أستاذ دين مشرد ؟؟

الشيخ حسن عبد الحميد

تخصصت على زعمي بالشريعة ، التي هي مفخرة هذه الأمة وعزها ، وعينت مدرسا في عفرين سنة ٦١ ، فغرست في الطلبة وهم أكراد حب العروبة والإسلام ، ثم نقلت لبلدي الباب ، وكان في النفس أحلام أن أوقظ النائم بين حنايا الشباب ، حب الدين والفخر به  .

لكن الحزب القائد كان ينظر إليَّ بعين حمراء !!!

  ونقلت مرات من الباب إلى تادف ، إلى أتارب ، إلى حلب ...

بقيت سنوات مشردا كل ذنبي أني أحمل همّ هذا الدين العظيم ؟؟؟؟

لي صديق أستاذ علوم كتب فيه تقرير يقول : شوهد يصلي في صالون ثانوية المأمون !!!

ياعيب الشوم ، استاذ فيزياء وكيمياء ويصلي ؟؟؟ ماسمعنا بهذا في الملة الآخرة !!!!

نقلت تأديبيا إلى تادف ، ثم إلى أتارب ، ثم إلى حلب ، وكرمال خاطر فلان الصعلوك الحزبي عدت للباب !!!

وكان يومها حرب بين الهند المجوسية وباكستان المسلمة ، الهند هي المعتدي لفصل باكستان الشرقية عن أمها الغربية ، وكان قلبي كمسلم مع باكستان ، وكُتب فيّ تقرير طويل عريض يقول الأستاذ يهاجم صديقتنا الهند ، أي دولة عبّاد البقر ، عندنا أبناء القومية العربية أغلى من بلد مسلم اسمه الباكستان !!! 

ودعيت إلى فروع المخابرات للتحقيق

الباكستان أي الأرض الطاهرة ، حدثني الملحق العسكري في سفارتنا في الصين قال : استمعت إلى سفير باكستان يتحدث عن القضية الفلسطينية بشيء أجهله أنا ، وأنا عربي ؟؟

ومن سوسيان بالتحديد استدعاني مدير التعليم بحلب قائلا سنعيدك للباب لكن لاتهاجم الاشتراكية ، لا تقل الإسلام يتنافى مع الاشتراكية ؟؟؟؟

أي اشتراكية ياأستاذ والأمور نهب في نهب ؟؟ ومسكين من كان عنده حياء ولم يغترف لمصلحته ، ولو من على المزابل ،  واسمها خضراء الدمن !!!!

وأعدت للباب بشروط !!! 

أن أتكلم بعبي على السكت !!!

قلت وشعار الدولة ( حرية ) ، قال : هس ، ولا كلمة ومع السلامة ؟؟؟

وعدت لبلدي مقصوص الجناح !!!! 

وخبّر عني ياطير ؟؟؟

والحمد لله غرست للإسلام غرسات أورقت ثم أزهرت ، وقررت هجرة الوطن ، وسطت وجيها لاستخراج جواز لي ، فلم نجد الرجل ، دخلنا غرفة فيها ملازم قام ورحب ، قال ماعرفتني كنت أستاذي في عفرين ، طلبك ماهو ؟؟

قلت جواز سفر ، بربع ساعة كان الجواز في جيبي ؟؟

ولأن الحزب القائد الذي نحتفل بميلاده قذفنا نحن الرجعيين إلى غير وزارة المعارف ، إلى التموين ؟؟؟

قلت أعمل على إصلاح لقمة العيش !!!

صليت الصبح مرة وأردت تقليد سيدنا عمر الفاروق رضي الله عنه في السهر على الرعية ، رأيت من بعيد ضوءا خافتا ؟؟ اقتربت فإذا قصاب يسلخ غنمة والقيح يخرج منها ، وكان عندي جرأة ناديت حارسا قلت خذ هذه الغنمة وأحرقها ففعل .

في اليوم الثاني أرسل إليّ تهديد بالقتل !!! دعنا ومانفعل ، هذا اللحم نرسله إلى السيد مدير المنطقة !!! 

شيخي كف عنا وإلا شرطنا بطنك ، ودلينا أمعاءك ، نحن نرسل من هذا اللحم كباب المدير !!!!

وأنت حر ، اجلس في بيتك وخذ راتبك ؟؟؟ والله يرضى عليك .

حدثني سائق سيارة التموين وكان سائقا عند الحزب القائد قال : دعيت إلى حفل ساهر في مزارع الشمال ، وكان الحضور شباب وشابات ، وصارالعرق للركب ، وشربت بنات البلدة الخمرة حتى سكرن ، وعلي كسائق أن أوصل كل واحدة إلى بيت أبيها وهي سكرانة ؟؟؟

وين كنتي يابنت !!! 

كنت عند رفيقتي ندرس ونحضر للشهادة ؟؟؟

نامي نومة الهنا يابنتي ؟؟؟

هذا في الباب فكيف مايجري في المسطومة في قرى ادلب والبدروسية ؟؟؟ حيث المعسكرات الشبابية المختلطة ؟؟؟

هكذا أراد الحزب القائد أن يقودنا إلى أمجاد المجد وأمجاد العروبة ؟؟؟

ولمّا سُمع من خطيب الجمعة الجاهل أن في تاريخنا يوم العَروبة ( بفتح العين ) لا بضمها ، مشى قدامى الحزب وقد انتفخت صدورهم فخرا جاهليا ؟؟؟

كان في الماضي قرب باب الدار جب ، نسميه ( جورة ) وهو وراء المرحاض ، واسمه بيت المي ، أو الخارج  ، أو بلغة العصر التواليت ، نسي العمال فلم يضعوا خشبا على الفوهة فسقط جاهل الحزب السكران ، وأبى أن يسعفه أحد ، ويقول : أنا أبو فلان ، حتى وصل القذر إلى أذنيه ، فانتشله أهل الخير قبل أن يختنق ويكون شهيد الخارج ؟؟؟

وماأكثر شهداءهم في هذه الأمة !!!

شهداء العرق ، وشهداء الخارج ، وشهداء الحزب ، هم يقولون ذلك ، خسئوا ؟؟

الشهيد من سقط تحت راية الله أكبر ، وفي سبيل الله ( من عقر جواده وأهريق دمه )

وأخرج أبو داود والترمذي ( من قتل دون دينه فهو شهيد ، ومن قتل دون دمه فهو شهيد ، ومن قتل دون ماله فهو شهيد ، ومن قتل دون أهله فهو شهيد )

وغادرت الوطن ...

ووحدة حرية اشتراكية !!!!!

( ولاتحسبن الله غافلا عمّا يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار ) ٤٢ إبراهيم

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 682