البصارة والسفاح

جمعة (براميل الموت والرخصة دولية)

طريف يوسف آغا

[email protected]

وقَفَ السَفّاحُ في قَصرِهِ وقالْ

هَلْ مَنْ يُخبرني بِمُستَقبَلِ الاحوالْ؟

فأحضَروا لَهُ بَصّارَة تَضرُبُ بالوَدَعِ

تَرَبَّعَتْ أمامَهُ وقالَتْ: بَيِّضِ الفالْ!

فَلَمّا فَعَلَ قالَتْ ياأَسَدَ الأُسودِ

ابتِسامَتُكَ مُرعِبَةٌ وزَمجَرَتُكَ تَهُزُ الجِبالْ

طَريقُكَ طويلٌ ياوَلدي وسَتَحكُمُ للأبَدِ

ستَنتَصِرُ على الجَراثيمِ مَهما طالَ النِزالْ

أنتَ مِنْ أُسرَةٍ بالمقاوَمَةِ عَريقَة

كُلّكُمْ في الأُسرَةِ أبطالٌ بأبطالْ

لو عرفوا مَنْ هو أبوكَ ماتَحَدّوكَ

إنكارُ مَكرُماتِهِ ضَربٌ مِنَ الخيالْ

وأرى أخيكَ مازالَ يَرتدي البِيجاما

أما الخَيرُ فمازالَ عِندَ ابنِ الخالْ

وأرى التَقوى تَقطُرُ مِنْ وَجهِ عَمِّكَ

الذي كانَ يوماً فَحلاً مِنَ الأفحالْ

عائِلتُكَ ياوَلَدي خَرَطَها الخراطُ وماتْ

سَتَحكُمونَ البَلَدَ أجيالاً بعدَ أجيالْ

سَتَحكُمونَ البَلَدْ إلى وَلَدِ الوَلَدْ

فَضَعْ يَدَكَ في جَيبِكَ وبَيِضِ الفالْ

***

تَقَدَمَ شَيخٌ يُدعى التاريخُ وقالَ لاتُصَدِقْها

فأنتَ تُساوي قِرشاً إذا غلتِ الرِجالْ

ومَنْ مازالَ يَتبَعُكَ فهوَ إمّا مِنْ صِنفِكَ

وإمّا مُنتَفِعٌ أو بَهيمٌ مِنْ صِنفِ البِغالْ

ولَيسَتْ أُسرَتُكَ بأفضَلِ مِنكَ كَثيراً

أنتَ وهيَ تَستَحِقانِ الرَجمَ بالنِعالْ

مامنكمْ واحِدٌ إلا وسأذكُرُهُ في كُتُبي

كُلّكُمْ إمّا سَفّاحٌ أو عَميلٌ أو مُحتالْ

سُيوفُكُمْ على الشعبِ مِنْ فولاذٍ

وعلى الأعداءِ مِنْ وَرَقٍ وصِلصالْ

سَلَختُمُ الجولانَ وقَدَّمتُموهُ هَدِيَّةً لاسرائيلَ

وذَبَحتُمُ الشَعبَ ولَطَّختُمُ الوَطَنَ بالأوحالْ

ثُمَّ سَلَّمتُمْ ماتَبَقّى مِنهُ للايرانيِ والروسي

وهاقَد صالَ الغَريبُ فيهِ اليَومَ وجالْ

سَجَنتُمُ الشُرَفاءَ وهَجَّرتُمُ العُلَماءَ

وكَرَّمتُمُ اللصوصَ والمخبِرينَ والجُهّالْ

ولكنْ ماعادَتْ تَنفَعُكُمُ اليَومَ شِعاراتُكُمْ

لأربَعينَ عاماً وأنتمْ تُرَدِدونَ نَفسَ الموّالْ

لَقَد قُضِيَ الأمرُ وآنَتْ ساعَةُ الحِسابِ

سَيَفعَلُ بِكُمُ الشَعبُ مالايَخطُرُ على بالْ

سَتَنتَهونَ إمّا في القَبرِ وإمّا في السِجنِ

وسَيَنتهي مُخطِأً مَنْ قالَ رَحيلَكُمْ مُحالْ

أمّا طريقُكَ الطويلُ فشارَفَ على نِهايَتِهِ

وفي آخِرِهِ يَنتَظِرُكَ سَيفٌ يَحمِلُهُ خَيّالْ