همسات القمر 196

خديجة وليد قاسم (إكليل الغار)

*وللحلم العاجز في دواخلنا معنى آخر يقلب  وجه المستحيل، يبحث في أطراف مدينته البائسة عن بقية من شعاع يمتطيه

يصنع من حديث النفس رغيفا من أمل يتزود به في دروب الجوع المقفرة..

يناجي الغيمات الممطرة..ولا يفتأ يهدهد القلب العليل ..

قم وغرّد

وانفخ الجمر تغطّى بالرماد

لست من يستمرئ أثواب الحداد

انتفض واصرخ وبدد كل آه

صافح الكون ببسمات الشفاه

واجعل الحب الضماد

*هناك في الزقاق

أفترش البرود والجمود والتراب.. أفتش في  وجوه العابرين.. أقرأ العيون.. أبحث بين الرمشة والأخرى عن نظرة حنون..

يطول الانتظار.. أغض طرف الانكسار.. أجيل ناظر الشرود في مشاعري.. أمدّها حبال قوة.. أن صابري وصابري

ما بين رجفة يأس ورعشة أمل .. نفس تلاطم جدار الليل وروح تلتمس فرجة من نهار

*كل شيء يخضع للعقل والمنطق إلا العواطف ، متمردة هائجة تثور كبركان، وتأتي كما العواصف

أحيانا تبلسم، وأخرى تنشر الخراب وتهدم..

لا يكبح جماحها وينظم فوضاها إلا قوي، ولا يستسلم لجنونها ويخضع لجبروتها إلا كل ضعيف وشقي..

هنيئا لمن رُزق نورها ولم يحترق بنارها ...

*تتفلت مشاعري لتنطلق من عقالها، جامحة ثارة عنيدة..

أقمعها ولست بجلاد لا يرحم .. ولكن .. في لجمها بعض مغنم

*ينعقد حبل أفكاري.. عقدة تتلو أختها، ونظرة حائرة تتساءل ما نابها

تعجز الحيلة، ويتربع السؤال على مطيّة الفهم والخيال..

أتعثر في ترددي، أجدني في ركن بعيد، أحدّق في صراع كتلة الفوضى وعاصفة المحال

لا الصمت يكفي، ولا النفس تفقه عسير الجدال

وسوم: العدد 760