الساسة والنظم... علل وأمراض

خيري هه زار - كوردستان

مثلما للمرض اعراض .. فللسياسة ايضا امراض .. نقولها بالقلم العريض .. هناك السياسي المريض .. بفايروس يملأ الأجواء .. يبث العلل والأدواء .. ليصيب أهل الحكم .. بداء الكبروالعقم .. ولأهل البطنة والمكر.. تتربص علة السكر.. وكذا لأبناء السلب .. يترصدهم داء القلب .. ومنهم بنوالبلطة .. تداهمهم السكتة والجلطة .. وبنسب تصيب الدهماء .. حالها كأهل النعماء .. السياسي الذي يتسلق .. لا بد من أن يتملق .. الحسرة هي رداءه .. النفاق صيحته ونداءه .. والحسرة قوت للحسد .. تتغذى من الجسد .. وتتلوى منها الروح .. بتباريح الألم والقروح .. ومن شكله الجشع .. ذلك المرض البشع .. لما لغيره يطمع .. وخفية يحيك ويجمع .. ويقطع الدرب والسبيل .. عن الكفء والنبيل .. وهذا الصنف الغادر.. كثيرليس بالنادر.. يتباهى حين التصريح .. ويأول لنفسه ويستبيح .. مايحرمه على الغير.. فهل فيه من الخير .. ما نرقب ونأمل .. يقول ما لا يفعل .. يتعالى على الجمهور.. ويراه الصنف المقهور.. مستعينا بالقوة الغاشمة .. وليس بالنفس الهاشمة .. التي تسخو بالطبع .. وتحمد الاله بالسبع .. يغزو نفسه الغرور.. كونه مسموح بالمرور.. عبركل ثنية .. في حياته الهنية .. لان الذي يحكمه .. سفيه بالغباء يلقمه .. والا كيف يقدر .. ان يصخب ويهدر .. ويعبث بشهيقه وزفيره .. فيتمرغ في عفيره .. ولا يعتريه الخجل .. لانه مملوء بالدجل .. ودونه الضعيف الخائر.. العقيم نهضة والحائر .. يربو وسط الأنقاض .. ويخشى منه الانقضاض .. بين ليلة ونهارها .. يكوى بالساسة وسعارها .. فيهرع الى الدعاء .. ويطلب غوث السماء .. فتبتليه بذاك الداء .. الذي يسوقه للفناء .. عاجلا كان ام آجلا .. مقعدا كان ام راجلا .. فلا الدجل يدوم .. وان غزا التخوم .. ولا البائس ينسى .. من سقاه الأسى .. لكنها هي الغفلة .. وان مدت بنفلة .. فلا بد على الجاني .. تلقي الصاع بالمثاني .. وجزاء الضعف ادهى .. لخاتمة  للثأر أبهى .. ومنهم داءه كالسعير.. ويأكل خبز الشعير .. على مضض يتجرع .. الغصة ولا يتورع .. ان يلاطف اللذة .. كالنفس الأبية والفذة .. انها الجريمة والعقاب .. فهل ينفع العتاب .. على من يبغي .. وفي باحته يرغي .. فلولا المرض والقدر .. لن ينثني من غدر.. عن غيه ويقلع .. ويلفظ ما يبلع .. من غسيل السحت .. ومبيض الحرام البحت .. كالبراقش في مآلها .. وتجني على حالها .. وهناك داء للفقرات .. يقتفي اشباه البقرات .. المكتنزة منها والسمان .. والمعلمة بالشحوم والدهان .. فيمتص منها العصارة .. بغارة تعقبها غارة .. فتبقيها عجافا هزيلة .. ولبيت الهوان نزيلة .. لعل ساذجا يقول .. كفى تلاعبا بالعقول .. انهم في الانكفاء .. عندهم من الاكتفاء .. ما يبعد هذا الشؤم .. من اجسادهم واللؤم .. ولا يعدمون البلسم .. سواء بالعلوم والطلسم .. ولكن الامور بالمديات .. وكفى رقادهم بالردهات .. غير وخزات الضمير.. تلفهم وتجالسهم كالسمير.. لنبقى نحن الفقراء .. من العلل برئاء .. ولا نرتمي للمال .. كفانا راحة البال .. ولنا دعوة وصلاة .. في الحواضر والفلاة .. على الظالم وأهله .. ومن بعده نجله .. بآنه والايام الخوالي .. فيقعده النقرس والدوالي .. افلا يكفينا فخرا .. هاتين نعمة وذخرا .. نتسلى بهما دهرا .. فنزداد بهما طهرا .. حبانا الله الفقر.. ووهبهم الجدب والعقر.. ومن اشد الأمراض .. ايلاما بالوقع والأعراض .. قلق يلفح الراعي .. من هجمة بالمراعي .. من الذئاب والضباع .. مدفوعة من السباع .. من مواليد حواء .. فيملؤون المدن بالعواء .. ان لم اكن اسلم .. فلن ادعك تحلم .. كي تزدريني وحريتي .. ولن تفديك ذريتي .. بعد موتي وهجعتي .. واورثهم دأبي ولسعتي .. فلا فاضت عيناي .. لحبكم في دنياي .. فان كنت مسلوبا .. ومن القهر مغلوبا .. افلا احكم قلبي .. فلا تستطيع سلبي .. من حقدي الدفين .. على ربان السفين .. وأولي شطر ذاتي .. حيث الاعصار العاتي .. الذي يكتسح المعالم .. بردة هيجانه المسالم .. والمرض بخطوه الحثيث .. يدنو رتمه الخبيث .. ليحدث ورما بالرأس .. هلا قطعتموها بالفأس .. يقول الدعي ويتمنى .. وكان برستم يتكنى .. والآزفة بعد حين .. عندما الأجل يحين .. فلا بردا وسلاما .. ولا عذرا له وكلاما .. النظم التي كالأخطبوط .. حرية بداء الاسقربوط .. كي يجعلها هشة .. تذروها نهضة كالقشة .. واما نظم الافليج .. التي تقبع بالخليج .. فمآلها الى البتر .. بالشفع قبل الوتر .. لانهم سدنة النفط .. وللسامية هم كالسبط .. وكنانة سهام الغرب .. وسلة خبزهم بالحرب .. قمينة بحافات المياه .. لانهم نعاج وشياه .. ومدن الملح اجدر .. لرقدتهم وللوقت اهدر .. واما النظم الشاملة .. ولسوسة الوراثة حاملة .. وتبتغي لمرضها العدوى .. وتزيد الشر للبلوى .. فعلتها هي الطاعون .. كونهم للبلاد باعون .. ولحقوق بنيها هاضمون .. وهم لغيظهم كاظمون .. برغم الاسى والكبت .. بفعل الصنم والجبت .. اليس لهم رتاج .. لانهم دون نتاج .. يثمر بالورى انجازا .. يهين المحال والاعجازا .. ويهدم السد المنيع .. صنع المارد الشنيع .. من امام الاحرار .. بنو الوطن الابرار .. فالموت اهون الشرين .. لهم وحتف الامرين .. حينها تكتمل القصة .. وتكف عنا الغصة .. والعيش بهوان وذلة .. والردى نهاية العلة .. اليس يحق للملل .. بكل المشارب والنحل .. ان تبتغي المداواة .. لما تشكو والمساواة .. بين آحاد العباد .. على تراب البلاد .. أهو السهل الممتنع .. ما نؤمن به ونقتنع .. ام هو حجر الرحا .. وفي انتظار الضحى .. كي يدور ويهرس .. ما كنا قبل نغرس .. ويخرج لنا القوت .. من قبل ان نموت .. تحت ضلال باهتة .. وبصيص انوار خافتة .. وغيرنا بسنا العيش .. وبمنآى عن الطيش .. وبالوان من الفكر .. حياة جديرة بالذكر .. رغدا بكل المفاصل .. لأنها تحصيل حاصل .. دعه يعمل ويمر .. كي لا يهرب ويفر .. فهل حقا نراهم .. كيف هي عراهم .. لكي منهم نقتبس .. والحال لا يلتبس .. علينا حين المقبل .. لتحقيق الهدف الانبل .. ربما نسمو ونتعالى .. بنهضات فينا تتوالى .. على مقعدنا بالحضيض .. برحيل الرجل المريض .. الذي بات يستميت .. ليبقى بوجهه المقيت .. بعدما البرص اهلكه .. والزمن اتعبه وانهكه .. وشوه الظلم نضارته .. وامتص منه غضارته .. وعقله بالطمث قابع .. فمن المستحيل السابع .. ان نرى في الافق .. املا يزيل من العنق .. لجام الذل والخيبة .. ويركع صاحب الهيبة .. رغم العلة والمرض .. ونبالة القصد والغرض .. امام الحرية للناس .. بتغيرالنهج والاساس .. والسلام ختام.