الإمام علي بن أبي طالب

الإمام علي بن أبي طالب

كرم الله وجهه

أ.د/ جابر قميحة

[email protected]

دخل ( ضرار الصدائي ) على ( معاوية بن أبي سفيان )- رضي الله عنه ـ فقال له : يا ضرار ، صف لي علياً.

فقال : اعفني يا أمير المؤمنين.

قال : لتصفنّه .

قال : أما إذ لا بد من وصفه ، فكان –والله- بعيد المدى، شديد القوى، يقول فصلاً، ويحكم عدلاً، يتفجر العلم منن جوانبه، وتنطق الحكمة من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها، ويستأنس بالليل ووحشته، وكان غزير ألعبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر، ومن الطعام ما خشن، وكان فينا كأحدنا، يجيبنا إذا سألناه، وينبئنا إذا استنبأناه، ونحن والله- مع تقريبه إيانا وقربه منا- لا نكاد نكلمه هيبة له.. يعظم أهل الدين، ويقرب المساكين. لا يطمع القوي في باطله، ولا ييأس الضعيف من عدله. وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، قابضـاً على لحيته،يتململ تململ السـليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقـول: يا دنيا غري غيري.. إليّ تعرضت أم إليّ تشوقت؟ هيهات هيهات!! قد باينتك ثلاثاً لا رجعة فيها. فعمرك قصير، وخطؤك حقير. آه من قلة الزاد، وبعد السفر، ووحشة الطريق.

فبكى معاوية وقال :رحم الله أبا الحسن ... كان والله كذلك. فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ذُبح ولدها وهو في حجرها .