أنا واحد منهم

بن يونس ماجن

حسب التقارير الأخيرة الصادرة

عن اليونسكو، والأليسكو، واليونيسيف

ان خمسين في المئة  من المغاربة

ذكورا واناثا من الاميين

لا يقرؤون ولا يكتبون

لا خوف عليهم ولا هم يحزنون

وانا واحد منهم

رغم أني أكتب الشعر

فأنا ما زلت أمي

لا اجيد القراءة

ولا الكتابة بالطباشير

وابجديتي الفقيرة غير صالحة

للتعبير عن مشاعري

أمضيت عمري كله

في البحث عن حرف واحد

حتى نسيت ما كنت أبحث عنه

فرميت به في قمامة المدرسة

رغم أنني أقرأ جرائد الصباح والمساء

لا أستطيع استكمال الأسطر الأولى

ولا فك حروفها المستعصية

فأميتي لا تفارقني

ومداد قلمي لا يساعفني

لا علم لي الا ماحكته لي جدتي

ولدتني امي متعلما

في مجتمع جاهل

أشرب من كأس رحيقها لا يشفي

وأرفع نخبي الى لغة ميتة لا تضحك ولا تبكي

أتشرد في الشوارع

رافعا يافطة لمحو الامية

اجهل ما ذا كتب عليها

بسبب خطها الرديء

وحروفها المتآكلة

أنا واحد منهم

امي وممنوع من الصرف

كنت وما زلت في خبر كان

في مدرسة مسيجة الجدران

 على أبوابها عسس غلاظ شداد

قراءتي تبطل مفعول النحو العربي

ولغتي لا تنساب كالماء الصافي

امي لكني ماهر في الجهالة

وغارق في التفاهة

في معجمي حروف بلا رتوش

ومفردات  من صنع  الوحوش

لهجتي ترفع المجرور

وتنصب المرفوع

وقواعدي صارت نسيا منسيا

ورغم  ذلك

فقد حصلت على شهادة مدرسية

في التخلف والجهل والامية