نضال

عبد الرحمن هاشم

من عادتنا في الريف أن البيوت مفتحة طول النهار وجزءاً من الليل، لا تغلق إلا عند النوم، منعا لدخول الكلاب والقطط .

وعندما يُنادي الزائر المعروف يُطلب منه الدخول، أما الغرباء فيخرج إليهم من يرحب بهم ويستضيفهم، لكن البيت الذي لا يستحق الترويع آثر القوم أن يروعوه وأن يتصرفوا معه بمنهج الاقتحام والمداهمة.. المسدسات في المقدمة.. الأسلحة مشهرة.. الصوت الخشن الغليظ سيد الموقف .
"اللهم فوّضنا أمرنا إليك.. أنت صاحب الحول والطول.. لا راد لقضائك".. هكذا ختمت أمي رسالتها لي عبر الموبايل.

عرفت أن الحملة المسلحة أخذت مجموعة من الشباب المساكين في القرية لا علاقة لهم بأي صراعات سياسية وبعضهم أمي لا يقرأ ولا يكتب!

ملأني الحزن أو ضاعفه بمعنى أصح أن الغرض الذي اقتضى اقتحام هذه البيوت بعد منتصف الليل كان من أجل القبض على "مناضل" أراحه الموت منذ قرابة شهر.