وطن بلا علم

لطفي بن إبراهيم حتيرة

وطن بلا علم

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

جفّت البحار

وجفّ الدّمع في عيون الصغار..

وجمع اللّيل والنهار..

وطغى السيل..

وأينع الرّمل..

ريحا وغبارا..

صار العلم..

منديلا لكلّ أجرب..

ولكلّ مزكوم الأنف وأبخر الفمّ..

صار العلم..

منديلا لكلّ عارية..

ولكلّ نهد تعرّى ورحم..

صار العلم..

منديلا يباع في سوق العبيد والخدم..

ويشترى بثمن بخس..

ويعلّق فوق  الحانات..

ويرفرف فوق بيوت الدعارة والعفن..

سقط العلم..

والوطن عدم..

مجوّف..

ممزّق..

كخرقة من كفن..

كمرايا في الظلام..

كأضغاث أحلام..

تراءت في المنام..

كزهرة بدون ألوان..

وفراشة تحت الأقدام..

كنجمة أضاءت فوق بركان..

كعيون طفل وسط الزّحام..

تبحث عن بسمة ترفرف فوق وجوه من رخام..

وطني حروفا تقطّعت..

تقوقعت وتشوّهت..

وسطورا كتبت ساعة ندم..