ليتك تكون لي وطنا

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

وطني..

يا دودة عشّشت في المآقي..

يا عنكبوتا نسج خيوطه في أحضاني..

وطني..

علقة تعلّقت بذيلي..

تمتصّني وتلغ في أحداقي..

وطني..

يجترّني..

ويتقيؤني بركة عفنة في وضح النّهار..  

يمزّق صمتي..

ويصلّبني على مداخل الأبواب.

 ويقطّعني قددا.. بددا..

ويعزف لحنا صاخبا على أوتاري..

وطني..

يقطّع رحمي أشتاتا..

ليغرس فيه جوز الهند,

ولوز السّند..

 وتوت البراري..

وطني..

ضفدعة سكنتني..

وفرّخت بين دفاتري وأشعاري..

تنقنق في ليلي..

وتنفخ صدرها طول نهاري..

وطني..

يا فرحة القطّ الأحمر و الأخضر..

ويا صرخة البطّ فوق بحيرات الدمار..

وطني..

يأكلني ثريدا..

ويتركني شريدا..

ويجعل منّي قنديلا..

ومن عمري فتيلا..

ثم ّ يمسح يديه في جرحي..

ويرميني منديلا..

وطني..

لا تؤاخذني..

لا تقاتلني..

وأحضن همومي..

وعانقني..

لأنّك وطني..

وطني..

أنت وطني ليتك تكون لي وطنا..