السلطان يرسل في طلب جحا

خيري هه زار

كوردستان العراق

لما اراد السلطان , وهوالحادي والقبطان , مناظرة الغريم , كما يفعل الكريم , وارسل رسولا , الى جحا الكسولا , ليشهد بالحق , حول تهشيم الزق , خرج من داره , من غيرحماره , مسرعا الى القصر, بعد صلاة العصر, كالفرس يعتلج , وقلبه يختلج , ومن شدة الفرق , يتصبب العرق , فدخل اليه , والغضب عليه , فرمقه الحاكم , شزرا متهاكم , اقبل وكن شاهدا , وللحق ماهدا , واياك والنفاق , في مسألة الزقاق , قال سمعا وطاعة , يا صاحب المناعة , فتفضل يا مولاي , لم يبقى لي في دنياي , الا حسن الخاتمة , والليالي القاتمة , اذكرفيها ربي , انه جل حبي , فقال له اسمع , لكلامي لا تمنع , انني اليوم غاضب , والصبرفي ناضب , اسمع ايها الغريم , أتيت فعل الحريم , فلتكن كما أنا , أوسأشهرالقنا , بوجهك في سكون , وقد يأتيك المنون , اني مللت حالي , وانت لا تبالي , جعلت منك ضلا , لا ان تكون خلا , وان كنت أرعاك , وغيري ما دعاك , لكي ترى وتنبس , ما لا أرى وتهمس , صبري عليك ينفد , لن يطول ويمتد , كي تعيث وتحرق , دون عقاب تمرق , طبعي يغلب الحذر , لا يهوى منك المذر , فكيف بي تلتقي , من العدى تستقي , مدت يد اليك , زادت فضلا عليك , لسعتها بالمكر , في غياهب الوكر , ما كنت منك ارجو , تعبث ثم تهجو , قصاراك في السر, كخربشة الهر, فما عساك تفعل , عند الجهروتشعل , أطمرك في الوغى , مع الذي قد بغى , تحت لازب الطين , لخوضك في الدين , دون أي دراية , كي تشيع الغواية , بين الناس والعامة , في مجالات هامة , مست حياة الغير, في المعبد والدير, هل تقلدت عرشا , أسمنت به كرشا , يوم كنا خامدين , ولم نكن عامدين , هل تريدنا الآن , نفتقد الأمان , فهيهات أن تقدر, للفعل الذي يندر, وأن تثيرالفتن , وتذكي نارالمحن , بين كل الأطياف , في القرى والأرياف , ناهيك في الحواضر, والليث فيها حاضر, اياك ثم اياك , منك والدأب ذياك , انما الصاع بالصاع , والحرطويل الباع , لا يكترث للأذى , وسيخرج القذى , من عين بها رمد , بسيف جافى الغمد , هلا وعيتم هذا , سترعوي أم ماذا , حبيبات فسدن , في الكرم ما كسدن , من ثمارالعناقيد , وفي الأرض أخاديد , بالوابل تلتئم , للجحوريقتحم , تعود بعد الفتق , الى سابق الرتق , لتخرج السنابل , وتدفن المزابل , هوالربيع هل , وانسانه مل , من عقدة الخريف , وعلة الصريف , ومن سبات الذهن , ورقاد في العهن , حاله كما الكفيف , يغريه الخيرالطفيف , على نفسه يجور, هو الأعمى في الديجور, ولم يعي الحرية , نجيمات درية , في فضاءات الكل , تأنف من الذل , في ضياء الحباحب , ووجه الحرالشاحب , انا الذي أقرر, وأنسج المبرر, أديرفيك الهوى , وأرميك في النوى , لوبدا منك المعيب , أواريك في المغيب , أنا العقل المدبر, حين النصرأكبر, ما أحببت النميمة , هي عين الهزيمة , لست أراك ندا , كيف تكون ضدا , تستحل غفوتي , ألا تخشى سطوتي , جئت بك للساحة , فما هذي الوقاحة , تخالني في غفلة , ليس في عمري نفلة , بدا منك الازدراء , وأقحمت في المراء , نفسك التي تعي , الظفربالسعي , وليس بالخداع , لغرفي الرعاع , فلا أبيت اللعن , تظهرفينا الطعن , من وجعي لا أغير, أنت أمامي صغير, لكسب رضا المارد , وبالعصب البارد , سأرديك في المهلك , وسحلك في المسلك , أنا الوقورالمالك , تظن غيرذلك , من يرتأي أن يعبث , فلن يبقى ويلبث , ابدا في العرين , معي وكالقرين , غيرالذي ينتهج , رتمي به يبتهج , فغيره لا يصلح , للعيش ولا يفلح , قلته ذا لن أعيد , منذ زمان بعيد , لولاي فلن تكون , علام الآن تخون , تبث الرعب فينا , ودمع مآقينا , لم يزل في رضاب , كلون في الخضاب , لرسم تلك اللوحة , التي فيها دوحة , من أعلاها للقاع , تلفها الأفاعي , هيا ان أستطعت , ولماذا أمتقعت , مصفرالوجه خاذل , الست انت العاذل , اليكها هناك , فانظرماذا دهاك , هلم كن جريئا , ودع عنك البريئا , ينوي عيشا كريما , فلا تكن غريما , فقل انت يا بهلولما يرى ابن سلول , فقال يا سيدي , التزم بالجيد , من الفعل والقول , لأنكم ذا الطول , جميل منك تسديه , للغريم وتهديه , دعنا نسمع الخصم , ثم نروم الفصم , للحق مع الباطل , وذا النفع والعاطل , فهيا الى الحديث , أيا صاحب الوريث , دع عنك الاستطالة , وفعل الاستحالة , ولتكن مختصرا , للرشد معتصرا , كيما يكون الرحيق , عند واديك السحيق , عندها الغريم قال , سأشذب في المقال , ريثما الحق ينبو, وصوب العدل يحبو , سيدي ان الخلق , مخاض يشكوالطلق , نبل الناس في خطر, وقلة في بطر, لا يألون الجهود , يخلفون العهود , للفحشاء يشيعون , للفساد يذيعون , لست مع الالزام , ولا شد الحزام , حول خصرالانسان , او تكميم اللسان , فكل ما أعنيه , لا ينآى عن بنيه , لكي تبقى في أمان , أسرهذا الزمان , انما هوالعفاف , من خسرانه نخاف , لكل مرء دينه , لكل شيء حينه , وحرمة الأماكن , لها حدود لكن , لا بجمع النقائض , وتدنيس الفرائض , واقتحام الخطوط , بداية السقوط , لا سيما في الأديان , كذا تهميش الأعيان , لا أخوض في الجدل , من سيكون البدل , حين انتقاء الخيار, بين ابناء الديار, على هواهم يطلق , حرية بالمطلق , انما العيب فينا , لا نحترم الدينا , وينبغي ان نجمع , للفتنة ان نقمع , عيب علينا عار, أن تلفظنا الدار, أما يبني الكثير, والقليل أثير, ومن تراه يجني , ثمارالذي يبني , غيرهذه القلة , فهل هناك علة , أكبرمنها غلة , اليس فيها ذلة , فيا لزق الخمر, يجعلكم كالنمر, وفي الناس شكاية , للعنف والنكاية , واستباحة الحرام , في المقصد والمرام , عند مثوى العفيف , ثارحس اللفيف , فكان منه ما كان , لاجل طهرالمكان , وعرف فيه يبقى , ليس بالهم يشقى , فحسبه ان يعيش , تحت الكرم والعريش , وفي ظل الصرامة , لا يفقد الكرامة , قال جحا عندذاك , سيدي روحي فداك , ما قلتما من حكمة , لا يستثيرالنقمة , انتما على صواب , ان اردتما الجواب , خوفي على حماري , تركته في الدار, ليت شعري ما يفعل , هل جائع ام يسعل , يا سيدي يا ذا الجاه , عليك بتقوى الله , والسلام ختام .