وطني...؟

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

وطني يكره الطيور..

ويذ بح العصافير..

وطني يحبّ نعيق

الغراب..

ويعشق عويل البوم فوق

الخراب..

وطني يقتلع الورود..

ويدوس على الزّهور..

يزرع البكّ..

ويحفر لمن شاء القبور..

ويمرح فوق الأشواك

والصخور..

وطني..

وطني يخاف النّجوم..

واللّيالي البيض..

يرقص في الظلام..

واللّيالي السود..

وطني كتاب الموتى..

باب الصرع و الصرعى..

باب النفي و المنفى..

باب الحيارى والحيرى..

وباب الغرقى والحرقى..

وطني..

أحبّه ويكرهني..

أسقيه دمي, فيشرب دمي..

ويفقأ عيني..

ويخيط فمي..

وطني..

أحمله في جيبي كالصنم..

وحين أريده..

أجده ينام في العدم..

وطني جفاني..

وذبحني في ساحة

الشهداء..

وقال شاعر عربيد..

يشرب بحور الوجع..

ويكتب بأعواد الكبريت..

قنابل من عناقيد..

وطني ..

باعني بالفول..

وقنّينة خمر يشربها..

وحفنة زهور..

توضع على قبري..

في ذكرى العيد..

وكتب على فبري لوحة

تقول..

عاش شقيّا ومات سعيد..

وطني منافق كذّاب..

أغلق في وجهي البّاب..

وقال لي أقفز من

الشبّاك..

فالعدوّ خلف الباب..

ولمّا قفزت قال كذبنا

عليك..

فالعدوّ هناك حواليك..

وطني طاعون..

أصاب النّاس,

بالجنون..

وتركهم يعمهون..

وقال .

إنّه القانون..

وطني،

يشرب حليب أطفالنا..

ويأكل أبناءنا..

ويشيّع آباءنا..

وطني,

أعرفه كمشنقة.

كمطحنة..

كمجزرة في حيّنا..