خير الورى

مريم عاشور

خير الورى خليل الله أحمد

أثنى عليه الباري في السماوات العلى

و الملأ الملائك الركع السجد

من كل وزر، من كل درن قد خلى

فؤاده النقي وروحه والجسد

أنعم بها فضائلا، أنعم بها شمائلا

تأمل في حياته، فبها الخلائق ترشد

وأقواله من كل زلل قد عصمت

وأعماله خير ما به يتعبد

جميل الوجه حتى كان البدر دونه

وخيرا من صوته بين الورى لا تجد

إن تسل عن رحمة، فبيت طه مهدها

هي للعالمين عطية، وبها الخلائق تسعد

وإن تسل عن طيبة، فقلب طه أصلها

عن كل قسوة، عن كل غلظة هو أبعد

أما سخاء النفس فقد بلغ المدى

والعفو والحلم، وأي جواد منه أجود

هؤلاء قوم ٱذوه وردوا دعوة

تحييهم وتطهر عقيدة تفسد

بالطائف لما سار إليهم راجيا

إيمانهم ونجاتهم من نار توقد

وأهل مكة مكروا حتى استنفذوا الحيلا

وكانت لهم مع الشياطين مكائد

ليصدوا عن سبيل الله ويثنوا مؤمنا

ٱثر طريق الهدى، من النبي له قائد

فعفا عنهم النبي لما تم وعد ربه

بالفتح المبين، وتم النصر المؤيد

بمبعثه رحم الله عباده وانجلى

عصر الضلالة فصار نورا يمهد

و خرج العباد من وحول شهواتهم

من شياطين تتبع وأوثان تعبد

إلى عبادة الديان رب أربابهم

من له الأجرام والأكوان تسجد

من خشعت له الأصوات وعنت له

وجوه ترجو رضاه، ورؤيته تنشد

فهي يوم لقياه في نعيم ونضرة

وجنة، لها تشتاق قلوبنا وتتنهد

لا تبغي عن رؤية الرحمان بديلا

ولا يشغلها عن كلامه نعيم يحمد

في يوم المزيد الذي لطالما حلمت به

أرواحنا فما ملت من حديث يسرد

يصف لنا فيه الحبيب المصطفى

لذة لا انقطاع لها، ونعيما لا ينفذ

في يوم يلتقي فيه الأحبة

يوم لا ضنى فيه، ولا لغو ولا حسد

بل أفراح متوالية وآمال محققة

والمنابر ذهب، فضة، لؤلؤ، وزبرجد

وهناك سوق ما حلمت أرواحنا بمثله

فيه ما لا يصف لسان، ولا يحصي عد

لا بيع فيه ولا شراء، فلا يتحسر رواده

عن شيء تشتهيه العين، ولا تطاله اليد

وبعد المزيد عودوا إلى كرامة

أعدها الرحمان لضيوفه، فنعم المرد

ملك الملوك قد أثابكم بجنة

هناؤها دائم ونعيمها سرمد

ظلال وارفة، قطوف دانية

أنهار جارية، وحور جمالهن مخلد

فاقه حسن نساء مؤمنات

فقد زينتهن التقوى وجملهن الزهد

وأهل الجنان في أحسن صورة

أبناء ثلاث وثلاثين، مكحلون مرد

خلصت قلوبهم لذكر بارئها

تحيتهم سلام، ومجالسهم تسبيح وحمد

أما اشتقتم يا إخوتي لجنة هذا نعيمها

فلنقدم لها خيرا إذن، فلمثل هذا تعد العدد