صدمة " إسرائيل" في تولوز

صدمة " إسرائيل" في تولوز!!

صلاح حميدة

[email protected]

أعربت دولة الاحتلال الإسرائيلي " عن صدمتها" بما جرى في تولوز الفرنسيّة من استهداف لمدرسة يهوديّة وقتل عدد من تلاميذها وطلّابها، وفي هذا السّياق يشمئزّ أيّ إنسان يتمتّع بحسّ إنساني من هذا الفعل الجبان الّذي سبقه إجرام آخر من نفس الفئة النّازيّة ضدّ جنود فرنسيين من جنسيات عربيّة وإسلاميّة وإفريقيّة، وهي مجموعة من النّازيين الجدد المعادين للآخر المختلف، والّذي بعرفهم يجب أن يموت في سبيل بقاء العرق الأبيض الأوروبّي دون غيره، وهي نظرة عنصريّة لا ترى حقاً في الحياة إلّا لها، وتعتبر المختلف معها لوناً وديناً وعرقاً أدنى منزلة ولا يستحقّ الحياة والمعاملة بكرامة، وتعتبر تلك الفئة أنّها هي الّتي تستحق الامتيازات الّتي توفّرها الدّولة دون غيرها من الفئات، ولذلك اعتبرت أنّ وجود جنود من تلك الفئات في الجيش مرضاً خبيثاً يستحقّ الإستئصال، ونفس الشّيء تعاملت مع المدرسة وطلّابها، بالإضافة إلى استهداف مساجد ومقابر المسلمين، حتّى الجنود الّذين ضحّوا بحياتهم لتحرير فرنسا من الاحتلال الألماني.

يحتاج قادة ومستوطني دولة الاحتلال للوقوف أمام المرآة وسؤال أنفسهم الأسئلة الصّعبة الّتي يرفضون طرحها على أنفسهم، ويرفضون الاجابة عنها لغيرهم، فهل استنكار قتل اليهودي ورفض حقّه بالعيش بكرامة وكإنسان ومواطن في بلده فرنسا مقبول بالنّسبة لهم، فيما من حق اليهودي الفرنسي نفسه - الّذي تصادف حمله للجنسيّة الإسرائيليّة- أن يصادر هذا الحقّ من الفلسطيني في أرضه وأشجاره وينابيع وآبار مائه وكهربائه ووقوده وبيت يؤويه ومقدّساته وحرّيّته في الحركة والتّتحرّر من الاحتلال، وانتهاءً بمصادرة حقّه بالحياة من قبل الجيش والمستوطنين الإسرائيليين؟.

الحقوق الانسانيّة للبشر لا تتجزّأ، وقد اعتمدت البشريّة قولة الخليفة عمر بن الخطّاب الشّهيرة " متى استعبدّتم النّاس وقد ولدتهم أمّهاتهم أحراراً؟" وأصبحت قاعدة لحقوق الإنسان في العصور الحديثة، ولا استثناءات في هذه القاعدة البتّة، لذلك يعتبر الاعتداء على المدرسة في تولوز فرصة جيّدة لكل من يتعامل بعنصريّة مع من يختلف معه أن يراجع سياساته، لأنّ حادثة المدرسة وما سبقها تثبت أنّه لا أحد بمنأى عن التّلظّي بنار العنصرية، ومن يتلظّى بنارها ويسوؤه أفعالها عليها أن يحاربها وأن يطهّر نفسه من دنسها.