عباس السيد.. لاعذر لنا

عباس السيد.. لاعذر لنا

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

نقلا عن زوجة الاسير عباس السيد : زوجي بكى اليوم عندما زاره المحام  ولم يكن عنده تركيز عقلي كامل.

عباس سال المحامي : من انا ومن انت؟ وطبعا ذلك بعد تعرضه للضرب من قبل جنود الاحتلال في السجن .

أتعلمون من هو الاسير عباس السيد .. من هذا الرجل الذي بكى !!!

عباس السيد أحد القادة البارزين في فلسطين حظيَ باحترام الشارع الفلسطيني الذي رأى المنطق في حديثه ، و حرصه على الوحدة الوطنية و تجذير فكر مقاومة الاحتلال و غرسه في قلوب الناس مهما كلّفه ذلك الأمر من ثمن .

عباس السيد  هو الرجل المعروف بقصص الصمود الأسطورية في التحقيق ، بل انه  أحد الذين أعجزوا الشاباك خلال التحقيق معه عن انتزاع كلمة واحدة منه ، حتى أصبح أمل الاحتلال الوحيد هو التخلّص منه بقتله أو تصفيته جسدياً ..

هذا الرجل الذي بكى هو عباس السيد ، ذلك الرجل الهادئ صاحب الابتسامة التي تنم عن قوة الشخصيه وصفاء القلب فدخل قلوب كل من عرفه وتعامل معه ..

بكاء عباس السيد ليس بكاء ضعف او هزيمة ..انما بكاء قهر و ألم للظلم الواقع عليه وعلى اخوانه الأسرى.

ولِد عباس السيد (أبو عبد الله ) لأسرة متدينة تلتزم تعاليم الإسلام في مدينة طولكرم في العام 1966 ، فالتحق بتربية المساجد ، اتم تعليمه في مدارس طولكرم قبل أن يحصل على شهادة الثانوية من الفرع العلمي بتفوق و بمعدل 93.2 % أهّله لدراسة هندسة الميكانيكا . الاسيرعباس السيد المحكوم بـ36) ) مؤبداً إضافة إلى (200) سنة أخرى.

عذرا عباس

عذرا اخي وأنت تدفع ضريبة العزة والكرامة عنا جميعا..

عذرا اخي وأنت - كما عهدك الجميع - الرجل الذي يرفض الانحناء إلا لله..

عذرا عباس وإن كان اعتذارنا لا قيمة له امام ما جرى ويجرى معك ومع اخوانك الاسرى..

عذرا عباس فقد ماتت فينا النخوة.

أسروك ووضعوا القيد حول يديك المتوضئة لكنهم لم يستطيعوا اسر روحك الطاهرة التي لازالت تحلق حول احبائك وإخوانك تشد من ازرهم وتحثهم على الاستمرار والصبر لا الومك ان عتبت علينا او حتى ذكرتنا بسوء فقد قصرنا بك وبإخوانك ، نعترف بتقصيرنا ..بل احيانا كثيرة ننساكم ولا نذكركم إلا بيومكم او عندما تنشر رسالة منكم او تنقل وسائل الاعلام خبرا عنكم ، نعترف اننا قد غفلنا عنكم لكننا ندرك ان قلوبكم اوسع واطهر وانقى من قلوبنا وإنكم ستعذروننا.

ابا عبد الله …. وكل أسرانا في سجون الاحتلال:

لكم الله 

اجل لكم الله وحده فقد نامت الأمة ...

حسبنا الله ونعم الوكيل.