في الذكرى الأولى لثورة الياسمين

في الذكرى الأولى لثورة الياسمين

الشعوب العربية تريد عدالة الاجتماعية

يسر حجازي

باحثة تونسية- مقيمة بغزة

أولا نحيي بجداره الشعب التونسي الذي نجح في كسر جدار الخوف في العالم العربي ، واثبات ايدولوجيا أن لا شيء يمكن أن يقمع الشعب في إرادته للمطالبة بحقوقه وبان يتمتع بحياة كريمة ، وفضح التصرفات المشينة التي تقوم بها بعض الحكومات العربية الدكتاتورية .

المجد والخلود لشهدائنا الأبطال في تونس والذين سقطوا من أجل أعادة كرامة المواطن التونسي.

لقد مات بوعزيزي الذي كان يكافح من أجل قوته اليومي ، وكان أول شعلة هذه الانتفاضة الشعبية التي خرجت من كل شوارع تونس ، تطالب بإسقاط النظام الظالم . وإنهاء الفساد الأخلاقي والاجتماعي ، ووضع حل بصفة نهائية لانتهاكات حقوق المواطن التونسي .

ولأول مرة في تاريخ تونس ، وبإقبال هائل من الناخبين التونسيين تم انتخاب مجلس تأسيسي ديمقراطي وتم ترشيح الرئيس التونسي السيد منصف المرزوقي رئيسا لجمهورية تونس وقيل له خلال توليه منصب الرئاسة بأنه سوف يكون تحت المجهر من قبل المجلس التأسيسي والشعب التونسي .

تؤكد نظرية فريت جوف كابرا في كتابه الايدولوجيا التي تضم الحياة البيولوجية لذكاء الإنسان والقياس الاجتماعي سنة 2002 بأن الإنسان بطبيعته يتحرك بخمول ويشغل القليل من طاقته وذكائه .

وإنما إذا طفح الكيل فيتحول الإنسان إلى آلة أوتوماتيكية تعمل بسرعة وعنف بحيث انه لا يمكن لأي جيش في العالم توقيفه ، ويقول كابرا كذلك انه إذا أرادت الشعوب التغيير الاجتماعي فهي تتحرك بمجموعات سريعة والسبب تعرضها للضرر .

وهذا المشهد أصبح في الحقيقة يتكرر مع مرور الزمن والتاريخ يعيد نفسه منذ أيام سقوط إمبراطورية انجلترا سنة 1536 بعهد الملكة أن بوليين ، وكذلك إمبراطورية فرنسا سنة 1793 بعهد الملكة ماري أنطوانيت ، في تلك الحقبة من الزمن كان الشعب اقوي بكثير من أي عاصفة رعدية وفي نهاية المطاف أدى إلى قطع الرؤوس لولائك الملوك .

أصبح هذا درسا مفيدا لجميع من يريدون الحكم وللذين سقطوا بسبب أفعالهم وللذين على وشك أن ينهاروا.