قانون التشابه بين نظام الإجرام الأسدي وعلبة تغيير السرع في السيارات

أعزائي القراء..

في كثير من المشاكل الهندسيه المعقده التي تصادفنا في حياتنا المهنيه نلجأ الى تبسيطها بغية حلها بإستخدام حالات مشابهة لها من إختصاصات مختلفة محاولين تطبيقها عليها وفق قانون يدعى قانون التشابه الهندسي. 

عندما خطر ببالي هذا القانون قلت لنفسي هل يمكن تطبيقه على حالة العصابة الأسدية ؟

الإجابه كانت بشكل فوري نعم بكل تأكيد ولكن كيف!. 

إخواني..

كلنا يعرف علبة السرعه في السيارات فهي مجموعة مسننات منها الكبير ومنها الصغير منها يدور باتجاه عقارب الساعه ومنها يدور بعكس إتجاه عقارب الساعة ، منها مسننات تقود الحركه ومنها مسننات تُقاد.

الاّ ان جميع المسننات يجب ان تكون متعشقه ومترابطة مع بعضها حتى تعمل كوحدة متكاملة ومتناسقة تؤدي الى تحريك السيارة على طريق الأمان.

السيارة هي سوريا والمسننات صغيرها وكبيرها هي مكونات الشعب السوري ..

هذا هو قانون التشابه بين الحالتين ضمن الظروف الطبيعية فتعشيق المسننات بعضها ببعض هي الحاله الطبيعيه لسياره سليمه ..ولكن السؤال هو:

هل تعيش سوريا ظروفاً طبيعية منذ اكثر من أربعين عاماً حتى الآن ؟ الجواب كلا بالمطلق ...إذن كيف يعمل قانون التشابه ضمن هذه الحاله الشاذه؟ 

عندما سيطر النظام على مقدرات سوريا بإتفاق دولي على رأسه إسرائيل ,اول ما قام به المجرم حافظ الأسد هو حل وتفكيك التعشيق بين المسننات ففصل الحركه عن السياره وأبقى على مسننه الصغير يدور بمفرده موهماً الشعب ان الأوتوبيس يسير ، بينما كل مسننات علبة السرع في حالة سكون مصادراً وظيفتها تماماً، بينما "قائد المسيره" جالس في مكان السائق قابضاً بيديه على المقود بثقة مصطنعة يُديره ذات اليمين تارة وذات الشمال تارة أخرى سانداً بقدمه على مُسرّعة البنزين. 

ضاغطاً بأصبعه على المُنبه ,ولإستكمال الديكور فقد أجلس معه على مقاعد الأوتوبيس دُمى من صناعته قال عنهم انهم الشعب تغني للسواق وهي تشجعه على زيادة السرعه ..بينما هم يعلمون تماماً ان زعيمهم فكك المسننات تاركاً الصغير منها يدور على فراغ .. والأوتوبيس علاه الغبار ونال منه الصدأ ولم يغادر محطته منذ اكثر من اربعين عاماً. 

هذه هي حالنا ايها الإخوه الإخوات قبل الثوره المجيده ,فالمسنن الكبير والذي يمثل غالبية الشعب السوري والذي يحتضن مسننات صغيره تتعشق معه تمثل كل الأطياف الأخرى كل له وظيفته هو الوضع الطبيعي الذي كان عليه الشعب السوري قبل مجيئ المخربين مُوَرِثاً ووارثاً.

اليوم ونحن نعيش أيام الثورة ، والشعب العظيم بمعظم مكوناته يُعيد إصلاح علبة المسننات لتتداخل أسنانها سناً مع فراغ يقابله في مسننٍ آخر فتتعشق المسننات وتدور معاً بإنسجام ويسير الأوتوبيس في سكة السلامه.

التخريب بلغ مبلغاً كبيراً ، والجهد المبذول للإصلاح اكبر، ولكن الإيمان بالله وبالنصر أكبر وأكبر ... وتقييد السائق المزيف مع شبيحته الذين خرّبوا الأوتوبيس وقذفهم خارجه إلى مصيرهم المحتوم لم يعد حلماً .

ومثالي أعلاه يؤكد ان كل مكونات الشعب له وظيفه سواءا كان مسنناً صغيرا او كبيراً والنصر يأتي عندما تتعشق كل المسننات مع بعضها وعلى كل مكونات الشعب السوري ان تفهم ذلك ،والنصر ات بإذن الله...

مع تحياتي

وسوم: العدد 703