البوعزيزي بحرق نفسه، أوصل الرسالة إلى كل الشعوب المقهورة

البوعزيزي بحرق نفسه،

أوصل الرسالة إلى كل الشعوب المقهورة!!!

رضا سالم الصامت

من المعروف أن" البوعزيزي" ذلك الشاب التونسي البالغ من العمر 26 سنة ، كان سببا في اندلاع الشرارة الأولي لثورة الشباب الغاضب في تونس، حيث احرق نفسه في مدينة سيدي بوزيد لأسباب تعرضه من إهانة و لامبالاة ومن ظلم و قهر ، و هي الحادثة التي أدت إلى إنهاء نظام حكم زين العابدين بن علي القمعي.

 في 17 كانون الأول ديسمبر 2010 أقدم " محمد البوعزيزي"  بائع الخضروات على الانتحار احتجاجا على إهانته من طرف موظفة تعمل بالتراتيب البلدية و منعه من إيصال شكواه إلى السلط الجهوية ، والمسؤولين في المنطقة و مصادرة البضاعة التي كان يبيعها على عربته لعدم امتلاكه التراخيص اللازمة ولأنه رفض استلام رخصة بالرشوة ...

هذا الشاب التونسي غير دون شك مجرى تاريخ تونس، و بعض البلدان العربية ، ليخلق موجة احتجاجات ماتزال متواصلة إلى يومنا هذا في سوريا و البحرين و اليمن .

إن البوعزيزي كان سببا في تغير لا فحسب نظام بن علي البائد، بل و حتى نظام حسني مبارك في مصر و العقيد القذافي في ليبيا.

 اليوم يمر عاما على حادثة إحراق " البوعزيزي " نفسه احتجاجا على واقعه البائس وعلى الاهانة التي لحقته ، فهو لم يحرق نفسه فقط بل أشعل معه نيران التغيير في كل البلاد العربية  !

لقد جاءت النار على جسد البوعزيزي  بردا و سلاما ، لكنها جاءت  على طغاة حكموا شعوبهم بالحديد و النار و القمع فأحرقتهم نار البوعزيزي التي أتت على كل جسده ، و أبعدتهم عن السلطة و الجاه ..  مثل بن علي الذي فر هاربا كجبان إلى السعودية بعد أن رفضته دولا عديدة و منها فرنسا  و مبارك الذي أصبح من وهلة الصدمة طريح الفراش ، و القذافي الذي لقي حتفه  و طغاة آخرون ينتظرون نفس المصير .

 إن البوعزيزي بحرق نفسه ، أوصل الرسالة إلى كل شعوب الدنيا المقهورة ، أوصلها بحكمة و ذكاء مع انه يعرف تماما أنها ستكلفه  حياته .

 فبهذه الحادثة الأليمة التي  ألهبت حماس الشباب و خاصة العاطل عن العمل و أصحاب الشهادات العليا  ، أيقظت إحساس الإنسان العربي بذاته وكرامته... فثار الشعب كله على القهر والذل والفقر، وخرجت الملايين إلى الشوارع تنشد الحرية والخلاص ، و ترفض الذل و الهوان و أن هؤلاء الحكام الطغاة الفاسدين ، هم مجرد  وهم ، يجب محاسبتهم  و لا مكان لهم ...

 إن البوعزيزى سيظل رمزا للحرية و الكرامة الإنسانية و لن تتمكن الأنظمة العربية خداع شعوبها ثانية  لأن الشعوب العربية تحررت من الخوف و أصبح بإمكانها التدخل متى أرادوا ذلك لأن الديمقراطية تفتح لهم مجال الشعب يحكم نفسه بنفسه . هكذا فان البوعزيزي، غير مجرى تاريخ تونس، و بعض البلدان العربية ، ليخلق موجة احتجاجات تنادي بالحرية و الديمقراطية  و الحياة الكريمة....