تحية إليكم يا أحفاد خالد ..

د. منير محمد الغضبان

د. منير محمد الغضبان *

[email protected]

ياأحفاد خالد بن الوليد يا أحباب خالد الذين اختاركم لجواره من

 دون الناس جميعا . لقد رأيتم في ابن الوليد رضي الله عنه رائدا أمة على مدار التاريخ فاخترتم طريقه لقد كان خالد بن الوليد – كما قال نابليون – أعظم قواد التاريخ القديم واخترتم أن تكونوا أعظم الثوار في التاريخ الحديث بل لقد تعلمتم من خالد رضي الله عنه سيف الله أربعة أمور :

الأمر الأول : حب الجهاد والاستشهاد

يقول خالد رضي الله عنه : ما ليلة يهدى إلي فيها عروس أنا لها محب أو أبشر فيها بغلام . بأحب إلي من ليلة شديدة الجليد مع سرية من المهاجرين نصبح بها العدو .

وهاأنتم اليوم تخرجون مزغردين للموت ، مغنون : الموت ولا المذلة ، الشعب السوري ما بنذل ، الله ، الوطن الحرية .

وتعلمون أنكم ماضون للقتل والسحل والتعذيب والاعتقال . تقصف المدينة بكل أحيائها بالليل ، وتعودون بروح شهدائكم وبدماء جرحاكم تصرخون في وجه الطاغية : ارحل ارحل يا بشار . الشعب يريد إعدام الرئيس ، الشعب يريد إسقاط النظام ، وتمثلون قول قائلكم ورائدكم خالد إلى رستم قائد جيش الفرس : " لقد جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون الحياة " أو تحبون شرب الخمر "

الأمر الثاني :تعلمتم من رائدكم خالد رضي الله عنه الصبر والثبات والشجاعة في مواجهة العدو طفلكم وامرأتكم وشيخكم ، وشبابكم كلهم يناضل هاتفا بالحرية والثبات على الحق كما قال تعالى : " والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس "

يقول قائدكم وجدكم وسيدنا وحبيبنا خالد بن الوليد رضي الله عنه :

"قاتلت العرب والروم والفرس فلم أر أشد من قتال الفرس . ولقد كسرت في يدي تسعة أسياف يوم مؤتة ولم يثبت في يدي إلا صفيحة يمانية "

وهاأنتم أولاء تدخلون شهركم التاسع في ثورتكم المباركة . لا تهنون ولا تتراجعون ، وتعلمون الشعب السوري كله الثبات والصمود والبذل في هذه الثورة حتى النصر .

هاتفين بمقولة جدكم خالد : لقد حضرت مائة حرب أو زهاءها ، وما في جسدي من شبر إلا وفيه ضربة سيف أو طعنة رمح أو رمية سهم وها أنذا أموت على فراشي كما يموت البعير فلا نامت أعين الجبناء " .

الأمر الثالث : تعلمتم عبقرية القيادة وعظمة القائد في تعبئة شعبه لمواجهة عدوه . وها أنتم الآن تقودون شعبكم السوري كله في هذه الثورة حتى يتم النصر بإذن الله . وسيذكر التاريخ لكم هذه القيادة التي تصنع مجدا جديدا  لهذه الأمة وتسترد الكرامة المسلوبة والحرية المنهوبة من هؤلاء الطغاة الذين جثموا على صدر شعبنا نصف قرن ونيف .

هاهو قائدنا العظيم نشهده في فتح حمص عندما غزاها الروم وأرادوا أن يستردوها من أيدي المسلمين ، كما فعل غزاة اليوم من الطغاة وانتزعوا من كرامتنا وحريتنا ، وفتنونا في ديننا ، لنعبد بشار وحده " بشار وبس " وهم يرددون رغم أنف المستبدين : لن نركع إلا لله

" فخرج الجيشان معا من الكوفة القعقاع ابن عمرو في أربعة آلاف نحو حمص لنجدة أبي عبيدة ، وخرج عمر بنفسه من المدينة لينصر أبا عبيدة . فلما بلغ أهل الجزيرة الذين مع الروم أن الجيش قد طوق بلادهم انشمروا – رجعوا- إلى بلادهم وفارقوا الروم . وسمعت الروم بمقدم أمير المؤمنين عم لينصر نائبه عليهم ، فضعف جانبهم جدا . وأشار خالد على أبي عبيدة بأن يبرز إليهم ليقاتلهم . ففعل ذلك أبو عبيدة ففتح الله عليه ونصره وهزمت الروم هزيمة فظيعة وذلك قبل ورود عمر عليهم وقبل وصول الأمداد إليهم بثلاث ليال " ابن كثير 7-77

وأنتم اليوم يا أهل حمص ويا أحفاد خالد خرجتم لتواجهوا روم اليوم وتتحدوا طاغيتهم بشار . ولم تنتظروا المددمن أحد إلا من الله . وكنتم الأمناء على الثورة . وحافظتم عليها مشتعلة ملتهبة حارقة ، ومن أجل ذلك أعطيناكم قيادتها وأنتم الأهل لها ابتداءا من أطفالكم وانتهاء بنسائكم وعذاراكم من دون أن تبحثوا عن قيادة. وتقدموا ذاتكم وأنفسكم في سبيل الله .

الأمر الرابع :

وهو هذا الإيثار العظيم الذي تعلمتموه من جدكم ورمزكم خالد بن الوليد رضي الله عنه قائلا كلمته الخالدة : والحمد لله الذي ولى عمر وكان أبغض إلي من أبي بكر وقد ألزمني حبه .

ولننظر إلى أخلاق تلاميذ مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم

" عن عبد الملك بن عميرة قال : استعمل عمر أبا عبيدة على الشام وعزل خالد بن الوليد فقال خالد :

بعث عليكم أمين هذه الأمة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح . فقال أبو عبيدة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : خالد سيف من سيوف الله . ونعم فتى العشيرة " رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح

وصاغ شاعرنا حافظ إبراهيم هذا المعنى بقوله :

سل قاهر الفرس والرومان هل شفعت

له الفتوح وهل أغنى تواليها

غزى فأبلى وخيل الله قد عقدت

باليمن والنصر في البشرى نواصيها

ما واقع الروم إلا فر قارحها

ولا رمى الفرس إلا طاش راميها

ولم يجز بلدة إلا سمعت بها

الله أكبر تدوي في نواحيها

....

أتاه أمر أبي حفص فقبّله

كما يقبل آي الله تاليها

واستقبل العزل في إبان سطوته

ومجده مستريح النفس هاديها

فاعجب لسيد مخزوم وفارسها

يوم النزال اذا نادى مناديها

يقوده حبشي في عمامته

ولا تحرك مخزوم عواليها

.....

وخالد كان يدري أن صاحبه

وجه النفس نحو الله توجيها

فما يعالج من قول ولا عمل

إلا أراد به للناس ترفيها

فقال خفت افتتان المسلمين به

وفتنة النفس أعيت من يداويها

ونحن يا قادتنا يا أحفاد خالد نعلم أنكم ترفضون الركوع لبشار الذي يجعل نفسه إلها من دون الله وتقدمون أرواحكم ودماءكم للمحافظة على هذه المبادئ والقيم التي زرعها خالد فيكم . فلا إله إلا الله . ونحن نسمع دوي تكبيركم كما كان خالد يسمع أرجاء الأرض تكبيرا بانتصار التوحيد . وأخيرا وقد أحبكم خالد وأحببتموه ، واختار المقام بينكم على كل بلدان الإسلام .

لتعيدوا اليوم سيرته من جديد وها نحن نبايعكم على قيادتنا تنفيذا لقول الله عز وجل : " وقل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد " وتحية لشباب الشام كلها ، الثائر المجاهد فهم جميعا أحفاد خالد بن الوليد ...

                

* باحث إسلامي سوري