وأعاننا عليه قوم آخرون، ولا نصغي كثيرا لقول رويترز: تم تسليمه عبر صفقة، تقول رويترز فيها بعض أماننا!! ومتى كنا؟؟
وربما يغيب عن أذهان بعض أحبابي من السوريين، أن الملف يحتوي اعترافات ضد الكثير من الضالعين!! وحين يعتبر الإعلام الذي يجب أن يكون وطنيا، أن الملف لا يعنيه؛ فإن من قدرنا.. نحن وحدنا أن نسأل ونتساءل، وأن نعلم، وأن نناقش، ولو علمت اليوم أن في سورية محكمة عليا حقيقية تتحمل مسؤوليتها، لأحلنا قضية ملف كوهين إليها، ولعل عند وزير العدل ما يكفي ويشفي..
ثم قدرنا نحن.. حمالي الأسيّة؛
أن نرد على كل ما يتفوه به الولي الفقيه، وأولياء الولي الفقيه، في العراق وفي لبنان وعلى جنبات الشام، نرد عليهم، وعلى كل من والاهم من قريب أو بعيد..فنبين ضلالهم وفجورهم وخيانتهم وغدرهم وهزيمتهم، وأنه لا ينبغي لمسلم ولا لعربي ولا لشامي ولا لسوري ولا لفلسطيني، أن يثق بولاة الولي الفقيه، ساعة من ليل، ولا لحظة من نهار؛ وتأبى علينا أعراض الحرائر، ودماء الشهداء..
وإعلامٌ يزعم أنه وطني ولا يحدثنا عن مثل هذا، لا حاجة لنا إليه..
قدرنا نحن.. أن نرد على بيبي نتنياهو المتوحش الأوحش..
أن نرد عليه، ونعلم أن الرد على نتنياهو مكلف، وأنه يقتضي أن تبسط علينا ألسنة السوء بكُبر السوء..!!
نرد على توحش نتنياهو ضدنا في غزة، وضدنا يوم يقصفنا على أرضنا، وضدنا يوم افترى علينا فزعم؛ أنه هو الذي أسقط بشار الأسد وجعل وجه الشرق الأوسط جميلا!!
وي.. ثم وي.. أما سمع هذه الفرية المنكرة الثقيلة أحد من الرهط الصم البكم!! فيستضيف من يفندها، ويرديها ويرد حجرها من حيث جاء، أم أن المجتمعين على الكراع لا تدخل في اختصاصهم مثل هذه القضايا، قضاياهم جلها من نوع كيف تنتج صابونا للجلي والتنظيف. وكانت أمهاتنا يرحمهن الله يفضلن تنظيف الآنية ببقية رماد الموقد "الصفية" يعتبرونها أطهر للآنية، وألطف على اليدين..
من يردّ على نتنياهو؟؟ من يقول له إن الذي أسقط بشار الأسد بعد نصر الله العلي، صبر ومصابرة ملايين السوريين وتخذ الله منهم ملايين الشهداء، وطبعا لقد أصبح الشرق العربي بإسقاطه أجمل، وسيكون يوم سقوطك وسقوط من يليك أكثر جمالا… هذا قدرنا أن ننشد:
لن ترى ذرة رمل فوقها.. لم تضمخ بدما حر أبي..
ولعله قدرنا مرة خامسة وسادسة وسابعة
أن نصحح لوزير الخارجية الأمريكي، الذي زعم في إحاطته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، أنهم إذا لم يدعموا دولتنا فأنها حتما سوف تسقط خلال أسابيع، وأننا سنذهب بعد سقوطها إلى الاحتراب البيني…
ألا يمكن لإعلامي وطني لامع، أن يتحفظ ولو برفق على هذا الكلام!! لا يا سيادة الوزير، دولتنا قائمة بحفظ الله، وبأمر الله ، وبعون الله ثم بصبر ومصابرة أبنائها وبناتها وشيبها وشبابها.. وكأن قطا قد أكل ألسنة تفرغت للحديث عن صابون الجلي..!!
لا يا سيادة الوزير نحن أكثر تحضرا من أقوام أبادوا ملايين سكان الأصليين لأنهم.. ظنوهم هنودا وحمرا.. !!
وأخيرا وليس آخرا.. من قدرنا نحن أن نكتب: إن العدوان على محافظ دولتنا في السويدا عدوان علينا جميعا، ونحن الذي مرغنا هيبة دولة بشار الأسد وأبيه من قبل بالوحل، نجد أنفسنا اليوم معنيبن، أكثر من الذين يأكلون خبز السلطان، بالدفاع عن هيبة دولتنا وليس فقط دولته..
مهما تكن المعالجة الرسمية الحكيمة للعدوان على السيد المحافظ في السويدا.. فإننا نعتقد أن من حقنا بوصفنا المنتمين إلى هذه الدولة انتماء ولاء وحب ووفاء، معنيين بمن يريدها بسوء، ومن يظل يسر، في الطعن في حاشيتها، حسوا بارتغاء..
قدرنا نحن أبناء الشام أن نقول لكل العالم امتحنونا في كل شيء.. إلا في دمنا المسفوك في غزة، وترابنا المغتصب في حيفا ويافا وعكا والرملة واللد والخليل.. فنحن هناك كل المستحيل!!
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)
وسوم: العدد 1126