وفي الشيخ مسكين اختلط الدم بالزيت، الإرهابيون الذين يعصرون الزيتون !!

الشعب السوري في عين العاصفة ، يجتمع عليه أشرار العالم متذرعين بفزاعة واحدة ، مستترين بستارة حمراء مخضلة بدماء أطفال سورية مرتسمة بأشلائهم . يرفعها من أشرار العالم كل ذي ظفر وناب .

لقد أسقط التذرع بجرائم الإرهاب المصنّع والمبرمج والممزوجة بنكهات العنصرية التاريخية والحضارية والثقافية كل القيم الإنسانية والأخلاقية من عالم الإنسان . كما أسقط الذرع بهذه الجرائم  كل الأعراف والقوانين السياسية في عالم أراده المجرمون والمتواطئون معهم مسرحا للفوضى ورحى تدور على كل ما هو حق وخير وجميل في حياة الناس ..

إن دماء عشرات السوريين الأبرياء التي امتزجت اليوم بزيت زيتونهم في بلدة الشيخ مسكين كما اختلطت من قبل برغيف خبزهم ستكون قبسا نورانيا يهدي أبناء سورية الأحرار طريقهم . ويجدد مع الله عهدهم وميثاقهم على أنهم على طريق الذين قضوا ثابتون ماضون لن يغيروا ولن يبدلوا ولن يتخاذلوا ولن يضعفوا ولن يذلوا . وأن الثورة ماضية في سبيلها لا يضرها من خانها ولا يضرها من خذلها ولا يضرها من ناور عليها حتى تحقق أهدافها في فتح قريب ونصر عزيز ..

إن الدماء التي سفكت اليوم الخميس / 19 / 11 / 2015 في معصرة الزيتون في الشيخ مسكين في محافظة درعا ولم يكترث لها أحد ، ولم يبك شهداءها أحد ، ولم يستنكر قتلهم في هذا العالم المراوغ المنافق أحد ؛ ستكون لعنة على كل العنصريين الذين يميزون بين مهجة طفل وطفل ، ودم إنسان وإنسان ، لعنة على كل المتواطئين والمتخاذلين والمناورين ...

وسيظل الموقف – موقفنا -  أكبر من الاستنكار ، ومن الإدانة ، ومن الشجب ؛ بل يد مبسوطة بالعهد والميثاق أننا على الطريق ثابتون ماضون لا نقيل ولا نستقيل

وأنتم أيها الشهداء الأبرار فقد صرتم إلى حسن وعد الله اللهم فتقبل من أبناء سورية شهداءهم ، وأعلى نزلهم ، وأنزل شآبيب رحماته ورضوانه ومغفرته عليهم . اللهم وأحسن عزاء أهليهم ، واجبر كسر قلوبهم ، وأنزل سكينتك عليهم وعوض سورية وشعبها في مصيبتهم خيرا  ...

اللهم إن الألى قد بغوا علينا إن أرادوا فتنة أبينا ... أبينا ... أبينا اللهم نصرك الذي وعدتنا وقد علمنا ألا حول ولا قوة إلا بك ..

الله مولانا ولا مولى لهم

*مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية

وسوم: العدد 643