الانتماء الفكري في ميزان الإسلام: بين الحق والاتهام

 

  1. حرية الفكر أصلٌ في الشريعة

الإسلام لا يجرّم الرأي أو الانتماء الفكري ما دام لا يفضي إلى باطلٍ ظاهر أو فسادٍ في الأرض. بل الأصل في المسلم البراءة، والحوار بالحسنى، والتعايش على أساس العدل والبيّنة. قال تعالى:

> "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" [البقرة: 256].

  1. التمييز بين الفكر والعمل

الإسلام يفرّق بين من يحمل رأيًا اجتهاديًا، ومن يرتكب جرمًا ظاهرًا. الفكر يُناقش، أما الجريمة فتُحاسب بالبينة، لا بالظن والتصنيف.

قال الشاطبي:

> "الأصل في الظواهر أن تُحمل على السلامة حتى يدل الدليل على الفساد".

  1. لا يُحكم على النوايا

لا يملك أحد حق الحكم على نوايا الناس؛ فالنية بين العبد وربه، وقد نهى النبي ﷺ عن ذلك حين قال:

> "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى".

  1. البراءة الأصلية من كل تهمة

الشرع لا يقر باتهام دون بيّنة، ولا يُجيز وصم الناس لانتماء أو شبهة. قال ﷺ:

> "البينة على المدعي، واليمين على من أنكر".

  1. التجريم بالهوى ظلم

الظلم من أعظم الذنوب، وتوظيف الانتماء الفكري كذريعة لإسكات الصوت المخالف أو إخراس الرأي المشروع هو عدوان على مقاصد الشريعة، وخرق لميزان العدل الرباني.

قال تعالى:

> "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى" [المائدة: 8].


 ضفاف الروح:

> أنا مسلمٌ غيور على ديني، أحب الصالحين ولست منهم، ولا أدّعي العصمة، بل أرجو رضوان ربي ومغفرته. لا أحب التخفي، ولا أستطيب الظنون، ويكفيني من البلاء أن يُتتبع المرء في عوراته.

شغلتني نفسي عن الناس، ولست بلعّانٍ ولا طعّان، لا مغتابٍ ولا نمّام، ولا فتّان يُفرّق بين الإخوة.

لي هدف مرسوم، أرجو به النجاة، وكفى به زادًا لطريق طويل، يُرجى فيه وجه الله وحده.

وسوم: العدد 1129