نحن والاستبداد

د. إيمان مصطفى البُغَا

د. إيمان مصطفى البُغَا

ما يكاد يحظى بالإجماع بين شرائح المتظاهرين في جميع البلاد العربية أن هذه الجموع تريد التخلص من الفساد والاستبداد , والفساد لن يُقضى عليه إلا بالقانون العادل الحكيم الآتي من عند رب البشر

{يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله} .. تعالوا لنعبد الله ونطيعه فيما أمر ، وليس لنتبع ما سنتفق عليه من قوانين أرضية ..

والسلام على من اتبع الهدى ، ولن يكون السلام باتباع الضلال ..

أما الاستبداد .. فسيحدث عندما لا يكون للحق من يدافع عنه , فالحق ( الحق وليس الباطل ) يحتاج رجالاً لا يرضون بالظلم أو الانحراف , ولا يخافون في الله لومة لائم .. وعندما لا نكون غيارى على الحق فسيرتع المستبد سواء أكانت الدولة إسلامية أو غير ذلك ؛ ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر) .

وهو أفضل الجهاد ولكنه ليس كل الجهاد, فالحل ليس فقط في عالم ينكر على حاكم , ولا في حاكم ينفذ كلام العالم ، وإنما الحل مسؤولية الجميع ..

ومن أجل أننا جميعاً تركنا الإنكار على المعاصي ... تركنا الإنكار على الحكام خوفاً منهم , وتركنا الإنكار على أصحاب الأقلام من المفسدين , وتركنا الإنكار على الفجرة - الذين سماهم إعلامنا فنانين - مجاملة لأصحاب الأهواء ، وعلى المرابين خوفاً من سطوتهم ، وعلى أقاربنا خوفاً من استثقالنا في نظرهم ، وعلى أحبابنا إشفاقاً من جفوتهم ، وعلى .. وعلى .. فغرقنا في فساد المعاصي ، ها نحن الآن نضطر إلى بذل الدماء من أجل الإصلاح , و .. و نتخبط في معرفة كيف سيكون .