حين يفنى الأسد

حين يفنى الأسد!

فادي شامية

... لقد انتدبت نفسي لمهمة لا أُحسد عليها؛ أن استمع أو أقرأ أو أشاهد دائماً "رأياً آخر"، وعلى وجه الخصوص، أن أتابع راهناً المدافعين عن ظلم بشار الأسد لشعبه، فأصبح لزاماً علي أن أتحمل السخافات من أفواه وأقلام اللئام. بالأمس ابتلاني الله باثنين منهم، على وسيلتين إعلاميتين لبنانيتين مختلفتين. أحدهما (لبناني بالهوية)قال: "يمكن أن يرحل بشار فقط إذا وقعت حرب كونية"،  وثانيهما وهو (سوري بالهوية) قال: "فقط إذا أشرقت الشمس من مغربها يسقط بشار"! .

حرت في نفسي؛ فالتمسك بهذا الصعلوك إلى حد الكفر يعني أن ثقافتهم هي أن تحكم سلالة الأسد سوريا للأبد، وأن تنتقل تيك النطف "الرئاسية" الخبيثة من والد إلى ولده حتى تقوم الساعة!، فلا إصلاحات ولا من يكذبون، ثم تأملت دقائق فيما قالوا، فلم أجد إلا أنهم يعجلون للمجرم سقوطه!.

في القديم قال فرعون "العظيم" لينهى شعبه عن اتباع ثورة موسى: (يا قوم أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟) فقاده الله وجنده إلى البحر وقد انفلق، ثم أجرى الماء من فوقه، وحفظ جسده آية للأولين والآخرين!!. وفي الحديث جعل الله لنا آية جديدة في القذافي: أكد أنه باقٍ ونادى في أتباعه: "شدوا الجرذان"، فقاده الله بقدميه إلى حيث يعيش الجرذان؛ مجرور للصرف الصحي، ومن هناك أخرجوه وتجمعوا عليه كما لو كان جرذاً يريدون قتله، حتى قضى غير مأسوف عليه!.

وللتذكير؛ فإن طاغوت الشام وصف الثوار بالجراثيم، تُرى ما هي الموتة التي كتبها الله عليه؟!، لننتظر ونر، فلا بد أن حكمة السماء قد رتبت ما يليق بمن زعموا أن سقوطه سيغير مجرى الكون وأفلاكه!.