سارقة النّار

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

يا سارقة النّار من موقدي..

ويا قاتلة الفجر يوم مولدي..

سكنتي بيتي..

وهجرتي معبدي..

ركبتي موجي وتركتني في غربتي..

ألملم الغيوم والسحب..

وأجمّع  خريطة وطني..

وضفاف الكتب..

يا سارقة..

يا حارقة..

ويا مارقة من بين أوتاري ونغمات معزفي..

من رعشة الأوراق وحفيف الشجر..

لا تفزعي..

لا تجزعي من إعصاري, ومن ركوب الزوارق..

من زلازلي وبراكين ثورتي..

ليلك زاد..

ورماد سرمدي..

ويومك برد..

وقميص ممزّق..

قدّ من قبل ومن دبر..

وجهك معفّر كالرّمل في قاع البحر.

 مغيّب كوحدتي.. 

كورقة توت سقطت..

وكشفت عريك..

يا سارقة النّجم من فوق رأسي..

يا أيّتها المرأة..

مرآتك صمّاء..

لا تبدي ولا ترجّع الصدى..

ولا تردّد الأغاني.

في ليلك الحالك..

يا فاتنة..

يا ساكنة حنايا وجعي..

وثنايا بلدي المشتّت..

طال الغياب..

وطالت أنفاق الغروب..

وزادت الجراح في جسدي..

ما عادت أنثى العروبة تستحي من تورّم الشفاه..

وتقيّح البرك..

وتضخّم الأعجاز..

وتعفّن الماء في البحار و الأنهر..

 وفي معابر الطرق.. 

ما عادت أنثى الرّمل..

نخلة تمدّ جذوعها وترفع رأسها..

لتعانق الشمس..

والضياء..

والشهب..

شهرزاد يا كاذبة..

هذا منتهاك..

وهذا مبتدئي..

هذا يومك الأخير لترقصي..

ولتنتحري تحت قدمي..