يهود دمشق

شمس الدين العجلاني

العائلات اليهودية الدمشقية

شمس الدين العجلاني*

[email protected]

اسلامبولي _ هراري _ الحمرا _ فويرني _ الحمرا _ البقاعي _ ساسون _ جاجاتي _ فابينا _ الكباريتي _ موزه _ سويد .

(13)

* دائرة المعارف اليهودية العامة: فتح العرب للبلاد أنقذ البقية الباقية من يهود فلسطين من الدمار الكامل

* المؤرخ اليهودي هيامرون: المسلمون جاؤوا كمنقذين ، و ليس كمضطهدين

* بررت كاميليا ارتكابها للخطيئة مع خادمها مراد من تعاليم التلمود

*  ألبير فويرني: أنا مشتاق لسورية، مشتاق لأصدقائي... كنَّا نعيش مع المسلمين والمسيحيين... كنَّا عائلة واحدة... كانوا يحبوننا."

* الياهو ساسون من أوائل اليهود الذين خدموا الصهيونية

***************************

عاش اليهود في ظل الحكم العربي الإسلامي أجمل أيامهم و أفضلها ،و خاصة في بلاد الأندلس ، فقد منحهم الإسلام و المسلمون الحرية الكاملة في العبادة و العمل تحت حمايته ، واعتبرهم أهل كتاب و أهل ذمة . وقد لاقى اليهود من العرب المسلمين أحسن معاملة ، فكان منهم الأطباء و الفلاسفة و الشعراء و التجار .. و لذلك قال غوستاف لوبون المؤرخ الشهير ( لم يعرف التاريخ فاتحا ارحم من العرب .) .

و اليهود أنفسهم يعترفون بأن الإسلام كان منقذا لهم من الذل و الاضطهاد،  حتى و من الإبادة و الزوال ، فقد ورد في دائرة المعارف اليهودية العامة ما يلي : ( إن فتح العرب للبلاد أنقذ البقية الباقية من يهود فلسطين من الدمار الكامل ) و كذلك قول المؤرخ اليهودي هيامرون (عمليا فيما يتعلق بيهود فلسطين ( و اليهود عامة  ) فان المسلمين قد جاؤوا كمنقذين ، و ليس كمضطهدين ) .. ومع كل ذلك تنكر اليهود الآن ( وهذا شأنهم دائما ) للعرب و المسلمين ، و قابلوا كل الإحسان السابق الذي قدمه العرب لهم ، و عبر القرون العديدة السابقة ، بما نراه الآن من الأعمال الوحشية ضد العرب و المسلمين ، و اغتصاب أرضهم ، و تشريد الأطفال و النساء و الرجال  ، و طردهم من بلادهم...

في ظل هذا التسامح الديني الرائع ، عاش يهود دمشق كجزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع الدمشقي ، فكانت العائلات اليهودية كمثيلاتها من العائلات المسيحية و الإسلامية من حيث الحقوق و الواجبات و بلغ تعداد العائلات اليهودية في دمشق 200 عائلة حسبما ذكر الرحالة اليهودي داوود الذي زار سورية عام 1824 من أصل 900 عائلة يهودية كانت موجودة في سورية عدا منطقة جبل العرب ، في حين يذكر الرحالة اليهودي بنيامين هشيني ( بنيامين الثاني ) الذي  زار دمشق عام 1848 أن هنالك ستمائة عائلة يهودية في دمشق .. ومن أشهر العائلات اليهودية الدمشقية : فارحي _ مزراحي _ لينادو – فتال – شطاح – سويد  - حمرا – جاجاتي- هراري – اسلامبولي- البقاعي -  اللحام - مراد - أبو خضر- رمانو-طوطح - حاصباني  - لوزه – كباريتي – فريج – شامية – الجليلاتي – فابينا- الحلبي – داوود – خضر – صبان – النجار – خضر – سرور – اوظن – حكيم – ابو العافية-دبدوب – الصيرفي -  فويرني ..

و لا بد من التنويه هنا أن اليهود تكنوا و تلقبوا بأسماء و كنيات دمشقية ، و بالتالي قد تتشابه كنياتهم مع كنيات عائلات مسيحية أو إسلاميه وهو مجرد تشابه في الأسماء و حسب  نتيجة اندماج الطائفة الموسوية مع المجتمع الدمشقي .

عائلة اسلامبولي :

عائلة اسلامبولي من العائلات الدمشقية منهم اليهود و منهم المسلمون ، و العائلة اليهودية كانت تقطن في حارة اليهود ، و عمل أفراد منها في التجارة ، و اشتهر منهم الخواجة اسلامبولي ، الذي ترك بيتا فخما في حارة اليهود . اشترك عدد من أفراد هذه العائلة في جريمة ذبح الأب توما بدمشق عام 1840 و هم هارون اسلامبولي ، إسحاق اسلامبولي ، كما خضعت للتحقيق في هذه الجريمة ابنه هارون اسلامبولي و اسمها اليوكا وهي زوجه ماهر فارحي ابن المعلم رفائيل أشهر صيارفة دمشق من اليهود .

عائله هراري ::

اشتهر من عائله هراري المدعو داود هراري والذي كان له دورا في جريمة قتل الأب توما( للمزيد راجع الحلقة 12 ) هو وخادمه مراد فتال عشيق زوجته .

كما عرف بدمشق من اليهود من عائلة هراري كل من التاجر إسحاق ، ويوسف هراري ..

الحمرا :

اشتهر من هذه العائلة أبراهام ( إبراهيم ) الحمرا ، القوي البنية، ذو اللحية السوداء الكثة، أشبه ما يكون بالحطاب؛ وهو يعيش الآن في إسرائيل، لكنه يسافر إلى الولايات المتحدة بانتظام ليزور بعض أولاده. أصبح حمرا رئيسًا للطائفة الموسوية السورية في الثمانينات من القرن الماضي ، خلفًا آنذاك لرئيسها طوطح الذي وافتْه المنية. وهو واحد من اليهود القلائل الذين بقوا في سورية إبان التسعينات من القرن الماضي، ولكنه كان آنذاك كثير السفر إلى أوروبا والولايات المتحدة.

 إبراهيم الحمرا استطاع أثناء قيامه بمهام رئيس الطائفة الموسوية أن يبني علاقات كبيره و كثيرة مع شخصيات دمشقيه في كافه الأوساط ، و أقام معها علاقات طيبه .

فويرني ::

عرف من هذه العائلة اليهودية ألبير فويرني والذي هاجر إلى الالولايات المتحدة في أوائل التسعينات، إبان آخر موجات هجرة اليهود السوريين. وفويرتي هذا خجول، إلا أنه سرعان ما ينفعل ويتوقد حين يتحدث عن حياته. (معظم كلامه كان بالعربية.) وفي إحدى المقابلات الصحفية التي اجريت معه في الولايات المتحدة تحدث عن سوريه قائلا: "أنا مشتاق لسورية، مشتاق لأصدقائي، لكني مذعور... كنَّا نعيش مع المسلمين والمسيحيين... كنَّا عائلة واحدة... كانوا يحبوننا."

البقاعي :

اسره البقاعي أيضا من الأسر السورية المعروفة ، وينتمي أل البقاعي إلى الديانتين اليهودية و الإسلامية دون أن يكون بينهما أي صله قربى ، وعرف في الأوساط الدمشقية من هذه العائلة اليهودية رجل الأعمال جاك الذي هاجر إلى الولايات المتحدة ، و كان يقيم علاقات طيبه بدمشق مع العديد من الأوساط المختلفة ، وظل لفترات طويلة يتردد إلى دمشق بعد أن هاجر span>إلى الولايات المتحدة . وهو الآن يقطن في حي بروكلين اليهودي المشهور في الولايات المتحدة ، والذي يسكنه معظم يهود سوريه و يقيمون به أعمالهم التجارية .و البقاعي يملك في هذا الشارع متجرا لبيع الهواتف الخليوية .  

ساسون :

برز من هذه العائله الياهو ساسون ، الذي عاش فتره غير طويلة بدمشق ومن ثم تنقل بين عدد من الدول العربية.

كان الياهو ساسون، اليهودي من أصل دمشقي ، من أوائل اليهود الذين خدموا (الصهيونية) قبل وبعد قيام الكيان الصهيوني  ،وكان يتمتع بعلاقات طيبه وحميمة مع العديد من رجالات العرب في مصر وسوريا ولبنان وفلسطين! وكان يتقن اللغة العربية كأحد أبنائها، كما كان من أبرع العازفين على «آلة» العود الشرقي، وعلى مختلف الدرجات والألحان والمقامات. وكان مهتما بجمع الوثائق العربية و اليهودية ، وحين أقام في فلسطين في العشرينات من القرن الماضي عمل في مجال الصحافة إضافة إلى عمله في شركة كهرباء القدس، ومن ثم انخرط في العمل بالوكالة اليهودية وأصبح مساعداً لموشيه شاريت (شرتوك) في الاتصالات مع الدول العربية المجاورة واستمر في عمله حتى عام 1935. وعند قيام دولة إسرائيل أصبح الياهو ساسون أول سفير إسرائيلي لدى تركيا! و تقلد زمن بن غوريون وزاره الشرطه  ثم أصبح وزيرا للبريد والهاتف. وعندما استدعاه بن غوريون وأخبره أنه سيصبح المرشح الأول لرئاسة الدولة الإسرائيلية، أصيب الياهو ساسون بنوبة قلبية نتج عنها شلشلل نصفي كامل وبقي طريح الفراش لمدة سبع سنوات طوال، حتى وفاته!

جاجاتي :

اشتهرت عائله جاجاتي في فتره الستينات و السبعينات بدمشق بأنهم أصحاب أشهر محلات الألبسة الأنيقة و الغالية الثمن وهي مخازن الهندي والتي تقع في طريق الصالحية أسفل محافظه دمشق و هي الآن مركزا لإحدى شركات الخليوي ، وخليل جاجاتي هو رأس عائله جاجاتي التي اهتمت بصناعه الألبسة الأنيقة بدمشق حيث كان يملك مصنعا لها ( اضافه إلى مخازن الهندي ) في الحي اليهودي في دمشق و الذي كان  يديرُه يوسف، أحد أبناء خليل جاجاتي. وقد قام آل جاجاتي بتصدير جزء كبير من إنتاجهم للألبسة إلى نيويورك، حيث يبيعون ثيابهم المصنوعة في سورية بالجملة إلى متاجر فاخرة مثل متجر "پورتا بيلا".الشهير في نيوريوك .

ويوسف جاجاتي و المشهور بدمشق باسم أبو خليل جاجاتي  هو الذي حلَّ محلَّ إبراهيم حمرا رئيسًا للطائفة الموسوية في العام 1994، وهو واحد من اليهود القلائل الذين بقوا في سورية إبان التسعينات من القرن الماضي.

كان جاجاتي أول يهودي مقيم في سورية( دمشق ) يلقي كلمة أمام "المؤتمر اليهودي العالمي". وقد تعرَّف إبان رحلاته إلى الخارج إلى شخصيات سياسية بارزة في الولايات المتحدة وأوروبا، بِمَن فيهم أناس من أشد منتقدي سورية ضراوة، كممثل الولايات المتحدة توم لانتوس، الذي دعا جاجاتي إلى مكتبه.

و كان أبو خليل جاجاتي من أواخر يهود دمشق الذين هاجروا إلى الولايات المتحده ( نيويورك ) ، حيث يعيش معظم أبنائه. وقال أبو خليل في تصريح لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية  ، إنه مازال على اعتزازه بهويته العربية وعلى وفائه لمسقط رأسه. وإذا ما اتفق للمفاوضات بين إسرائيل وسورية أن تُستأنَف، قال إنه على استعداد للعب دور: "أرجو أن تكلِّفني سورية التفاوض مع إسرائيل، حتى أمثِّل بلدي."

لقد عرفت دمشق على مر الأيام العديد من العائلات اليهودية التي برز العديد من أفرادها كشخصيات سياسيه أو رجال مال ،أو أطباء و تجار ... كما كانت هنالك عائلات يهودية عاش أفرادها على هامش الحياة يسعون لتأمين لقمه العيش ، ومن هؤلاء المستخدم أبو يوسف اليهودي الذي كان يعمل في  جمعية الغراء مابين عامي 1946 و 1947 ، وجمعيه الغراء أسسها بدمشق الشيخ علي لدقر وكان  أمين السر لها الشيخ عبد الحميد الطباع ، كما عرف بدمشق اليهودي  أبو كسام و كان يرتدي شروال  وكلامه عريض مثل أهل الميدان وتوفي ودفن بدمشق وكان عمرة حوالي 65 عاما وهو جسيم وقصير،و في نهاية السبعينيات كان يمتهن مهنة بيع الملابس المستعملة ، و كان له ابن اسمه ماركو  يعرفه العديد من المثقفين الذين يهوون اقتناء الكتب القديمة و المستعملة حيث كان يمتهن هذه المهنة و يبسط كتبه في الأعياد في طريق الصالحية .

كما يذكر أهل الشعلان العديد من اليهود الذين عاشوا معهم، منهم زاكي فابينا( ابو إبراهيم ) الذي كان يملك محلا لبيع الألبسة الداخلية و الشراشف و الملاحف بقرب بقاليه زيتون في ساحة الشعلان وهذا المتجر الآن لبيع الموالح . و محل الكباريتي لبيع البسه الأطفال و كان يقع في الشعلان أيضا وهو الآن مطعم للوجبات السريعة .ويوسف موزه بائع الخردوات و الألبسة المستعملة و موزه كان يعمل في منزله مقابل جامع الشعلان و يقولون انه هاجر إلى إسرائيل و اشترى هنالك العديد من العقارات التجارية و السكنية .؟

يتبع

              

* صحفي وكاتب