عناق المطر

أشرف أحمد غنيم

[email protected]

الفل يرتشف عطرك والياسمين يرسمه القمر وجهك

كيف ما صدقتهم حبيبتى يرسمون بيتك محار!

وقاع الأصداف مدينتك فى أحشائه الدر كامن

يراقصنى بين مرمر أعمدة مدائنك حرير تاريخك

لؤلؤة يدق نعلها طبول فسيفساء سمرقند

وعلى قوس قزح تتزلج إلى قرطبه والحمراء أساريرك

لم تضحك صمتك أناملى لحظة خصرك ضمنى

هل أخبرتك أن مبسمك رفيف رايات الإبتسام ..؟

أشرق عند شوق لهفتى عزف نهاوند .... والحجاز

فأطارنا الأزيز بمظلات الخفاش فوق غابات سومطره

نحتت جوارى جاوه نساء غواصين الجن عرائس البحور

لم نستطع الهبوط فى الأرخبيل وأفئدتنا ينخرها هواء الصقيع

أحضان أعناق المطر تعانق رحيق جزر القمر

تنبلج زهوة الأحرار تحت تكاثف شقاوة أغبرة يشاغب راحها الفضاء

يتجلى اللون الأخضر وجه المروج للمعة المرآة

لم ينل من أوصافه خضاب الرماد فى السحر والإشراق

كل شيئ تحتنا تلضمه حبات قطرات الزخات عقد صغير

خرز قناديل الأشجار والأبنية والنسيم يصر مراقصة أنحية الحفيف

وجباه الجبال لا تنحنى ، ترسم مندوح ندى السهل من العلياء

لما لم تلاحظى الخوف لم تأسرنى غياهب وطنه المعتم الأطراف؟

وكلما نقتحم كتب إبن بطوطه نعشق تريس الطيور

إلا ناحية آشعة ماس القشور تحت تهادى دوامات الماء

أكان ما تخيلناه جنونا كزلزال أسقط سقف السماء !

وأفرغ الأحراش والكهوف من نزوح أمواج ظليل الثياب

ورحيل الشمس إلى خدرها نحتت من رقصاتها منازل سوداء

يرسم قاع سحر الهجيع تغمز أحداقها الأضواء تمويه أجنحة الفراشات

وسقوف سماء تيهها غمار غمام حجزت القمر فى شباك غبش الأبراج

لكن جيدها نهر تركض على جانبيه كواعب أتراب الضباب

مازالت نزهاتها الخلوية على قيد الحياء

للمبتهجين بسراديب أعشاش يقين الدهشات

حينما تضيئها مصابيح تمائم شتى الأحياء

لا يندر دوما سكبنا الليل البهيم مخالب القروب

تفترس دهانات أرجوانية طمستها كثبان الأحقاف