ماذا يريد الأمريكي منا، وماذا نريد منه؟؟
وأعتقد أن بعض حقائق علم السياسة لا تُعلّم على الهواء.
وأعتقد كذلك أن هناك فصولا من علوم كثيرة لا تعلّم على الهواء. وهذا يسبب مشكلة، ولاسيما حين يختلط المشهد بين عالم ومتعلم…
الإمام حجة الإسلام أبو حامد الغزالي، ألّف كتابين في العقيدة عنونهما "المضنون به على غير أهله" وكان له المضنون به الصغير، والمضنون به الكببر، ومع أنني قرأت أو درست أكثر نتاج الغزالي، إلا أنني لم أقرب هذين الكتابين، فَرَقا…فأنا لا أحب النوم بين القبور..
في أكثر من موضع من كتبه كان يذكر، أنه لا معنى أن تعلم الصبي أحكام النكاح.
في موضع ثالث وهو يشرح معنى الوجد المعرفي، يقول: ذلك حال لا يوصف ولا يشرح ولا يعلّم؛ ثم يتساءل: وكيف تشرح للعنين لذة ما هناك؟؟!!
وأكاد أقول وفي كل علم فصول من هذا وذاك…!!
كنا في مجتمعنا البلدي، إذا سألنا عن أمر، ولم يريدوا أن يوروا علينا، كأن يقولوا لنا إننا خرجنا من بطون أمهاتنا، يجيبوننا: بكرة بتكبر وبتعرف..
أجدني أحتاج إلى بعض هذا في بعض المواقف، ولا أستغرب إذا قال لي بعض الأحباب ولعلك تحتاج كما تزعم أننا نحتاج..
أفيض في هذا للتنفيس عن غضب مكبوت.. وأرجو أن لا أغضب أحدا..
بدأت المقال وأنا أريد أن أجيب على سؤال ماذا يريد الأمريكي منا..وماذا نريد من الأمريكي؟؟
القاضي الشرعي الأول في دمشق الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله تعالى، كانت له رسالتان، طبعتا في سلسلة رسائل الجامعة- أناشد كل من عنده نسخ من مجموع تلك الرسائل أن يعيد- كان عنوان الرسالتين: "يا ابني" "ويا ابنتي." بالمناسبة وكان للإمام أبي حامد الغزالي رسالة جميلة عنوانها "أيها الولد"…
قرأت رسالتي الشيخ علي وأنا طالب في المرحلة الإعدادية، وقلت في نفسي يومها لقد كتب الشيخ بقلم الأب الغيور على بناته الأربعة، وقد تجاوز الحد الشيخ الحد في عملية التعرية والحت…!!
وأعتقد أن الذي تريده الولايات المتحدة ليس أقل قباحة من الذي كتبه الشيخ الطنطاوي هناك،
رحم الله الشيخ علي، فقد كتب عن بعض ما يريده الذكرُ .. منها…
أما ابن الرومي الشاعر المخيال، فقد كتب عن الأرض في الربيع، فلم يكن مخياله أقل تطرفا من مخيال "إميل زولا" في قصته الواقعية "الأرض" يقول ابن الرومي عن الأرض في الربيع:
وتبرجت بعد حياء وخفـــــر
تبرج الأنثى تصدت للذكر
أظن أن الولايات المتحدة في ظل التأنيث المعنوي لاسمها مستعدة لذلك أيضا..
نسيت أن أخبركم
أن الولايات المتحدة لم ترسل سفيرا إلى سورية، هل انتبهتم؟؟ فالسيد "توماس باراك" السفير الأمريكي في تركية، يعين فقط، وضعوا تحت فقط خطين بمهمة: المبعوث الأمريكي الخاص!! وهو دور له سقف، وسقف له دلالة، ورغم كل ما حكاه السفير الأمريكي السابق فورد في معهد بالتيمور، فإن ذلك لم يشفع له؛ ليستعيد مكانته كما كثير من طلاب المواقع بيننا..
بعضنا يكتفي أن تدق بدلته ببدلة الرئيس.. حتى يغشى عليه من الفرح..
واحدة ثانية..
قرار الخارجية الأمريكية بعد التنسيق مع وزارة الخزانة برفع جملة العقوبات المنصوص عليها حسب قانون قيصر.. ليس دقيقا بهذه الصيغة..!!
انتبهوا.. تأملوا…
لا بأس من الطبل والزمر والمزيكا، ولكن خلوا شيئا من هذا للبعد ولما بعد البعد..!!
الحقيقة أن هذه العقوبات والتي مرت عبر مؤسسات القرار الأمريكي، لم ترفع بعد، ولن ترفع إلا بعد!! وإنما تم تعليقها لمدة 180 يوما فقط..
راجعوا القرار بشكل دقيق، 180 يوما تحت التجربة، يعني مثل أيام الخطبة، تعلمون أن ذوق العسيلة لا يجوز في فترة الخطبة..
180 يوما ستجري الولايات المتحدة الخاطبة المخطوبة كل تجاربها وفحوصاتها المخبرية ونحوها: ترامب يصرح أنه يريد أن يتأكد أن الإدارة الجديدة متمسكة بالسلام مع جيرانها…!! مفهوم أو أننا نحتاج إلى مزيد شرح!!
دورنا أنا وأنتم أعني نحن السوريين الحقيقين؛ أن نكون مسند الظهر بالنسبة للإدارة الجديدة.. ليس بالقول: زادي ومزودي ومثل ما بقول السيد الرئيس وأزود..!! كما يريد الشبيحة الجدد..
بل لنظل نقول: ليس من أجل هذا ثرنا… فنعطي من يريد التعلل ورقة قوية يستند عليها…
نخاطب السادة في الإدارة الجديدة: قولوا لا في سياقها الإسلامي والقومي والوطني.. وازرعوها بلحانا.. وحملوها على ظهورنا نحن السوريين..فشعبنا السوري جمل المحامل من قبل ومن بعد…
ونحن ردء لكل فلسطيني لم يحمل السلاح علينا، فكيف إذا كان قد حمل السلاح معنا..؟؟
من المكتوب في كتاب المضنون به السياسي:
دور الجماهير تصليب مواقف القيادات..
ويا بؤس أمة كانت جماهيرها من فصيلة الرخويات…!!
وتسألونني: وماذا نريد من الولايات المتحدة؟؟ نقول للسيد ترامب: كفوا عنا وألف خير من الله...
وسوم: العدد 1126