صرخة صماء

إحسان السباعي

لطالما 

باتت تحلق في آفاق السراب

اطيار المنى

من ريشها المزركش 

تصمم جدائل الصباحات الندية

يزقزق الفجر بأنغام الهوى

لو سرحت أطياف الشوق

في براح جوفها العتيد

لصدح صوت صغارها 

وارتد الطرف بهمسة من شدوها

كم زرعت من حقل للرياحين 

من شتايل الحنين 

وتنغمت أوراقها بنسائم الندى

حين تفتحت...

فلم يسمع هسيس الريح 

بوحها الدفين

 

في جوى روحها 

لا بسمة شفيقة

أو نظرة رقيقة

تكسر بالدفء أغصان الغربة 

الوارفة في علوها 

يا مانح الأمل 

قد خذلت خ ذ ل ت

مابك تأخرت؟

هل نورك أفل 

أم ان قلبك بالغير احتفل

أم ان فرسك ضاع في الصحراء

وجفل

ها قد اينع زهرها عوسجا

وانجب انتظارها هودجا

يمتطي سراب الأحلام

فما أستكان طيف برباها العطر 

ولا استكشف جوفها العليل طبيب

ولا هام على ذات صبوة هايم

أو نبش في أسرارها 

بأساليب البحت باحت

ها قد تجمد ماء انتظارها الطويل

بعدما حمت روضة المدى

تزيل غبار الزمن العابر

ما طفقت تزحف كالسلحفاة

تخفي رأسها 

في جحر ها 

لتتذوق طعنة الكرى

من صرختها الصماء