ببغاوات يرددون أراجيف

الشيخ خالد مهنا *

[email protected]

منذ تم احتلال فلسطين،وشعبنا بشوق غامر لساعة فرح حقيقية تعم ربوعه..

وليس هناك بيت  مدر أو وبر في فلسطين لم ينتظر لحظة بزوغ هلال البهجة والمسرة،ويوم هلت أول بشائرها أبى المرجفون الذين لا يخلو  منهم عصر أو زمان الا ان يُنغصوا على أبناء شعبهم أجواء اإلا عراس والفرح  بإتمام صفقة  وفاء الأحرار مثيرين الزوابع والعواصف حولها حتى وصل الأمر بهم إلى درجة أن منع أهالي الأسرى من إقامة مظاهر الاحتفاء والإحتفال بالأسرى.

ومنهم من وصل الأمر به أن يعتبر  الصفقة وكأنها لم تنجز شيئاً أو الإدعاء بأنها صفقة جهوية،مبخسين لوزنها الوطني والإنساني ا ومقللين من قيمتها وشأنها وكأن ظواهر هؤلاء المرجفين تنبئ عن بواطنهم،وكأن لسان حالهم يقول ما ضرنا أن يظل الأهل والأبناء يتجرعون مرارة الحرمان!!! وما ضرنا إن ظّل أبناء الأسرى يبثون لواجع قلوبهم ويرسلوا تنهيداتهم وينفثون دموعهم حسرات:

أبي قـد مزقت قلبي الكلـوم

وبـين جوانحي تحيـا الهمـوم

تراني في الورى امشي كئيبا  

كـأني مـن تنكرهـم يتيـمُ

أقـول ألا أرى منكم خليـلا

بـه تُجلى عن النفس الغيـومُ

ولكن من يُجيب ؟ ومن أنادي

لعمري حـلَّ بي خطبٌ جسيمُ

تطـاردني نـواظرهـم وإني

نظرتُ إذا بهـا حـولي تحـومُ

أروح وأغتدي في كـل يـومٍ

ولكن _ يـا أبي _ من ذا أروم

كساني الحزنُ ثوبـا فوق ثوبٍ

فظـن النـاسُ بي أني سقيـمُ

ومـا بي علـةٌ إلا افتقـادي

حُنُوَّ أبي فصـرتُ كمن يهيـم

تفيض الذكريـاتُ على فؤادي

فمنهـا ترتـوي عينٌ سَجـومُ

فأذكركم أبي في كل صبـحٍ

وأذكركم إذا بـدت النجـومُ

لقـد طال الغيـاب أبي فقلبي

أحـاط بنـوره ليـلٌ بهيـمُ

يمر العيـدُ تلـوَ العيـد فينـا

وعيدي دونكـم لا يستقيـم

فعيدُ النـاس أفراحٌ وعيـدي

وعيـدٌ تلتقي فيـه الغمـوم

أرى أمي الرءوفة في اكتئـابٍ

وقـد هدت جوانبَهـا السقومُ

طوت في صدرهـا بثاً وشجواً

تَفجَّرَ في الحشـا منـه الحميمُ

أسائلهـا أيـا أمـاه قُــولي

ولا تُخفي فصـبري لا يـدومُ

فَسُحَّتْ من مآقيهـا دمـوعٌ

يذوب لشأنهـا القلبُ السليمُ

أيـا أمـاه إني لسـتُ أدري

ألـوم النفـسَ أم مَن ذا ألوم

أعـدتُ سؤالهـا والدمعُ مني

على خـدّيَّ همَّـارٌ طَحـوم

أمـات أبي ؟ فقالت : لا ولكن

أسـيرٌ عاقـه طـاغ غشـوم

بـأي جريـرة أسروه قـولي

أكَون أبي يصـلي أو يصـوم؟

ألم يـك داعيـا للحق جهـراً

وقـد آذاه في ذاك الخصـومُ؟

ألم يـك سالكـا نهجـا سوي

يُنـيرُ طريقَـه نـورٌ عميـمُ؟

ألم يـك داعيـا في كـل حينٍ

إلى التوحيـد بالحسـنى يقوم؟

ألم يـك يبعث الآمـالَ فينـا

ويبنيهـا وقـد عفت الرسومُ؟

أليـس أبِي أبَـىَ ذلا فمـاذا

جـنى حـتى يكبلـه اللئيـمُ؟

ألم يـكُ يُطعـم المسكينَ دوما

ويَطربُ حين يلقـاه العـديم؟

يكـادُ يذوبُ من كمدٍ إذا ما

غَـدَا في بحر أمتنـا يعــومُ

أصـار أبي أسيراً دونذنـبٍ؟

فمـاذا يبتغي منـه الظلـومُ؟

ألا تبـاً لطغيـانٍ تمــادى

يقـود جيوشَـه ذاك الرجيمُ

فصبرا يـا أبي عمّـا قريـبٍ

يُبـدِّدُ شمـلَ أحزاني الصَّروم

فقـد ولىّ زمان النـوم عنـا

ولا يـُخزي أعادينـا النؤوم

فـإن المجـدَ لا يبنيـه قـومٌ

رضـوا عيشـاً يحف به النعيم

ولكـن يبلغُ الأمجـاد قـومٌ

تمنت بُعْـدَ شأوهـمُ النجـومُ

لم يكن مفاجئاً بالنسبة لنا أصوات المرجفين النشاز وهم بؤر الفساد الذين ما انفكوا يشوهون  المشهد الفلسطيني... و ما كان يساورنا الشك لثانية إن الإنجاز والتميز والوفاء وكل نقاط الارتقاء التي سطرتها وحصدتها المقاومة ستصيبهم بدوار وحمىّ لن تلبث أن تتجلى هذياناً بالياً لأن إتمام الصفقة الفارقة يضفي ألقاً متجدداً على خط البواسل ...ويذر في المقابل مشاريع التسوية وخياراتها كلها في مهب الريح.ولان الصفقة تعني أن الشعب الفلسطيني الذي أحيا احلي أعراسه في الداخل والشتات  لن يقبل ان يمنح فرصة إضافية جديدة لمنهج الزيف بعد  أن عاين نتائج ضده ونقيضه.ولان سقف آماله وطموحاته صار أعلى بكثير من مجرد البقاء منظرا دويلة هشة....

وكان لسان حال هؤلاء يقول ...ما جدوى تحرير الأسرى من أسرهم  وما يهمنا خرجوا  ام بقوا في ظلمات الجب ما دامت كروشنا وجيوبنا منفوحة ؟.. وهل يمكن لاصماء ان يعوا ما معنى ان يظل هؤلاء الذؤابة في بطن القبور...وما يضر هؤلاء المرجفين الذي هزت الصفقة البابهم وطيرت عقولهم ان بقي الاسرى يرزحون تحت نير العتمة يقاسون العذابات ويناجون من خلف القضبان مقولة الشاعر:

من خلف قضبان الألم *** و الحزن في الصدر احتدم

و الليل أسدل ستره *** و القيد يرزح في القدم

ألف السكون و صمته *** و أنين قلبٍ مذ ضرم

طافت به الذكرى فما *** ألفت سوى الدمع انسجم

ناجاه صمت الليل يا *** ليثاً هصوراً قد كُلِم

ما بالهم قطع الزئير *** فلم تناجيه القمم

ما بالها ارتطمت ريا.. *** حك و انثنى السيل العرم

ما بالها ارتسمت على *** عينيك آيات السقم

قد كنت سيفاً مصلتاً *** ما رنّحته يد السأم

قد كنت شهماً واضباً *** أنف المذلة في النعم

تمضي تنير لنا الطريق *** مجاهداً ليل السحم

ما هاب هول عتادهم *** فلكم أغار و كم غنم

قلي بربك ما الذي *** أرداك في بحر النقم

أو أنت من تقف الدُنا *** حقداً عليه و يبتسم

فأجابه صوت الأنين *** و حشرجت لغة الكَلِم

هذا هو الليث المكبل *** في سراديب الظلَم

هذا الذي عاف المنام *** لأجل ثكلى لم تَنم

هذا الذي ألقى عصا *** التلحان رهناً بالحمم

هذا الذي يفدي الجهاد *** فداؤه روح و دم

و الآن وا أسفي عليه *** غريق بحر ملتطم

لم ينبري أحدٌ له *** لم يفتدوه ألو الشِيَم

تركوه في ظلماته *** و الليل بالكيد ادلهم

هجروه ما سلّوا له *** سيف النكاية ينتقم

لكنه رغم القيود *** و رغم آلاف التهم

سيظل ينبض عزة *** من خلف قضبان الألم

 لقد كشفت الصفقة الخالدة  هذه الأيام كشفت أقنعة كثيرة، وأماطت اللثام عن الكثيرين ممن يزعم أنه من ابناء شعبنا  وهم  في الحقيقة جسد مريض ومبتور...

هؤلاء هم في الحقيقة (جراثيم) تعيش في جسدنا ، لتوهنه وتضعفه خدمة لأسيادها ومصالحهم  إذا وجدت فرصة للنيل من ابناء شعبهم  لم يتوانوا ولم يتأخروا، بل يبحثون عن كل مصيبة تقع على المسلمين عامة  ليظهروا الشماتة بهم، {إِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا}  وإذا أصاب المسلمين والإسلاميين  عز ونصر أصابهم الهم والحزن!!.

هذه الفئة تجدها منبهرة بالإسرائيليين ، تتمنى الانتماء اليهم، وتفتخر بالاتصال بهم  والتواصل معهم والاعتزاز بهم، ولاؤهم (للاعداء  وبراؤهم من (المقاومين غير المساومين )!!، بل وتحرض (الأعداء ) على ضرب صفوة المرابطين المجاهدين ، ثم بعد هذا يشهدون الشهادتين!!، {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} 

أقلامهم سيوف موجهة لصفوف المجاهدين، ألسنتهم حداد على أهل الدين والدعاة الصادقين، مقالاتهم سم زعاف وفضائياتهم فئوية ضيقة  {أَلَمْ تَر إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلَا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِن قُوتِلْتُمْ لَنَنصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} [سورة الحشر: 11].

هؤلاء منتشرون في وسائل الإعلام، ومؤسسات التعليم، ودهاليز السياسة، هم الطابور الخامس وهم  يحاولون بكل طاقاتهم إثارة الفرقة بين أبناء هذا الشعب كلما رأوا بارقة امل للم الصف وانهاء الخلاف عادوا ليؤججوا العداوات {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} قلوبهم مريضة بحب (الشهوات) مليئة بظلمات (الشبهات)، تفوح منهم رائحة الفواحش، ويشككون في ثوابت الأمة ومعتقداتها، ثم بعد هذا يزعمون أنهم حريصون على القضية المركزية ، {فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ} 

لا يرفعون رؤوسهم ولا يصرحون بخبثهم إلا اذا رأوا في المسلمين ضعفا وذلا، فاذا رأوا قوة في المسلمين أخرسوا يبحثون عن المغانم والمكاسب، يزعمون دوما أنه لن يكون هناك أي نصر الا عبر الانبطاح ، ويسخرون من بشارات النصر ، ويحاولون إقناع الجماهير أنه لا عز لهذه الأمة إلا إذا اتبعت نهج الاستسلام والخنوع  ويرددون دوما {مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً} 

يهولون من قدرة الاعداء ، ويكذبون في قراءة الأحداث، ويزورون التاريخ كذبا وبهتانا ليفتوا من عضد الأمة ويوهنوها، إرجافهم بات مكشوفا، وكذبهم صار مفضوحا، قصده أن تستسلم الأمة لأعدائها، لكنهم في النهاية سيهزمون، وسيلعنهم اللاعنون، فهذه سنة الله في الخلق {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلاً (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً}...وقد قال ـ عز وجل ـ كاشفاً حقيقة هؤلاء المنافقين وأثرهم في الإرجاف والتخويف، والتعويق والتخذيل، ونشر الفتنة بين المؤمنين: {قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنكُمْ وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلَا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلًاوقال: {لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ)

فبين أن وجودهم في صف الاحرار الموحدين  لا يزيدهم إلا شراً وفساداً، وضعفاً وهواناً، وفتنة وفرقة، ويعظم البلاء حين يكون في المسلمين جهلة بسطاء، يسمعون لهؤلاء المنافقين المفتونين، فيتأثرون بإشاعاتهم، ويستجيبون لتخويفاتهم، ويصبحون أبواقاً لهم، وببغاوات يرددون أراجيفهم، وينشرون فتنتهم، ولهذا قال تعالى: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}، فيتولد من سعي أولئك المنافقين، وقبول هؤلاء الساذجين، من الشر والبلاء وتوهين عزائم المؤمنين وإرعابهم ما هو من أعظم البلاء على أمتهم، وأكبر المدد لأعدائهم

وقد أرشدنا الله تعالى إلى ما يجب علينا تجاه اقاويلهم وادعاءاتهم التخذيلية المثبطة للعزائم  التي تخل بالأمن، وتجلب الوهن، وتحقق مراد الأعداء في تركيع المؤمنين واستضعافهم، وكسر شوكتهم، وتيئسيهم وقتل روح المقاومة في نفوسهم، فقال ـ سبحانه ـ: { وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ). ...

أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب 

 أطلع كالعشب من الخراب 

 ولمثل هؤلاء الذين يدبون بينا وينتشرون في كل مساحات الوطن ..ولمن يغذونهم ويدعموهم  نقول ما قال الشاعر :

لن تجعلوا من شعبنا 

شعب هنودٍ حمر.. 

فنحن باقون هنا.. 

في هذه الأرض التي تلبس في معصمها 

إسوارةً من زهر 

فهذه بلادنا.. 

فيها وجدنا منذ فجر العمر 

فيها لعبنا،وعشقنا، وكتبنا الشعر 

مشرشون نحن في خلجانها 

مثل حشيش البحر.. 

مشرشون نحن في تاريخها 

في خبزها المرقوق، في زيتونها 

في قمحها المصفر 

مشرشون نحن في وجدانها 

باقون في آذارها 

باقون في نيسانها 

باقون كالحفر على صلبانها 

باقون في نبيها الكريم، في قرآنها.. 

  

2 

لا تسكروا بالنصر… 

إذا قتلتم خالداً.. فسوف يأتي عمرو 

وإن سحقتم وردةً.. 

فسوف يبقى العطر 

المسجد الأقصى شهيدٌ جديد 

نضيفه إلى الحساب العتيق 

وليست النار، وليس الحريق 

سوى قناديلٍ تضيء الطريق 

4 

من قصب الغابات 

نخرج كالجن لكم.. من قصب الغابات 

من رزم البريد، من مقاعد الباصات 

من علب الدخان، من صفائح البنزين، من شواهد الأموات 

من الطباشير، من الألواح، من ضفائر البنات 

من خشب الصلبان، ومن أوعية البخور، من أغطية الصلاة 

من ورق المصحف نأتيكم 

من السطور والآيات… 

فنحن مبثوثون في الريح، وفي الماء، وفي النبات 

ونحن معجونون بالألوان والأصوات.. 

لن تفلتوا.. لن تفلتوا.. 

لن تستريحوا معنا.. 

كل قتيلٍ عندنا 

يموت آلافاً من المرات…

 6 

إنتبهوا.. إنتبهوا… 

أعمدة النور لها أظافر 

وللشبابيك عيونٌ عشر 

والموت في انتظاركم في كل وجهٍ عابرٍ… 

أو لفتةٍ.. أو خصر 

الموت مخبوءٌ لكم.. في مشط كل امرأةٍ.. 

وخصلةٍ من شعر.. 

يا "ايها المحتل" .. لا يأخذك الغرور 

عقارب الساعات إن توقفت، لا بد أن تدور.. 

إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا 

فالريش قد يسقط عن أجنحة النسور 

والعطش الطويل لا يخيفنا 

فالماء يبقى دائماً في باطن الصخور 

هزمتم الجيوش.. إلا أنكم لم تهزموا الشعور 

قطعتم الأشجار من رؤوسها.. وظلت الجذور 

ننصحكم أن تقرأوا ما جاء في الزبور 

ننصحكم أن تحملوا توراتكم 

وترحلوا  للطور.. 

فما لكم خبزٌ هنا.. ولا لكم حضور 

من باب كل جامعٍ.. 

من خلف كل منبرٍ مكسور 

سيخرج الحجاج ذات ليلةٍ.. ويخرج المنصور 

 9

انتظرونا دائماً .. 

في كل ما لا ينتظر 

فنحن في كل المطارات، وفي كل بطاقات السفر 

نطلع في روما، وفي زوريخ، من تحت الحجر 

نطلع من خلف التماثيل وأحواض الزهر.. 

رجالنا يأتون دون موعدٍ 

في غضب الرعد، وزخات المطر 

يأتون في عباءة الرسول، أو سيف عمر.. 

نساؤنا.. يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر 

يقبرن أطفال فلسطين، بوجدان البشر 

يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر.. 

10

لقد سرقتم وطناً.. 

فصفق العالم للمغامرة 

صادرتم الألوف من بيوتنا 

وبعتم الألوف من أطفالنا 

فصفق العالم للسماسرة.. 

سرقتم الزيت من الكنائس 

سرقتم المسيح من بيته في الناصرة 

فصفق العالم للمغامرة 

وتنصبون مأتماً.. 

إذا خطفنا طائرة 

11 

تذكروا.. تذكروا دائماً 

بأن أمريكا – على شأنها – 

ليست هي الله العزيز القدير 

وأن أمريكا – على بأسها – 

لن تمنع الطيور أن تطير 

قد تقتل الكبير.. بارودةٌ 

صغيرةٌ.. في يد طفلٍ صغير 

13 

ما بيننا.. وبينكم.. لا ينتهي بعام 

لا ينتهي بخمسةٍ.. أو عشرةٍ.. ولا بألف عام 

طويلةٌ معارك التحرير كالصيام 

ونحن باقون على صدوركم.. 

كالنقش في الرخام.. 

باقون في صوت المزاريب.. وفي أجنحة الحمام 

باقون في ذاكرة الشمس، وفي دفاتر الأيام 

باقون في شيطنة الأولاد.. في خربشة الأقلام 

باقون في الخرائط الملونة 

باقون في شعر امرئ القيس.. 

وفي شعر أبي تمام.. 

باقون في شفاه من نحبهم 

باقون في مخارج الكلام.. 

14 

موعدنا حين يجيء المغيب 

موعدنا القادم في تل أبيب 

"نصرٌ من الله وفتحٌ قريب" 

15 

ليس حزيران سوى يومٍ من الزمان 

وأجمل الورود ما ينبت في حديقة الأحزان.. 

16 

للحزن أولادٌ سيكبرون.. 

للوجع الطويل أولادٌ سيكبرون 

للأرض، للحارات، للأبواب، أولادٌ سيكبرون 

وهؤلاء كلهم.. 

تجمعوا منذ ثلاثين سنه 

في غرف التحقيق، في مراكز البوليس، في السجون 

تجمعوا كالدمع في العيون 

وهؤلاء كلهم.. 

في أي.. أي لحظةٍ 

من كل أبواب فلسطين سيدخلون.. 

17 

سوف يموت الأعور الدجال 

سوف يموت الأعور الدجال 

ونحن باقون هنا، حدائقا ً، وعطر برتقال 

باقون فيما رسم الله على دفاتر الجبال 

باقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوال 

في المد.. في الجزر.. وفي الشروق والزوال 

باقون في مراكب الصيد، وفي الأصداف، والرمال 

باقون في قصائد الحب، وفي قصائد النضال 

باقون في الشعر، وفي الأزجال 

باقون في عطر المناديل.. 

في (الدبكة) و (الموال).. 

في القصص الشعبي، والأمثال 

باقون في الكوفية البيضاء، والعقال 

باقون في مروءة الخيل، وفي مروءة الخيال 

باقون في (المهباج) والبن، وفي تحية الرجال للرجال 

باقون في معاطف الجنود، في الجراح، في السعال 

باقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمال 

باقون في الصليب.. 

باقون في الهلال.. 

في ثورة الطلاب، باقون، وفي معاول العمال 

باقون في خواتم الخطبة، في أسرة الأطفال 

باقون في الدموع.. 

باقون في الآمال 

19 

...... مليوناً من العرب  خلف الأفق غاضبون 

يا ويلكم من ثأرهم.. 

يوم من القمقم يطلعون.. 

20 

ظل الفلسطيني أعواماً على الأبواب.. 

يشحذ خبز العدل من موائد الذئاب 

ويشتكي عذابه للخالق التواب 

وعندما.. أخرج من إسطبله حصاناً 

وزيت البارودة الملقاة في السرداب 

أصبح في مقدوره أن يبدأ الحساب.. 

21 

نحن الذين نرسم الخريطة 

ونرسم السفوح والهضاب.. 

نحن الذين نبدأ المحاكمة 

ونفرض الثواب والعقاب.. 

22 

العرب الذين كانوا عندكم مصدري أحلام 

"باتوا حقلا" من الألغام 

وانتقلت (هانوي) من مكانها.. 

وانتقلت فيتنام.. 

23 

حدائق التاريخ دوماً تزهر.. 

ففي ذرى الأوراس قد ماج الشقيق الأحمر.. 

وفي صحاري ليبيا.. أورق غصنٌ أخضر.. 

والعرب الذين قلتم عنهم: تحجروا 

تغيروا.. 

تغيروا 

24 

أنا الفلسطيني بعد رحلة الضياع والسراب 

أطلع كالعشب من الخراب 

أضيء كالبرق على وجوهكم 

أهطل كالسحاب 

أطلع كل ليلةٍ.. 

من فسحة الدار، ومن مقابض الأبواب 

من ورق التوت، ومن شجيرة اللبلاب 

من بركة الدار، ومن ثرثرة المزراب 

أطلع من صوت أبي.. 

من وجه أمي الطيب الجذاب 

أطلع من كل العيون السود والأهداب 

ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحباب 

أفتح باب منزلي. 

أدخله.. من غير أن أنتظر الجواب 

لأنني أنا.. السؤال والجواب 

25 

محاصرون أنتم بالحقد والكراهية 

فمن هنا جيش أبي عبيدةٍ 

ومن هنا معاوية 

سلامكم ممزقٌ.. 

وبيتكم مطوقٌ 

كبيت أي زانية.. 

26 

نأتي بكوفياتنا البيضاء والسوداء 

نرسم فوق جلدكم إشارة الفداء 

من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء 

من خيمة الذل التي يعلكها الهواء 

من وجع الحسين نأتي.. من أسى فاطمة الزهراء 

من أحدٍ نأتي.. ومن بدرٍ.. ومن أحزان كربلاء 

نأتي لكي نصحح التاريخ والأشياء 

ونطمس الحروف.. 

في الشوارع العبرية الأسماء..

                

* رئيس الحركة الإسلامية في ام الفحم وضواحيها..

رئيس الدائرة الإعلامية في الحركة الإسلامية القطرية-الداخل الفلسطيني.