العراق !!

الشيخ حسن عبد الحميد

اسم مخيف !! 

الدم على أرضه للخلخال ؟

قتل الإنسان فيه كقتل عصفور ؟ 

ميدان صراع !

الضحية فيه أهل السنة والجماعة ! 

إلتقى على أرضه أحقاد القرون والكفر الأسود ؟

والكفر الأحمر يجرب سلاحه الجديد ويضحك في عبه ويحرك أحجار الضامة يمينا وشمالا ، وكلما نفذ سلاح الأغبياء قدموا لهم السلاح القديم المخزّن الفاسد ، وصدق الصادق المصدوق في وصف أشرط الساعة ( كثرة القتل )

روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يتقارب الزمان ، ويِلقى الشّحّ ، وتظهر الفتن ، ويكثر الهرج ، قال : قالوا ما هو يارسول الله ؟ قال : القتلُ ، القتلُ )

عاصمة العراق بغداد أم الدنيا وحاضرة العالم في يوم من التاريخ كانت بغداد أهم من واشنطن اليوم بعشرين مرة حضارة ورقيا ، درسّ فيها ونشر العلم في ربوعها علي الطنطاوي وأحمد مظهر العظمة 

كنت في صغري أردد : بغداد يابلد الرشيد  .. ومنارة المجد التليد 

ولمّا كبرنا أنشدنا : بلاد العرب أوطاني من الشام لبغداد 

بانيها الخليفة العظيم أبو جعفر المنصور ، فيها قبر الإمام الجليل أبو حنيفة النعمان ، واسألوا كبار رجال القانون في العالم من هو أبو حنيفة النعمان ، زار قبره الإمام الشافعي الذي صلى الصبح فلم يقنت في الفجر سألوه ؟

قال أدبا مع هذا الإمام أبو حنيفة الذي لايرى القنوت في صلاة الفجر . 

من رجال العراق العظماء الداعية العظيم محمد محمود الصواف الفقيه الجليل ، جاء إلى دمشق وحاضر في دوما المهدمة اليوم ، رافقته إلى دوما لأشم منه رائحة الجهاد ، خطيب مهيب صاحب عمامة أخافت الشيوعيين الحاكمين عبد الكريم قاسم والمهداوي ، ودخل السجن وعذب ونتفت لحيته فما لان ولا ذل ، جعله الملك فيصل مستشارا له فطاف العالم الإسلامي وخطب على منابره ودرّس في مساجده رحمه الله  .

ومن بغداد الأعظمية  الشاعر الإسلامي وليد الأعظمي ، شاعر الإسلام لم يخضع للسلاطين وظل شاهرا سيفه يدافع عن الإسلام دينا وعن المسلمين أمة ، عرف الشباب المسلم شعره من منشد الدعوة أحمد البربور رحمه الله ، له ديوان الزوابع ، والشعاع ، وأغاني المعركة وغيرها ، وله مؤلفات نثرية ، صاحب قصيدة :

شباب الجليل للاسلام عودوا  

  فأنتم روحه وبكم يسود 

وأنتم سرّ نهضته قديما       

وأنتم فجره الزاهي الجديد

رسول الحقّ والإسلام حقٌ    

ويعلو الحقّ إن صدق الجنود 

ومن رجال العراق الشيخ حارث الضاري أحد كبار علماء السنة في العراق ، أمين عام هيئة العلماء المسلمين العراقية كان من أبرز المناهضين للغزو الاميريكي ولنوري المالكي ، محذرا من هيمنة أمريكا وإيران على بلاده ، توفي في اسطنبول رحمه الله سنة ٢٠١٥

وإلى الموصول الملتهبة المشتعلة وهي حصن أهل السنة ومنها الجنرال المؤرخ العسكري اللواء الداعية محمود شيت خطاب صاحب أعظم كتب في سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام وغزواته من الجانب العسكري ، شارك في حرب فلسطين سنة ٤٨، له أكثر من ١٢٠ كتابا منها الرسول القائد ، المصطلحات العسكرية في القران ، خالد بن الوليد ، عمرو بن العاص ، قادة فتح المغرب العربي ، قادة الفتح الإسلامي في بلاد ماوراء النهر ، عقبة بن نافع 

كتب عنه الأديب عبد الله الطنطاوي كتابا بعنوان ( اللواء الركن محمود شيت خطاب المجاهد الذي يحمل سيفه في كتبه ) دار القلم ، دمشق 

ومن الموصول : ابن بلدنا الداعية الشيخ محمد علي المصلاوي وهو ممن أسس الحركة الإسلامية في مدينة الباب ، وكان طالب علم نظيف اليد والجيب ، علمّ في مدرسة قتيبة ثم عمل في مدرسة البحتري مدرسا ومراقبا رحمه الله 

ومن العراق الداعيان الكبيران جنيد الشرقاط وولده الشهيد زاهر رحمهم المولى .

وفي الموصل جامعة هندسية عظيمة لها قصة : 

أحد عباقرة المسلمين في الهندسة وهو من حلب الشهباء ، خريج دار الأرقم ، الدكتور فوزي حمد من عباقرة المهندسين تقدم لمسابقة فيها أكثر من ٨٠ مهندسا من أنحاء العالم فكان الأول ، ساومته جامعات الغرب أن يدرّس عندها فأبى وجاء لسوريا ليخدم بلده وعاش في حلب فترة قصيرة فاستدعي من الأمن الموسادي ووقف على باب حماة الديار ذليلا لساعات وطلب منه أن يرفع يديه للأعلى وتحقيق طويل مع القتل والتعذيب ، ترك وطنه وهاجر للعراق فأسس فيها كليات الهندسة في جامعة الموصل وكلية الهندسة في الرياض ، إلتقيت به في أيامه الأخيرة في بلد عربي قال : 

كلفت بالإشراف على مشروع بناء جامعة كبيرة وجاءني السماسرة قالوا لي الاقفال فقط نغيرها إلى نوع آخر وعرضت عليّ الملايين فرفضت قائلا لن أخون ديني وأبيع آخرتي وأذهب إلى الله أسود الوجه ، وجاءه الموت في الرياض طاهرا مطهرا رحمه الله ورحم كل العاملين لدينهم باخلاص وصدق ، قابل هذه الأمانة بلصوص الحكم باسم العروبة ؟ صاروا أصحاب ارصدة ومليارات في بنوك العالم ؟ وعاشت الاشتراكية والرسالة الكاذبة ؟

العراق أراد البعث تدميرها فقام بانقلابه على قاسم المجنون ورفيقه المهبول المهداوي ، وكان حاكمها نوري السعيد الذي طغى وبغى وبطش فأخذه الله أخذ عزيز مقتدر وقتله الجيش العراقي شر قتلة ، وقام الجيش بانقلاب واستلم العسكريين الحكم ، وكان هناك عبد السلام عارف لكن الشيوعين قتلوه وسحقوه وقاموا بانقلاب أحمر قتلوا فيه كبار ضباط أهل السنة ومنهم عبد الوهاب الشواف ، لما قتل قمنا في الباب بمظاهرة استكنار وصلينا عليه صلاة الغائب في الجامع الكبير ، وتابع الطغاة حكم العراق بالحديد والنار فطغوا وبغوا وكان الله لهم بالمرصاد .

اليوم الموصل تباد بتخيط من إيران المجوسية وبطيران مايسمى التخاذل بحجة مكافحة الإرهاب ، يقتل فيها أهل السنة على الهوية ، وبعض الفارغين يتحدث عن تاريخ الموسيقى فيها متغافلا آلاف الجثث والثكالى ؟ 

ولم يبقى أمام المجوس سوى وضع اللمسات الأخيرة لضم العراق إليها مثلما كان زمن كسرى ، 

لكن ( إن هلك كسرى فلا كسرى بعده ) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم  .

 ومن خذل حلب بالأمس ، وتخلى عن الموصل اليوم ، غدا سيصرخ أكلت يوم أكل الثور الابيض ؟

دكت الطائرات الروسية حلب ، وهاهي الموصل تدك بالطيران الامريكي !

وحسبنا الله ونعم الوكيل .

( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) صدق الله العظيم  .

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 715