التضحية بالشعب السوري - وغيره فداءً للصهيونية!!

عبد الله خليل شبيب

التضحية بالشعب السوري - وغيره

فداءً للصهيونية!!

عبد الله خليل شبيب

[email protected]

شيئا فشيئا تتجه الأمور إلى الوضوح والاستقرار ..وتقل المساحات الرمادية ببين نقيضين : حق وباطل والتي قد تشكل على البعض .. فيخطيء في الحكم وفي الموقف!

.. الأمور تسير نحو تمييز أوضح بين فريقين أو فسطاطين .. خير أو شر .وكلاهما يعتبر نفسه الخير والآخر الشر !

..لقد لجت القضية ..وباتت المعركة واضحة ..فإما انحياز إلى الحق والخلق والوطن والمواطن ..وإما إلى سلب حقوق المواطن والتفريط بالوطن وموارده وحرماته ..واستباحة نهب وضرر الوطن والمواطن ..وتغليب المصالح الخاصة والظلم والعدوان والصهينة والتبعية [ الركون إلى الأعداء وتوليهم]والفساد والنهب والاستئثار ..!

.. ولسوء حظ [ الأغلبيات ] .. فإن الأمر يتبلور في فريقين : أحدهما يملك كل أدوات القوة : جيوش تأتمر بأمره ..بأسلحتها الخفيفة والثقيلة ..وأجهزة أمن لا يجهل أحد حقيقتها وممارساتها !..والآخر أعزل إلا من الحق المجرد!.. وبالطبع فإن المسلح يغلب الأعزل .. خصوصا إذا كان متحالفا مع إعلام مضلل ومنافق ومشبوه!

.. هذه – تقريبا هي الصورة – كما أخذت تتبلور مؤخرا في المنطقة !

وللأسف فإن بعض الجيوش التي ما أُنشِئت – كما يقال- إلا للدفاع عن الوطن والمواطن - .. تخلت عن تلك الرسالة ..وتوجهت لتستعمل قوتها لتدمير الوطن  وقتل المواطنين!

..ووقف العالم يتفرج على معركة غير متكافئة يدافع بها المواطن المظلوم عن نفسه وحقه وأولاده بما استطاع من قوة – ومع من انحاز إليه من أحرار جيشه وأمنه.. ويسقط عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والمدنيين .. وتدمر بيوت ومرافق وبنى تحتية .. بلا رحمة ولا هوادة !

.. ففي المصيبة السورية مثلا ..ألا يستطيع العالم وقف القتل والتدمير والجرائم التي فاقت كل الحدود والاحتمالات؟ ..,مع ذلك تجد لها أنصارا من بعض المغفلين والحاقدين وأصحاب الأهواء والمصالح ..والمرتشين والمجرمين ..والمتصهينين ..فالصهيونية ..هي أول وأكبر الرابحين من تدمير سوريا وأي بلد عربي ..بل تعتبر قتل أي عربي نصرا لها ومصلحة ..حيث أن من الشعارات والهتافات اليهودية المشهورة –والأمثال – [ الموت للعرب – العربي الجيد هو العربي الميت ]..إلخ

ألا يستطيع العالم حماية المدنيين السوريين من الإبادة بكل وسائل الوحشية والدمار؟ ألا يستطيع أن يفرض ممرات ومناطق آمنة ؟ .. بشرط ألا يستفيد منها المقاتلون ..وتقتصر الإمدادات والحمايات والمعونات .. على السكان المدنين ومعظمهم أطفال ونساء .. قتل منهم مئات الآلاف!؟..

.. ومن أول الأمر يحاصر العالم الثورة السورية ولا يسمح لها بالحصول على أسلحة نوعية تحمي بها نفسها وجماهيرها .. فلا أسلحة ثقيلة ولا مضادات للطيران..ولذا يظلون عرضة لتدمير الطيران والمدفعية والدبابات ..

لأن اليهود – من بداية المعركة- أصدروا أوامرهم لعبيدهم أن تسليح الثورة بالأسلحة الثقيلة والنوعية ممنوع محظور.. وإن كان [المنافقون المتحضرون] يملأون الجو صراخا وتأييدا للثوار ..وشجبا لقاتليهم !..

حتى الكيماوي استعجلوا في استرداده ..والسيطرة عليه ..- لا مخافة استعماله ضد السوريين .. فقد استعمل مرارا .. ولكن لكي لا يقع في أيدي الثوار – غير الملتزمين بتعليمات استعمال الأسلحة وأنها ممنوع أن توجه ضد اليهود واحتلالهم..ولعل هذا من أسرار [جبن نظام بشار وأبيه ] عن الرد على ضربات اليهود المهينة والمتحدية !..وإلا ..فهم يعلمون – من زمان- أن عند نظام الشبيحة.. ذلك الكيماوي ! فلماذا سكتواعليه ؟ أليس لأنهم مطمئنون أنه لن  يوجه لليهود ؟ ..وأنه ملتزم بذلك بدقة كما ثبت من تجربة حكمه لعشرات السنين اطمأن اليهود فيها لا في فلسطين فحسب بل في الجولان المحتل أيضاً.,.والذي لسوريا حق تحريره – حسب كل القوانين والأعراف .وبأية وسيلة ممكنة !.. لكن الجحشيين لم يحاولوا.. بل هم ملتزمون بالصفقة وتأمينها ..ما داموا متسلطين على سوريا !

وحين عالجوا مشكلة الكيماوي – بمسرحية سخيفة لعبت فيها روسيا دور المخرج والمنتج!- .. لم يعاقبوا من قتل الأطفال والبؤساء بذلك السلاح الدنيء ..واكتفوا بمحاولة استرداده منه ..أو إتلافه !

..واضح تماما أن [ الكفرة الفجرة = المجتمع الدولي] تارك السوريين مكشوفين أمام آلة حرب شرسة ..لا تتوقف ولا تنضب ..وما دام وراءها المدد الروسي والإيراني ..و[ الرضا والسرور الغربي والصهيوني]!

.. من وقت مبكر تكلم بعضهم- كرئيس فرنسا – عن البند السابع ..وبدا أنه مستعد لتأييده وتطبيقه بحماس .. لكن الأوامر الصهيونية والأمريكية واضحة في تأييد إبادة الشعب السوري .. وعدم عقاب مبيديه أو محاولة منعهم .!!

.. يبدو أنهم أخيرا اقتنعوا أن نظام الشبيحة الجحشي الذي خدم وحمى المشروع الصهيوني عشرات السنين .. ولم يسمح له بالرد على ضرباته ..ولم يجرؤ على ذلك ..هو الخيار الأفضل لليهود – حاليا – ويفضل – من قبيل الاحتياط - أن يكون ضعيفا ومنهكا ومتداعيا [ والا فهم كانوا يريدون أزالته واستبداله بنظام أكثر قبولا شعبيا وتأمينا لدولة اليهود وبؤرة الشر!]- لكنهم ما زالوا يرونه ..خيراً من مجهول ( الثورة والمستقبل )خصوصا أن المؤشرات تدل على أنه سيكون غالبا إسلاميا ..أو على الأقل –وطنيا مخلصا - ليس من مصلحة – أو مصالحي –المشروع الصهيوني .. بل قد يكون خطرا عليه – وخصوصا في فشل أمريكا والغرب في السيطرة على الثوار السوريين ووضعهم تحت نيرها ولجمها !

.. إذن فليمت السوريون – وغيرهم- بالمفرق والجملة - .. ما دام ذلك يصب في مصلحة الكيان الصهيوني وأمنه .. ولو احتمالا بعيدا ؛ ولا يكلف الغرب المتوحش نفسه بالتحرك ..لا لمنع قتل الآمنين والأطفال والنساء .. ولا لإيقاف تدمير شعب وبلد عريق وحضارة عريقة .. ومنع الإبادة الجماعية ..وارتكاب جميع أنواع الجرائم البشعة ..من تجويع وحصار وفتك وهتك ..وحرق للأحياء وذبح حتى للأطفال ..ولا يكلف الغرب نفسه أي جهد لمنع شيء من ذلك ..بل يمنع الضحية من الدفاع عن نفسها .. ويلجمها ويحول بينها وبين السلاح الذي يمكن أن يسهم في تأمين جماهيرها وحمايتهم!

..وفي حالة كالحالة العراقية - وقد بدأوا يشعلونها مشابهة- كما توقعنا من زمان –مرارا- فأمريكا تمد المجرمين بمزيد من السلاح المدمر بحجة مقاومة الإرهاب !

وتشجع – هي والصهيونية – عصابات الموساد المصري – بقيادة عميليه المجرمين [ سي سي وإبراهيم]  لمحاولة القضاء على الحركة الإسلامية والرأي والفكر الحر بمصر !..وهيهات!!

.. وكما قال السوريون وهتفوا من أول يوم ..واتخذوه شعارا ..( يا الله .. ما لنا غيرك ..يا ألله ) ..ولا بد أن يستجيب الله لهم في النهاية .. ولن تغلب قوة في الأرض قوة الله المتين!

.. بقي أن نقول إن المقاومة الشعبية السورية ..خسرت بعض المواقع المهمة مؤخرا ..مثل يبرود وما حولها ..- حيث يحضر النظام مناطق النصيرية وطرق إمدادهم واتصالهم ..فيما لو اضطر إلى ترك دمشق ليقيم دولة العلويين ثانيةً! ..وقد عملت عوامل الانقسام والتشتت – إضافة إلى ضعف السلاح وقلة المعين وحصار الثورة والثوار ..ونجاح المفسدين في [دس] عملائهم أمثال داعش ,..- عملت دورها في تراجع الثوار ..حتى إن كثيرا من غير السوريين قد انسحبوا وعادوا إلى بلادهم ..لأنهم جاءوا ليقاتلوا المرتدين الظلمة الفاسدين ..وليس لقتال الشعب السوري!..

..كما يبدو أن الثوار قد بدأوا مؤخرا يفهمون الرسالة ..ويتصرفون بما يجب .. ففتحوا معارك على مناطق العلويين في الساحل – حتى لا تكون وحدها آمنة .. وكان أول الغيث مقتل هلال وعلي الأسد ..والبقية تأتي إلى أن يصلوا إلى بشار !

لابد أن يُجلِب الثوار على مناطق العلويين – ساحلاً وجبالاً ..حتى يذوقوا بعض ما ذاق مواطنوهم السوريون الآخرون .. من قتل وتدمير وحصار واعتقال .وتضييق ..وتتكون حصيلة مهمة لدى الثوار يساومون بها النظام المجرم ليفك حصاره عن مخيم اليرموك وغيره وعن مناطق ريف دمشق وحمص وغيرها ..ويطلق سراح آلاف السجناء والسجينات ..ويقبل إمداد المناطق المختلفة بالإمدادت والإسعافات ..إلخ ..ولعل تحرر مناطق العلويين من الخوف من نظام الشبيحة يدفع بعضهم – وفيهم معارضون كثير ولكن – ربما- مجبرون – لعلهم يلحقون بالثورة الوطنية الشعبية غير الحزبية ولا الطائفية ! ويكونون منهم فرقا ثورية تقف في وجه تغول النظام الفاسد الحاقد الذي لا يقيم وزنا لأي مواطن – ولوعلوي ..إلا بقدر ما ييخدم مصلحته وبقاء فساده ونهبه وقمعه! فيتخذ منهم- وخصوصا من شبابهم الأغرار المضللين وغير المقدرين للعواقب! أدوات موهما إياهم أن السنة يريدون القضاء عليهم ويجعل منهم وقودا وفداء لسيطرته وخياناته وجرائمه وتمكين عرشه!..وقد جربوا وعاشوا مع السنة مئات السنين آمنين مطمئنين .. بالرغم من تجاوزات بعضهم واستقوائهم بالغزاة – كل مرة ! ..ظنا منهم أن الإسلام انتهى! ومع ذلك لم ينتقم منهم السنة ولم يبيدوهم وتركوهم في ديارهم آمنين ..ليعيد بعضهم- أو أكثرهم –الكرة في كل غزوة ومع كل غاز ..!

..فهل يعتبرون ويتعظون ويستيقظون – قبل فوات الأوان؟ .. فليس كل مرة تسلم الجرة – كما يقال .. وإبادة الشعب السوري [ كابوس] بعيد المنال!!