أقوال في ثورات الشعوب

ثورات وثوار

على مر العصور وسجل التاريخ البشري حافل بالعديد من الثورات .. والكثير من ثوار تلك الثورات كانت لهم نهايات مأساوية .. لم تكن نهاياتهم مع أعدائهم بل مع رفاق نضالهم وزملاء كفاحهم 0 وقد قيل في ذلك0

. ان الثورات كالقطط تأكل أولادها .. واعتقد أن قي هذا المثل ظلم وبهتان على القطط فإنما القطط تأكل أبنائها لجوع ألم بها ، و لم تجد ما تأكله 0 بينما الثوار يقتلون بعضهم ليعتلوا مكانهم أو يرون أنهم عقبه في طريق أطماعهم وطموحاتهم 0 الأمثلة والأقوال عن الثوار والثورات كثبره منها :

.. أن الثورات تخطط لها الأقدار وينفذها الأغبياء و يستولي عليها الأشرار . وقول آخر : الثورات يخطط لها الدهاة وينفذها الشجعان ويجني ثمارها الانتهازيين وتنتهي إلى لوصوليين .

. أما القول الأكثر شيوعا . أن الثورات تخطط لها العباقرة وينفذها الأبطال ويستولي عليها الجبناء 0

. البعض يصف الثورات كالنار .. تحرق .. أو تضيء .. احد الثوار وصف الثوار بأنهم كالفراش الذي يقترب من النار فيحترق .. يتصارعون على الكرسي الدوار الذي لا يدوم لأحد فيتهالكون تباعا والكرسي مستمر قي دورانه وثابت في مكانه 0

. الثورات ترفع ناس إلى عنان السماء وتخفي ناس تحت الثرى السلطة قد تكون نعيم أو جحيم .. وليس من حق أيا كان أن يشكي أو يبكي إذا حشر نفسه داخل الصراعات من اجل السلطة  ، اذا تمرغ بنعيمها أو احترق بجحيمها

. رموز الثورات وقادتها ومن فجروها ذهبوا في غياهب النسيان ويأتون آخرون يدعون أنهم من فجر الثورات ... النار تأكل بعضها .. إن لم تجد ما تأكله 0 الثورات اشد قسوة  

الثورات تأكل بعضها حتى وان وجدت ما تأكله ... عند ما نستعرض تاريخ الثورات نجد كثير من الثورات التهمت أبنائها .

الثوار إذا صفوا بعضهم يأتي بعدهم  من يصفيهم .

كم هو مؤلم ان أدعياء النضال قتلوا الثوار واغتالوا الشعوب والأوطان

. لصوص الثورات ... تتعرض الثورات للسرقات .. كثير من الثوار على المستوى العالمي والعربي ، منهم من كان مصيره الإعدام أو الاغتيال أو السجن والتعذيب و المنفى أو الجحود والنكران والنسيان والتهميش ..

الثوار في فترة الكفاح  كانت تجمعهم المحبة والمودة والتفاني والإخلاص . كان المناضل الثائر مستعد يفدي رفيق نضاله بحياته وكان مستعد يدافع عنه ويحميه ولو دفع حياته

.

بعد ما يستلمون السلطة غابت عنهم تلك المشاعر الطيبة والأحاسيس النبيلة والحب المتبادل والانتماء الوطني الصادق .. والتضحيات التي كانوا يتبادلونها ويتسابقون عليها في فترة الكفاح ، كل هذه الخصال الجميلة التي كانت سائدة بينهم ذهبت وحل محلها عكسها ، صارت لغة المصالح هي المتحكمة بينهم ، تضخمت حتى أدت إلى صراعات وتصفيات جسدية صاروا يتفاهمون ويصفون خلافاتهم بلغة الموت والدم .

لصوص الثورات لعبوا دورا كبيرا في زرع الفتن وتوسيع الخلافات .

. كما تعرضت الثورات للسرقات ، كذلك تعرض تاريخ الثورات للتزوير والتضليل . من يستولون على السلطة .. فهم يمتلكون كل الإمكانيات يكتبون التاريخ كذبا وزورا كما يشاءون وفق أهوائهم  ومصالحهم 0

وإذا بالأقزام عمالقة وبالجبناء فرسان الميدان.

. كم من صعلوك  حكم شعب جعله الإعلام الفاسد و المضلل حكيم حكماء زمانه ، ووحيد دهره وفيلسوف عصره والنبوغ والذكاء يتفجر من بين ضفره وشعره ! عند ما تثور الشعوب ضد الظلم والطغيان أو ضد الاستعمار.. مطالبه بالحرية والعدالة والمساواة ، لكنها تقع فريسة للصوص الثورات وتجار الحروب ـ ينتشر الفساد والمفسدين ويعم الظلم والظلام  البلاد الفوضى ويزداد الفقر والمرض .

وبدلا من ان يرتقوا بالبلاد وينقلون الجماهير الى معيشة أحسن وأفضل مما كانت عليه  فإذا بهم ينشغلون في صراعات متواترة لا تبقي ولا تذر .

وصارت الثورة أكثر نكبة وظلما وقهرا واستبدادا .

.

 ولا مجال للمقارنة في سفك الدماء إزهاق الأرواح وتكميم الأفواه والتعذيب في المعتقلات وانتهاك الحرمات والتعسف وبث الخوف الرعب والبطش مجرد ذكر مخابرات أو امن الدولة أو الأمن السياسي  يصاب الإنسان بهلع ورعب شديد ويعرف انه ميت لا محالة ولكن الذي يخافه التعذيب الشديد القسوة قبل الموت والأساليب أللأخلاقية التي ينتهجونها وبالتحديد الأنظمة التي استنسخت إيديولوجيتها من الاشتراكية اليسارية المتطرفة 0

. الثورات التي لا تنتهي فيها الخلافات وتتوالى فيها الصراعات تكون وبالا وأكثر نكبة على شعوبها

.

بدون أي خجل ولا حياء ينادون بالديمقراطية والعدالة والمساواة علنا في الإذاعة والتلفاز والصحف والمظاهرات والمحاضرات والمهرجانات حتى أهلكوا الشعوب بها ..

.

وابسط معاني الديمقراطية أن الشعب يحكم نفسه بنفسه أي ان يشارك في الحكم بكل طبقاته وطوائفه بينما الطغاة وأحزابهم ، أعمالهم وأفعالهم تناقض أقوالهم يفرضون أنفسهم بالحديد والنار، والويل كل الويل لمن توجع او تأفف  فمصيره الموت

الثورات الحقيقية هي التي ترتقي بشعوبها وتوفر لشعبها الحياة الكريمة والسعيدة والرفاهية والأمن والاستقرار ومواكبة التطورات الحضارية .. الثورات الحقيقية هي التي يكون هدفها الأساسي بناء الأوطان  وبناء الأوطان يبدأ ببناء الإنسان 0

هيهات ! هيهات ! ولأوطان تنتهك وتنهب والإنسان يتعرض للقهر والذل والإهمال ومكابدة الفقر والمرض والفوضى والتخلف وشتى أنواع المعاناة ...

. تصاب الشعوب بويلات ونكبات عند ما تفرض الظروف الطارئة والمفاجئة بنظام تأتي به الصدف.

~

 *

آخر الكلام حالة أصابت الشعوب .. لا تدري هي غفوة

أم غفلة أم .. نوم سحيق على اثر ذلك

جاء اللصوص لصوص الثورات  رقصوا على معانات الشعوب غنوا بالهتافات والطبول أنهم ثوار من اجل الشعوب هذي عجيبة من عجائب الزمان أصبح اللصوص

هم الحكماء و الدهاة

وهم عباقرة السياسة

هم الرموز الحكيمة

والقيادات الرشيدة

 في أرض اليمن

وفي الحقيقة

هم  تاريخ أسود ومخجل في اليمن

وسوم: العدد 696