المقاصد الجليَّة من الزج بالقاعدة وملحقاتها الشامية في الساحة السورية

المقاصد الجليَّة من الزج بالقاعدة وملحقاتها الشامية

في الساحة السورية

محمد عبد الرازق

 في خضم الصراع الحاصل على الساحة السورية بين النظام و ملحقاته، و الشعب المنتفض لم يدخر أيٌّ منهما الزجَّ بما يملكه من الاحتياطي في جعبته من أجل التخلص من الآخر إمَّا بتسديد عدد أكثر من النقاط، أو بالضربة القاضية. و لقد كان من آخر ما تفتَّقت به عبقريةُ و دهاء النظام الزجَ بالكرت الرابح ( جوكر القاعدة )؛ و قد كان ذلك منه لما لهذا من تأثير سيء في نفوس الناس في الداخل، و الخارج. و هو في ذلك قد سجلَ عددًا من النقاط في وجه المعارضة. و للأسف فلقد تماهى معه في ذلك ثُلَةٌ من الشباب، و هم على صنفين في هذا:

 1ـ إمَّا أنهم من الشباب المتحمِّس الذين كثيرًا ما يغيب عنهم التبصُّر في المرامي و المقاصد الحقيقية لمثل هذه المكائد، و السياسات التي ينتهجها النظام في مثل هذه الظروف.

 2ـ أو أنهم ممَّن يشارك النظام خبثه ، و دهاءه ، و مكره ؛ فهو قد اِدَّخرهم لمثل هذه الأيام، و حتى ينطلي أمرهم على الناس طلبَ منهم أن يتماشوا مع واقع الحال ، فيعلنوا رفضهم للنظام ،و يتظاهروا مع المتظاهرين، و لا مانع لدىه من أن يكونوا في مقدمة الصفوف، حتى يبتلع الثوارُ الطُعمَ ، و تنطلي عليهم اللعبة.

 لقد أخذت أبعادُ هذا المخطط تتكشَّف بعدما أعلن مندوب النظام في الأمم المتحدة ( بشار الجعفري) عن تورط القاعدة في أحداث سورية الأخيرة ، فهلَّل الغربُ لهذه الفبركات الإعلامية ، و وجدوا ضالتهم في ذلك؛ تهربًا من الالتزامات الإنسانية تجاه الشعب السوري المنتفض بوجه تحالف شمولي، و مصلحي ، أصبحت أطرافه معروفة. و سار معه في مخططه هذا المتحالفون معه في المنطقة بدءًا من : حكام العراق، و حكومة حزب الله في لبنان ، وحتى بقايا اليسار الثوري العربي.

 و لقد كان هذا متوقَّعًا و غير مستغرب، و لكن أن يبادر من هم محسوبون على الثورة بالتبشير بعودة، و نبش ملحقات القاعدة من قبورها؛ فهذا أمرٌ يسترعي الانتباه ، و التحذير منه .

 فما هي الفائدة التي ستجنيها الثورةُ من عودة جماعات إلى الحياة مرة أخرى، كان قد ابتدعها النظام ، و آزره في بعضها أبو القعقاع ( محمود قولا غاسي) :[ الغرباء، جند الشام، شاكر العبسي، أحمد أبو عدس )؟ لقد قُبِرت هذه الصنائع منذ أمد بعيد في بيئة الشام المعروفة باعتدالها، و وسطيَّتها.

 لقد أحسن شباب الثورة صنعًا عندما طلبوا من زعيم القاعدة( أيمن الظاهري) أن يترك الساحة السورية و شأنها ، و يذهب بقاعدته بعيدًا عنها( فما عندنا يكفينا ). و المطلوب من أنصار الثورة أن يكفُّوا عن الترويج لهذه الملحقات التي لا تحتاج إليها ثورة شعبنا، و هي تخدم مخططات النظام أكثر ما تخدم الثور، و تعطي ذريعة للآخرين حتى يتخلَّوا عن واجبهم الإنساني تجاه شعب يُباد بأعتى آلة جهنَّمية كان النظام قد اِدَّخرها لمثل هذا اليوم، و أخذ يؤازره في ذلك من ذكرنا من حلفائه الدوليين، و الإقليميين، و المحليين.

فالحذرَ الحذرَ ، و اليقظةَ اليقظةَ ممَّا يُدبَّر في الخفاء.