لا لن نسامح ولن ننسى

طريف يوسف آغا

[email protected]

صرح رئيس المجلس الوطني السوري المعارض قبل أيام من أحد مخيمات اللاجئين في تركيا أن العالم يريدنا أن نتصالح مع نظام الأسد على مبدأ (عفى الله عما مضى)، ثم سأل الحاضرين: هل أنتم موافقون؟

لا لن نسامح ولن ننسى

أم المجازر حماة

لا لَنْ نُسامِحْ ولَنْ نَنسى

قَتلتُمْ في حَماةَ خَمسينَ ألفا

وغَّيبتُمْ أضعافهمْ في السُجونِ

وأرسَلتُمْ أضعافُهُمْ إلى المنفى

ويذكُرُ التاريخُ أنكُمْ ماتركتُمْ عَدواً

إلا وعقدتمْ معهُ لذبحِنا حِلفا

واليومَ تحرقونَ البلدَ مِنْ أجلِ مُهَرِّجٍ

ومَنْ نَجا باتَ يَسكُنُ الكَهفَ

وبعدَ كُلِّ هذا تتحدثونَ بوقاحَةٍ

عَنِ العَيشِ المشتَركِ والمصالَحةِ والأُلفةْ

كُلُّ مَنْ يَدعو لهذا إنَّما

قد فقدَ عقلَهُ ويحتاجُ مَشفىْ

كلُّ حديثٍ عنِ العيشِ المشتركِ

باتَ مِنْ بابِ التندرِ أو الطُرفةْ

لا ولَنْ تخدعونا بعدَ الآنَ

بزيادةِ راتبٍ أو صَرفِ سُلفةْ

أو بتغييرِ وَزارةٍ أو إقصاءِ حِزبٍ

سَئِمناها ألاعيبكمْ، سَئِمنا البَلفَ

وكأني أراها ثورةَ اليومِ تَصفِيَةَ حسابٍ

لأُمِّ المجازرِ ومِمَنِ اتخذَ القتلَ حِرفةْ

وأيضاً لفِعلتكُمْ في سِجنِ تَدمُرَ حينَ

أدلفتُمُ الموتَ على الزنزاناتِ دَلفا

وفِعلتكُمْ في جِسرِ الشُغورِ وغيرها

أمْ ظننتمْ مجازركُمْ ستمرُ مِنْ غيرِ كُلفة؟

هاهيَ الفاتورةُ وصلتْ بعدَ ثَلاثينَ عاماً

ففجَّرَتْ فيكُمْ بُركاناً وأنزلَتْ بِكُمْ خَسفا

هيَ فاتورةُ الدمِ مَهما تأخرتْ

يَدفعُها صاحبُها مَوتاً وخَوفاً ونَزفا

أما العالمُ الذي يُطالبُنا بالتَفاوُضِ مَعكُمْ

فَلِيأخُذْكُمْ عِندَهُ إنْ كانَ يخُصُّكُمْ بلهفةْ

ومَنْ مازالَ يُصَنِفُكُمْ سوريينَ قَد أخطأ

سَنجرفكُمُ إلى مزابلِ السَفّاحينَ جَرفا

لا لَنْ نسامحَ ولَنْ نَنسى

فهذهِ المرّةْ سَنجدُ لَكُمْ صَرفةْ