مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر 25

مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر

25

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

التعددية في العمل الإسلامي والموقف من الرأي الآخر

1-  تمهيد:

الأمة الإسلامية تجتمع على الأصول وماأكثرها؟ والأدلة الشرعية منها القطعي والظني والخلاف في الإجتهاد ضرورة لها أسبابها ومبرراتها العقلية والفكرية.

2-  تاريخ الإختلاف في الفهم الإسلامي:

لقد بدأ الإختلاف في الفهم لنصوص الشريعة الإسلامية منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وبين يديه حتى إن مجتمع الصحابة رضي الله عنهم قد تمخض عن ثلاث مدارس وهي:

1-  جمهور المسلمين الذي أطلق عليهم فيما بعد أهل السنة والجماعة

2-  الشيعة

3-  الخوارج.

   3-أسباب الإختلاف بين الأئمة الجتهدين:

-       الإختلاف في الإطلاع على السنة........ يدل على ذلك موقف الإمام مالك من تعميم موطئه وعدم قبوله بذلك.وهو موقف معروف ومشهور.

-       الإختلاف في صحة السنة ....... وذلك لوجود الفرق والأهواء – والوضع في الحديث- وقلة الضبط.

-       الإختلاف في فهم السنة........ وحديث بني قريظة والصلاة عندهم معروف ومشهور.

-       الإختلاف في بيئات المسلمين....... كالعراق والحجاز .... وخصائص كل منها.

-       مدرستا الحديث والرأي ودور الإمام الشافعي رحمه الله في تحديد المنهج الوسط.

  4-أدب الأئمة في الإختلاف.

-       مذهبنا صحيح يحتمل الخطأ ومذهب غيرنا خطأ يحتمل الصواب.

-       لا إنكار في مسائل الإختلاف بين الأئمة والوصول إلى الأرجح بالدليل يكون من أجل العمل وإطمئنان القلب .

-       خلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

  5-الإختلاف في مدارس الدعوة الإسلامية المعاصرة.

-       الإختلاف في مدارس الدعوة الإسلامية المعاصرة يصدق عليه ما يصدق على خلاف الفقهاء إذا ابتعد الدعاة عن الهوى وحظ النفس.

-       إذا تم التعاون بين الدعاة ومناهجهم الدعوية فإنها يكمل بعضها بعضاً والساحة الإسلامية تتسع للجميع.

-       قبل سقوط الخلافة الإسلامية كان إمام المسلمين يجمعهم على اختلاف مدارسهم ومذاهبهم للجهاد والوقوف أمام الأعداء فيبقى صفهم واحداً.

-       أما بعد سقوط الخلافة الإسلامية فيجب على الدعاة أن يكون وعيهم هو الذي يجعلهم يتعاونون ويقفون صفاً واحداً امام أعدائهم رغم تعدد مدارسهم وأفهامهم.

-       إن الخطر الذي يهدد مصير الجميع هو التنازع والتقاطع والوقوف أمام العدو على جبهات متناحرة.

-       إن الإمام البنا رحمه الله قد وضع قاعدة ذهبية يمكن على أساسها التعاون بين شتى الجماعات الإسلامية وهي //نتعاون فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما نختلف فيه//.

-       وأخيراً لا عذر للدعاة إذا لم يتعاونوا ويوحدوا صفهم ويقفوا وقفة واحدة أمام الخطر الذي يهددهم جميعاً. والله أعلم.