استغاثات من سجون الأسد إلى المسلمين والعرب

السلام عليكم,

اعتاد الناس ان يبدؤوا خطاباتهم ب يسرّنا أن نقدم لكم, و ان يعلقوا على خبر منشور على الفيس بوك ب لايك, مع أن أغلب أخبار الشام هذه الأيام تدور حول جنازة شهيد, أو استلام جثة ممزقة تحت التعذيب, و لكن متى كان موت الأحباب يقابل بالاعجاب؟ و متى كان انتهاك حرمات الطاهرات هو الوسيلة للحصول على الاصوات؟ أقول حسبنا الله و نعم الوكيل, اللهم أجرنا في مصيبتنا و أخلفنا خيرا منها.

بقعة ضوء لا يسرُّها اليوم أن تقدم للإخوة العرب هذه الصفحات المؤلمة التي كتبها شابٌ سوريٌ حافظ لكتاب الله, جامع للعشر قراءات, اعتقل مؤخرا من قبل عصابات الأسد التي تسمى بالمخابرات, ثم نجاه الله بفضله من بين براثنهم و هيأ له من نقله الى بر الأمان, بعد أن مات حياً أو كاد, و رأى بعينه الطاهرات من بنات الشام سبايا اسيرات, حرماتهم تنتهك من قبل الانذال, الذين لا يرقبون في مؤمن إلّا و لا ذمة, خرج ليكتب بعضا مما يجري حالياً للآلاف من الأبناء و البنات من إخوانكم في أرض الشام في سجون الكفرة النصيرية هؤلاء ...

كما أسلفنا, لا يسرّنا أن نقدم هذه الروايات, لكن لعلها توقظ منكم من ضميره نام, و تعيد الى الحياة من منكم مات.

هي صفحاتٌ طويلة خطتها أنامل كاتب اكتوى بالنار, و رأى بعينه هولاكو يعود الى الحياة, و الباطني صاحب الزنج معه يهتكان عذارى بني هاشم في بغداد, مع فارق انهما بعثا الآن في أرض الشام!

صفحات كتبها بعاميته الشامية التي ألفتموها في المسلسلات, و التي قضيتم لرؤية دراما خيالية ساعات و أيام, و أما هذه القصة والتي كتبها الأخ على حلقات, فسموها مأساة, أو تراجيديا, أو أسوأ كلمة قد تخطر بالبال, لكن هذه المرة هي الحقيقية من دون مكياج أو أصباغ, ليست وليدة استوديوهات صمّمت حارة شامية على مقاييس المنتج والمخرج من الخيال, و ليس لرغبات الجمهور الحالم فيها مكان, بل هي مواقف حقيقية عاشها الرجل أياما مرت كأنها سنوات طوال, و يمكنكم متابعتها هنا في لحظات!

لقد قمت بحذف الكثير من مقاطع هذا المسلسل لما فيه من إسهاب و تصوير لبذاءة لسان هؤلاء الأوغاد, ثم ارتأيت أن أترك المقدمة و النهاية فقط, فأما المقدمة فلكي تتعرفوا على صاحب هذه الحكاية, و أما النهاية فلفظاعة وشناعة الشبيحة القذرة, فقد شَهِد الأخ و صوّر بكل دقة, كيفية اغتصاب أخواتكم المسلمات في سجون هذه الطغمة.

نسأل الله أن ينتقم من بشار و عصابته القذرة التي استحلت حرماتنا ولم توفر بناتنا ولانساءنا ولا أطفالنا في ارض طاهرة هي أرض الشام, و أن يُلهِم إخواننا العرب أن يعملوا لنصرتنا و ألا يسلمونا لعدونا, فالمسلم أخو المسلم لايُسلمه ولا يخذله, ونحن قوم مستضعفون ليس بأيدينا ما ندفع به عن أنفسنا الظلم و القتل, ولا ما ندفع به من يريد هتك العرض و يجبرنا على الكفر وليس لنا الا الله و نخوة العرب الشرفاء.

إخواني, لقد أنزل هذا الظالم بنا من البلاء في الشام ما لا يطاق, وما ذاك إلا لأننا صدعنا بكلمة حق أمام سلطان جائر أذاقنا و لاربعين عاما صنوف الذل و الهوان, كان يدّعي الثقافة والحضارة ويتظاهر بالمسكنة و البراءة, فأبى الله إلا أن يفضحه للعلن و يثبت جوره وظلمه للأمم, فما ان طالبنا بحريتنا حتى نزع الفاجر قناع الحمل من على وجهه و ألقى جلد الحمل عن عاتقه, و كشر عن انياب الضباع, و أظهر حقير الخصال, و ما ذلك عليه ببعيد و لا محال فهو الوزغ المحتال, الفاسق ابن الفاسق السارق المحتال, سليل جزار حماة يجري في عروقه عهر آل الأسد, فما مرت أيام  إلا وثبُت عليه وعلى ملأه وآله تورطهم في شتى صنوف الجريمة من قتل وسرقة وخيانه وكذب ومتاجرة بالأوطان وممالأة للأعداء سراً مع مخالفتهم ظاهرا في العلن بين الناس, أبى الله إلا أن يكشف عورته وعواره وأن يفضح أعوانه الذين ولوغوا ولوغ الكلب في دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم.

*يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون*

هذا آوان انقشاع ظلاماتهم وذهاب ريحهم وفضح مؤامراتهم, هم ساقطون ساقطون ولكن حقنا لسيل الدماء و درءا للمزيد من الانتهاك, فهلا أغثتمونا يا إخوتنا من المسلمين و المسلمات؟

اللهم يا مغيث أغثنا, يا مغيث أغثنا, يا مغيث أغثنا, اللهم ارفع عنا الظلم والقتل والأذى واستر عوراتنا و آمن روعاتنا, اللهم انا نجعلك في نحورهم و نعوذ بك الله من شرورهم, أنت مولانا ولا مولى لهم, وأنت راحمنا و أنت أرحم الراحمين

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين

-- -----------------------------------------------

قصة شاب في المعتقل (من صفحته على الفيسبُك)

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

أحب أن أشارككم إخواني تجربتي الخاصة مع الثورة وفي المعتقل ...

لمحة عن سيرتي الذاتية :

أنا عمري 24 سنة ولدت في دمشق - الميدان – أحفظ القرآن الكريم ومجاز فيه من فضيلة الشيخ العلّامة أبو الحسن الكردي رحمه الله تعالى وجمعت القراءات العشرة بفضل من الله ومنّة عندما كنت في السابعة عشر من عمري , حصلت على الثانوية الشرعية ثم تقدمت للثانوية العامة الفرع العلمي وحصلت عليها في 2006 وحاولت فوت (ادخل) كلية الطب بس نقصني علامتين وما حسنت أدخلها ... وبعدها دخلت عالجيش بضغط شديد من الأهل- مشان أخلص من همو (هم الجيش)– وخدمت بإحدى قيادات الفيالق وكان عملي رقيب بديوان قائد الفيلق وشفت بلاوي زرقا بحكيلكون عنها بموضوع مستقل إن شاء الله, و المهم اني خلصت جيش بأول 2008 تقريباً ... وسافرت على دبي لإكمال الدراسة بس تعسّرت أموري المادية كتير واضطريت اني أترك الدراسة واشتغل بشركة سياحية حتى بداية عام 2009 ...

وفيه قدمت أوراقي للسفارة الماليزية في دبي للحصول على منحة في الجامعة الماليزية بناءً على إعلان لهم وحصلت عليها بعد اختيار اسمي بناء على اجتيازي لكافة الاختبارات المطلوبة ...

وحالياً أنا مقيم في ماليزيا كطالب في الجامعة الماليزية أدرس في كلية الطب بمنحة كاملة على حساب الحكومة الماليزية ...

هاد يا طويلين العمر من بداية الثورة وأنا مدمن لصفحة الثورة السورية وشبكة شام وعم شارك ولا على بالي شي بس بشيء من السياسة والتعقل وبدون تجريح وشتم

وشوي شوي حميت الأمور وبلش الدبح بدرعا على أبو موزة وبعدين امتد لحماة وحمص ونحنا هون عم نتفرج ... بشكل عام الحمد لله, الله أكرمني هون (هناك في ماليزيا) بشلة شباب يمنيين وسوريين كنا نسهر ونجتمع سوا يومياً ونستعرض أخبار بلادنا وشو الحلول وشو ممكن نساعد الثوار من موقعنا الحالي ...

وبعد بفترة اجتنا دعوة لمظاهرة عن طريق طلاب سوريين من جامعة بوترا ماليزيا

وبالفعل الشباب وكلوني أني أتصل ونسق معهون مشان نرتب الأمور بشكل مناسب ونحشد عدد من الطلاب السوريين والعرب بشكل عام لوقفة استنكار وشجب قدام السفارة ..

وصار المظاهرة والحمد لله الأعداد كانت من 700 ل 1000 تقريباً تظاهرنا وقطعنا الطريق وشاركونا من الماليزيين كتير شباب وصبايا الله يجزيون الخير ..

وتابعنا حياتنا من بعدها كالمعتاد ولا كأنو صار شي ...

ومن فترة شهرين وبالتحديد في 292011 نزل رفيقنا من حمص وهو من بيت طلاس ليشارك بدفن أخوه يلي قالو انو مات على أيدي عصابات مسلحة ! , وتبين لاحقاً أنو مقتول ب 3 رصاصات من الخلف براسو ! , وبعد بأيام واحد من المجندين خبر أهلو أنو رفض أوامر اطلاق النار فقتلو العقيد المسؤول عنو ...

المهم نزل الشب وقلوبنا معو ونصحناه ما ينزل لأنو ما في فايدة من نزلتو وخصوصاً أنو امتحاننا النهائي قرّب وأنو إذا نزل بيجوز ما يطلع ولا يوصل لأهلو حتى ...

وانقطعت أخبار الشب عنا جميعاً وحاولنا ندقلو وندق لأهلو بس عبث .. ما في فايدة وخطوط ما عم تعلق ... بعتنالو رسايل على أمل إذا فتح بريدو أو فيس بوك يرد علينا ....

ويلي صار بعدين يا مرحومين البي وبلا طول سيرة, انو بتاريخ 2592011 جدي الله يرحمو طرقتو سيارة بباب شرقي وهو عم يقطع الشارع والتحش بالعناية المشددة والدكاترة أقروا أنو دخل بغيبوبة الموت بسبب تضرر شديد بالدماغ ..وأنو ما بيعيش أكتر من يومين او 3

 و لما خبروني اشتريت تذكرة بتاريخ 279 لأنزل عالشام لمدّة عشر أيام, منّو بعيّد مع أهلي ومنّو بشق على جدّي وتوكلت على الله

وما أخبرت أهلي اني نازل مشان ما يجنّوا عليي ويمنعوني ...

طبعا في التفاصيل أنّ الشاب رجع إلى الشام كي يرى جدّه قبل الممات, فاعتُقل في المطار و ضُرب و أهين و رُميَ أرضا, ونال سحلا, و خنق خنقا, و صُفع و كُسرت اسنانه, و تنقّل بين عدة سجون و محققين شرسين ... و دعونا ننتقل بكم مباشرة إلى آخر المشاهد من هذا المسلسل بعد أن فرغ العميد من التحقيق معه و صاح مناديا حاجبه ... ولك يا حيوااااااااااان يا سعيد .... دخل حمار من برا بثانيتين ... احترامي سيدي ... خود السيد "عبد" جولة ... جولة وبس, ووديه لعند أبو علي ...

حطلي الكلبشات بأيدي وطماشات وسحبني ...

مشينا بممرات وكنا كل ما نمر من قدام حدا من العساكر أو الضباط يسبوني أو يضربوني على وجهي أو على جسمي بأي شي موجود بأيدهون وكان السيد سعيد يقلون ... هاد السيد "عبد" جولة فقط !!!

نزلنا 3 طوابق تحت الأرض بجهة غير الجهة يلي كنت انا محبوس فيها ... الجو رطوبة شديدة ورائحة عفونة ... يمكن لانو النضافة او الشمس والضو ما شافوا طريق لهون بحياتون ... وأصوات العياط و العويل عم تصير أقوى وأقوى كل ما نزلنا

حتى وصلنا على بوابة حديد ... دق الباب وفتحو الشباك من جوا ...

وفكّلي الطماشات ويلي شفتو كان عبارة عن ممر طويل على كل جانب في 5 غرف تقريباً حجم الغرفة 3 * 3 وبالصدر في غرفة كبيرة قد 3 غرف , أبواب الغرف مفتوحة أو فيني قول أبواب جهنم مفتوحة !! وشغّال التعذيب ...

الجو معتم جداً وبكل غرفة في نواصة صغيرة جداً متل يلي منحطها ليلاً بالغرف تبع الولاد يلي بيخافوا من العتمة ... وانا استنتجت من هالإختراع العظيم انو الهدف ما حدا يحسن يحفظ وجه المعذّبين أو السجّانين ...

وقبل ما ندخل على أي غرفة لزقلي تمي باللزيق العريض وقلي وجهك عالأرض إذا بشوفك عم تتطلع لفوق عيونك بدي شيلون ... ووقت سألتو ليش ... ضربني على وشي ضربتين ما بنساهون كل حياتي لأنو ايديي مربوطين وما عم احسن دافع عن حالي ...

دخلني عأول غرفة عاليمين ووجهي عالأرض بس كنت بربع لحظة حاول شوف شي من يلي عم يصير شفت فيها شب حاطينو بقلب دولاب وشب مربوط عالحيط من ايديه .... يلي عالحيط عم يرجف رجف مو طبيعي وجسمو ملوّن بكل ألوان قوس قزح !!! و الهيئة أنو بين الحياة والموت وكان في 3 كلاب بالغرفة تاركين يلي عالحيط وعم يدحرجوا يلي بالدولاب من أول الغرفة لآخرها بشكل دائري وعم يضربوا بكبل كهربا سميك على أي مكان بجسمو بتجي عليه الضربة وهو عم يصرخ بشكل هستيري, والباب ال 2 يلي عالحيط ويلي بالدولاب بدون ملابس تماماً ... ثواني وأخدني عالغرفة التانية وفيها رجال كبير مطمشين عيونو وعمرو أقل من خمسين سنة على ما أظن وجسمو عاري وحاطينو على كرسي حديد ورابطين اسلاك كهربا بأدانو وأصابيع ايديه ورجليه ... ووقت دخلنا قلو الكلب يلي معي ل يلي عم يعذبوا ... شو ما اعترف ... قلو رح يعترف وهلأ قدامك !!!

راح جاب كاسة مي ودلقها على راسو وشرشرت المي على جسمو .. وفك سلك وربطو على العضو الذكري ... والرجال عم يقول : خافوا الله يا ابني ... والله والله انا مالي علاقة وما بعرف شي والسلاح والله مو الي

وهو عم يحكي راح يلي عم يعذبو لورا طاولة عليها جهاز أسود وشغل الكهربا, وصار الرجال ينفض نفض ويصرخ ويقول كرمال الله !!!

سحبني ومشينا قدام باقي الغرف وشفت لمحات سريعة لواحد رافعينو فلقة بس الدم عم ينزل من وحدة من رجليه وعم يضربوه

وواحد معلق من ايديه بالسقف ورجله بالهوا ... وواحد مربوط على لوح خشب عالحيط وجسمو لونو أزرق ومتفسخ من خواصرو !!

وما لقيت حالي إلا قدام الغرفة الكبيرة ... وهي الوحيدة المسكّرة ... دق أول مرة ... وتاني مرة ... وبعدين فتح واحد وهو معصّب وطرقت عيني بعينو وشفتو وجهاً لوجه وهاد الزلمة إذا بشوفو بعد 100 أنا متكفل بقتلو وحافظ وجهو وصورتو ما بتروح من بالي أبداً

ووقت شافني أني شفتو نزل فيني ضرب يأيديه ورجليه وجن جنانو وقال ليلي معي ليش مو مطمشينلو عيونو ... ناقصنا بلاوي ... قلو هيك قال المعلم .. نعملو جولة ... قلو .. خر... عليك وعليه مو رايحة غير علينا وانتو مو سائلين ...

وبعدين فتنا عالغرفة وهي مقسومة ثلثين وثلث و شكل الغرفة مستطيل وفي بوابة فاصل بين القسمين من الداخل

... بالثلت يلي نحنا فيه موجود مكتب حديد مهرهر وكرسي خيزران ... وفي طاولة حديد ... ولوح خشب مثبت ومايل عالحيط ... وفي جهاز كهربا متل يلي بأول غرفة, قال يلي معي للتاني شلون الصبايا ... قلو ثواني

فتح البوابة الحديد وبلشوا البنات يصرخوا ويستغيثوا ..

حاولت أنو أبلع ريقي ما حسنت !!!

تمنيت أني موت بهي اللحظة ... لأني عرفت أني رح أشهد على شيئ مو طبيعي ...

دخل وجاب بنت لابسة مانطو أسود وإيشارب أبيض وعيونها مطمشين وما حسن يطالعها من الباب إلا بشقّ الأنفس وهي عم تقاومو بكل قوتها ...

وقام يلي كان واقف قدامي راح لقدامها وضربها على بطنها ...وشلحها الايشارب وزتو بالأرض ...

وتلفظ بيا شرموطة ... يا قحبة ... هلأ رح نعلمك الحرية ...

وقعت البنت على الأرض من الضربة وصارت كأنو بدها تتقيأ ... فحملوها وفكولها أيديها من البلاستيكة وربطوها على لوح الخشب المايل عالحيط ... ولزقولها تمها باللزيق العريض ...

ورفقاتها من جوا جن جنانهون وصارو يعيطوا بشكل هستيري ...

هاتوها وجيبوها ... ويا كلاب ..وووو.... شي مفهوم وشي مو مفهوم

أجا الكلب المسؤول عن حراستون وكت سطل مي لجوا وبعدين قلو للتاني شوف شلون بيسكتوا ... ( في كبسة زر كبسها وضل كابس عليها شي 3 ثواني أو أربع ثواني ) وأول شي عيطوا بأصوات وحشية وبعدين سكتوا سكتة وحدة ... وقام صرخ الكلب وقال ... إذا بسمع صوتكون والله لأحرقكون حرق وما بشيل أيدي قبل ما تطلع عيونكون ..

- يلي استنتجتو أنو البنات ملحوشين عالأرض ومكلبشين جوا والكلاب حاطين شريط كهربا عالأرض ... ووقت بكبس الكبسة بيكهربون وهن عالأرض !!!

وبعدين ترك الكبسة ووقف أمام اللوح يلي ربط عليه البنت ...

حاولت أسترق النظر ... بس خانتني عيوني .. وما حسنت ...

وحسيت أنو بدي أبكي ... أو بدي موووووت ... اشتهيت الموت ..

والله والله تمنيت السكين تدبحني من رقبتي وأسلت بالأرض ولا كون بهيك لحظة ...

قاطعني صوتو وهو عم يقول ... 

إحكيلنا, وين أبوكي وأخوكي ... لنطالعك تروحي تدرسي عند مين ما بدك ... منيرة ... فقيرة ... سميرة ... كُبيسي ... قبيسي ... احكيلي وينون وهلأ منطالعك ...

أثناء كلامو كنت عم أسمع أصوات ضربات رجلها على اللوح الخشب استرقت النظر ولقيتو فاكك زرار البانطو والبنت مو لابسة شي تحت البانطو أبداً ... ولا شيئ ... 

وبعدين راح لورا المكتب وجاب منفاخ تبع البسكليتات – الدراجات الهوائية –  و قد ثبت قطعة بلاستيكية مدببة وعريضة وبرأس خرطوم النفخ..

اقترب من البنت وحشر الخرطوم بفتحة الشرج والبنت صوتها حشرجة .. أصوات آلام الموت !!

وبدأ ينفخ هواء ... ما فيني قدّر الوقت لأني كنت خارج حيز الزمان ... وعقلي عاجز عن التفكير والتصرف تماماً ...

بعد ما نفخ كمية كبيرة من الهواء والبنت عم تتلوى والروح عم تطلع منها ...

ترك المنفاخ عالأرض والخرطوم بمكانو وبطنها وجسمها وحتى وجهها انتفخ بشكل مرعب ..

بدأ يخلع بنطالو تمهيداً لاغتصابها وهي بنفس المكان ونفس الوضعية والآلام !!!!!!

وما لقيت حالي غير بلحظة وحدة ... والله والله, لا شعورياً, وبدون أي تفكير 

قدّمت منو ... أول خطوة والتانية ونطيت ونحطتو براسي بنص وجهو ... ووقعنا سويا عالأرض ...بقيت دقايق مشوش وعم عاني من ألم شديد ... وبعدين شفت يلي كان معي عم يصرخ لبرا وفاتوا ثلاثة حمير .. اثنين منهم حملوا يلي نطحتو وركضوا فيه لبرا ووجهو كلو دم ... وواحد صار يضربني على كل ناحية من جسمي ويسب ويشتم لحد ما عاد وعيت ... 

...... بعد مدة من الزمن ...

فقت وأنا قاعد على كرسي حديد وأيديي مربوطين لورا ...

ألم شديد بالرأس ... والدم على وجهي وأيديي وقميصي وحتى الطاولة يلي قدامي ... 

دقائق ... وصرخت ... يا كلاب ... يا حيوانات ...

فتحوا الباب ودخل نقيب ...

قعد مقابيلي ...وقال : يا عيب الشوم عليك, عاملناك بأدب واحترمناك أنت ومعارفك ... هيك بترد الجميلة تبع المعلم ... بتتهجم على موظف دولة أثناء تأدية عمله ... !!!

قلتلو: أول شي إذا كان يلي عم يعملوا وظيفة من الدولة ... فمو أحقر منو إلا هالدولة والحكومة ... وإذا كان مفكر حالو رجال أو حتى بني آدم بيكون غلطان 

مقاطعاً: ليش أنت غيران كل هالقد عالبنت شو هي أختك ؟؟

- هي مو غيرة ... لأنو لو أنتو رجال كنتو بتفكونا ووقتها منتعادل مو بتضربونا ونحنا مربوطين 

- يعني شو رأيك بالبنت ... عروس ما هيكي ...

- شو رأيك خبرك شو حيصير فيكون بالمستقبل بدون ما تقاطعني 

- تفضل أتحفنا ......

- مو نحنا رح نساوي ... الله يلي وعدكون ووعدنا

وقرأتلو من أول سورة الحج ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ , يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ , وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ , كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ , إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ , وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ )

دقيقتين صمت وعيونو ما قامها عن عيوني ولا ثانية ...وأنا ما حركت جفن وثبتت بمكاني ...

كسرت الصمت وقلتلو ... هاد وعد الله ووعيدو 

أما عذابو ... أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :

(إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ , طَعَامُ الأَثِيمِ , كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ , كَغَلْيِ الْحَمِيمِ , خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاء الْجَحِيمِ , ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ , ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ , إِنَّ هَذَا مَا كُنتُم بِهِ تَمْتَرُونَ)

وقف على حيلو وطلع لبرا وطفا الضو وقلون ما حدا يدخل لهون ولا يحكي معو أبداً ...

ووقت سمعتو هيك حكا ...صرت أدفش الكرسي لحتى وصلت قبل الحيط بشوي وسندت راسي عالحيط وصرت أبكي ... وفكرت بالبنات

وفكرت بكل متخاذل بالبلد ... وبكل واحد قاعد عالتلفزيون واخواتو بالدين والأرض هيك عم يصير فيهون .... فكرت بكل وحدة عم تتبضع وتتسوق بالأسواق وولا على بالها ... فكرت ... وفكرت .... !!

شو ما كان ذنب هالبنات وجرمون مين يلي بيعطي الحق والإذن بالاعتداء على الحرمة الجسدية والشخصية للإنسان ... مين يلي سمحلون يعرّوا الإنسان من ملابسو ومن كرامتو ويعتدوا عليه وهو مربوط حتى ... !!

وأثناء تفكيري حسيت بقطرة نزلت من راسي على أيدي 

تطلعت .. وإذ قطرة دم ... فاستنتجت أنو راسي مشقوق مكان ما نطحت الكلب براسو ...

وانا قاعد قعدتي قرأت أذكاري وأورادي اليومية وتذكرت أمي وأبي 

وفكرت شو عم يساووا هلأ ... 

وغفلت ...

و شفت جدي يلي قالولي انو مريض ... شفتو بصحتو الكاملة وقاعد بأرض الديار ومبسووووط ومروق ولابس جلابية خضرا والديار كلها زريعة وياسمين والورد مفتح على غير العادة ... وكأنو كان يوم جمعة بالمنام لأني كنت عم أسمع أصوات القرآن من الجوامع .... وسمعت جدي عم يقرأ ...( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )

فقت وأنا عم أرجف من الآية وحاولت أتذكر أنا شو عامل وبشو مقصر 

وتأكدت أنو الآية موجهة إلي تحديداً حتى أصلح من نفسي وجدد العهد مع الله وأستقيم وبنفس الوقت تذكير بأنو كل العذاب يلي عم شوفو هو ولا شي قدام عذاب القيامة ...

 وتاني يوم الصبح تم إقرار نقلي وترحيلي لفرع تاني ...

تم وضعي بطبون السيارة مكلبش ومطمش العيون ...

وبمجرد خروج السيارة وبعد عشرين دقيقة ...

تم تخليصي والحمد لله والتضحية بالسائق وال 2 يلي كانوا معو ... 

عبر مساعدة صديقي يلي بداخل الفرع يلي كنت معتقل فيه...

عن طريق معارف من رجال وشباب ريف دمشق الله يجزيهم الخير ...

وتم أخذي بعدها بليلة لإدلب ونمت فيها ليلتين ... وبعدين عتركيا ... 

وسأمتنع عن ذكر التفاصيل ... الخاصة بهذا الجزء ... حتى لا أتسبب بضرر للناس يلي حافظوا على حياتي وطالعوني بأمان وخير والحمد لله ...

أعتذر عن التقصير والإطالة ... وقد حاولت أن أضعكم بصورة الوضع كاملاً 

ومع هذا إلى الآن كل ما شرعت في قراءة ما كتبت أذكر تفاصيل جديدة ...

وقد أقوم في المستقبل القريب بإعادة هيكلة ما كتبته وتهذيبه وإضافة ما أتذكره إن شاء الله ...

وعندي الآن قائمة بأسماء عدد من الضباط برتب متعددة ومساعدين ومجندين مختصين بتعذيب المعتقلين في ذلك الفرع أحضرتها بمساعدة صديقي في الداخل وبمساعدة من قاموا بالتنسيق لتخليصي من جحيم عبيد الأسد .. وقمت بتسليمها إلى الجهات المختصة في تركيا والحمد لله ...

  ----------------------

  عاشت سوريا حرة أبيّة ... بعيداً عن كل أجهزة القمع و الحمد لله ربّ العالمين ...

و لمن يهوى المسلسلات السورية و يرغب في متابعة الحلقة كاملة, فيستطيع الدخول لهذا الموقع!

http://syriadaily.net/we-themselves/199-2012-01-10-04-55-41