العلمانيون والوجه القبيح

حسام العيسوي إبراهيم

العلمانيون والوجه القبيح

حسام العيسوي إبراهيم

[email protected]

إن ما نسمعه الآن من صخب إعلامي، وكلام رزيل، عن ضرورة البعد عن تعاليم الإسلام، وتنحية منهاجه وأخلاقياته جانباً. هذا الكلام ليس غريباً على العلمانيين، فهذا هو الوجه الحقيقي لهم.

لا يفاجأ أحدنا بتصريح أحدهم بأن الإسلام ضد الفن، فإذا سألته؟ كيف؟ يقول لك: إن الإسلام لا يجوز للمرأة أن تخلو بالرجل، وهل يسمى الفن فناً إلا بالتقائهما؟!

بل لا تفاجأ حينما نسمع أحدهم يشجينا بقوله: إن الدين شيء مقدس، والسياسة شيء مدنس، فكيف يخالط المقدس المدنس؟!

بل لا تفاجأ حينما يملأ أحدهم الأرض فرحاً وضجيجاً، حينما سمع عن مظاهرات في تركيا، تُرفع فيها زجاجات الخمور، وتدنس فيها المساجد بالأحذية. فصفق بعد رؤيته لهذا المشهد، وأعلنها قوية مدوية " فلتكن ثورة على الإسلام في كل مكان ".

لا تفاجأ يا أخي بكل هذا، فهذا هو وجه العلمانية القبيح، والعجب أنهم أخفوه عن شعبنا كثيراً، رجاءً أن يظفروا منهم بصوت في الانتخابات، أو يخرجوا منهم بفرد يؤيد أفكارهم.

والسؤال: ألا يخجل هؤلاء من أنفسهم؟!

فأوروبا- قبلتهم الأولى- قد يأست من مناهجها الوضعية، التي ابتكرتها، وتفننت في تطبيقها، فأيقنوا أنها عاجزة عن نفعهم، فأخذوا يبحثون عن تعاليم الدين ومنهج السماء.

ألا يعلم هؤلاء أن أوروبا حاملة بالإسلام، وستلد قريباً بإذن الله!

ألا يعلم هؤلاء أن بلادنا الإسلامية في مرحلة المخاض الأخير، وستلد قريباً بمشيئة الله!

ألا يعلم هؤلاء أن مصر التي رضخت تحت ظل الاستعمار مئات السنين، وصمدت ضد حملاته الفكرية الموجهة، وصبرت على الظلم الواضح من عملائه المأجورين، لن ترضى بمنهج غير منهج الإسلام بديلاً!

أي عقول هذه؟! وأي قلوب تلك؟!

أقول: إنها الجاهلية العنيدة، والعصبية الزميمة، تعمي صاجبها عن رؤية الحق، وتبعده عن فهم الحقيقة.