الأنظمة الممانعة وفلسفة القمع

أيهم نور الدين

بطرس الأول , قيصر روسيا وأول إقطاعي رجعي في التاريخ ترضى عن سيرته النضالية شلة التقدمية والممانعة الشيوعية أيام ستالين , فتعتبره رمزاُ وطنياً لسبب بسيط , وهو أنه أستاذ البراغماتية الستالينية الأوحد , فقد ألقى بوزيره الأول منشيكوف في أقرب حاوية زبالة بعد أن أدى هذا واجبه التاريخي في حماية القيصر والوطن , وهو مافعله ستالين وكيم ايل سونغ وبول بوت وحافظ الأسد برفاقهم فيما بعد  .

..

ستيبان رازين : لص وقاطع طريق قوزاقي مشهور في القرن السابع عشر , سيرة حياته تشبه سيرة حياة الشبيح صالح العلي الذي خلق لنا منه البعث أسطورة للنضال والممانعة ومقارعة الأستعمار الغاشم .

وكما حصل مع الشبيح صالح العلي , فإن سيرة حياة ستيبان تيموفيتش رازين كانت تدرس في جميع مدارس الاتحاد السوفييتي السابق , وهى اليوم تدرس في مدارس روسيا الاتحادية بالزخم نفسه لسبب بسيط أيضاً , وهو أن هذا اللص يعجب بوتين بالقدر نفسه الذي كان يعجب فيه أستاذه ستالين .

..

الكولونيل جنرال خريوكين قائد الجيش الجوي الثاني إبان الحرب العالمية الثانية : اسم على مسمى , فهو جنرال مليء بالخراء كاسمه  , ترقى بطريقة حافظ الأسد , من ملازم ثان إلى مقدم فلواء ففريق خلال سنة ونصف دون المرور بالترفيعات التقليدية للضباط والسبب بسيط كذلك , وهو أن رنة اسم هذا الجنرال كان لها وقع موسيقي جميل على أذن ستالين .

كانت رنة الخراء الجميلة هذه  سبباً لكوارث لا يعلمها إلا الله في المعارك الجوية , حيث الطائرات الروسية ( كحالها اليوم )  تتساقط كالذباب أمام طائرات الشتوكا والهنيكل النازية لأسباب عديدة أهمها سوء إدارة القيادة السوفيتية لهذه المعارك .

..

الميجور جنرال ( العميد ) المسلم بانفيلوف قائد فرقة المشاة  السوفيتية الممتازة : قائد عسكري محنك , وعندما وصلت دبابات غودريان إلى مشارف موسكو , سارعت القيادة السوفيتية المنهزمة وعلى رأسها ستالين  إعداد  أمورها للفرار , كان الطريق إلى موسكو عبر فولوكولامسك مفتوحاً على مصراعيه , حينها ألقيت فرقة بانفيلوف المعدة على عجل في جمهوريات وسط آسيا كفريسة للوقوف بوجه قوات الفيرماخت المظفرة لابطاء تقدمها ريثما يهرب ستالين .

استبسل الجنود المسلمون في الدفاع عن موسكو , أسماء مثل عبد الله أرجوكنيدزه وأحمد كفتارنيدزه ومدحت يولداشوف وعباس ( أوباس )  ابراهيموف لم توقف المد النازي فحسب , بل صمدت وأوقعت هزيمة نكراء بدبابات البانزر والتايغر الألمانية , ويا ليتها لم تفعل .

قتل معظم جنود الفرقة , وعلى رأسهم قائدها المحنك بانفيلوف , لكن المهم أن القوات النازية تحطمت على مشارف موسكو , وهكذا نجحت هذه الفرقة التي تكون معظم جنودها من المسلمين بتحطيم المد الهتلري وحمت موسكو من السقوط .

كرمت القيادة الروسية فرقة بانفيلوف بصمت , منح الأحياء بعض الأوسمة أما الأموات فقد منحوا أرملة كل منهم مائة روبل مرفقة بشهادة  وفاة  مذيلة بعبارة " مات من أجل الأتحاد السوفيتي " بالبريد , لقد رفض ستالين مقابلة النسوة  لسبب بسيط وهو أن القتلى مسلمون .

..

أليست هى الطريقة نفسها التي تعمل بها الآلة القمعية السورية الممانعة , والآلية نفسها التي يتعامل بها النظام مع شبيحته من غير الإيرانيين ؟؟..

وحدة الحال هذه تؤكد بما لا يقبل الشك أن هذه الأنظمة الممانعة تستقي من شجرة الزقوم نفسها.