قصة حب

عبير الطنطاوي

[email protected]

كثيرا ما نسمع عن اب حنون .. أم رؤوم .. جد رائع .. جدة فاضلة .. أما أن تعيش أنثى قصة حب عظيمة منذ أن خلقت إلى أن تموت فهذه من النوادر.. لأن معظم المحبات أو المعجبات بآبائهن تنتهي مدة الحب أو الإعجاب تلك بمجرد زواجها أو انغماسها بالحياة المادية البحتة التي في زماننا خلت من العواطف والمشاعر السامية والراقية .. في هذه الظروف العصيبة وأهل سوريا يعانون الأمرين من ظلم واضطهاد وقتل واعتقال .. أرى في عيني والدي الحنون أسمى معاني الحنان والحب والرحمة يبثهم فينا كنوع نادر من أنواع الطاقة الداخلية التي حرمتنا برودة الحياة منها تلك الطاقة بعثت فينا روح الرحمة والعطف في زمن تلاشت فيه آيات الرحمة .. بل دفأتنا في هذا الجو المثلج الدامي ..

صوته الحنون ينبعث كل يوم من سماعة الهاتف يوصيني بالصغار.. كلماته الحبيبة تريح سمعي وتدفي قلبي " يابنتي دفي الأولاد كويس .. يابنتي ديري بالك عليهم الله يرضى عليك " ما إن يسمع بضيف يأتيني فجأة إلا ويضع نفسه تحت الطلب ليكرم الضيف بما أوتي من سعة .. فأراه يشتري مالذ وطاب من طعام وحلويات .. وعندما أعرب عن امتناني له ينفي عن نفسه أي فضل أو كرم بحجة أنه لم يقم إلا بالواجب ..

بات الصغار يربطون بين جدو عبدالله وأطايب الطعام والحلويات .. بل بين جدو عبدالله وأحلى الجلسات والمسامرات .. بين جدو عبدالله وتهوين لأصعب الهموم والمشكلات ..

حتى أولاد الأحفاد أصبح لجدو عبدالله الدور والمكانة الأكبر في قلوبهم .. "محمد" لا يهنأ له مجلس إلا بين أحضان هذا الجد الغالي .. وهذه "صبا" غدت الشوكلاتة "كندر" مرتبطة باسم هذا الكريم الحبيب ..

مواقفه الغالية لا تعد ولا تحصى وتواضعه لاحدود له .. ولكن في هذه الأيام الباردة الدامية الباكية أصر أولادي إلا أن أكتب رسالة حبهم وحب أمهم وأخواتها وأولادهم وأحفادهم وإخوتها وأولادهم رسالة حب واستعطاف أن ارحم يا والدنا نفسك فالعالم لا يساوي شيئاً إذا لاقدر الله شاكتك شوكة ..

نصر الله ثورتنا وردك يا والدي ووالدتي وردنا جميعا إلى وطاننا ..