وهذا اللّيل

لطفي بن إبراهيم حتيرة

لطفي بن إبراهيم حتيرة

[email protected]

أين أمضي؟..

أين أذهب؟..

وأين أفرّ عن نفسي,

من نفسي..

أين أغدو؟..

أين أهرب؟..

من وجعي.

وهذااللّيل يسكن عيني..

وهذا البحر يمتدّ بيني وبيني.

تلاحقني في نومي..

تطاردني  كعنكبوت في سقف بيتي..

أخلعها لأرتديها..

أجتثّها وأسقيها..

أحنّ إليها وأشتهيها..

تسبقني وتمضي..

تتركني وحدي..

تركب ظهري..

أين أمضي؟..

أين أذهب؟..

المسمار يغلق قلبي..

والمفتاح تحت لساني..

وأنا أغوص تحت جفني..

قلت للسندباد..

خذني معك..

أريد الذّهاب..

فقال..

أخذنا الكثير, فغرق كثير..

وأنت طفل صغير..

سنجلب لك الحلوى,

ونعطيك ألواحا وخشبا ومسامير..

فأحفر لك نهرا..

وأصنع الفلك وأرحل..

إذا أردت الرّحيل..

تركني وذهب..

حفرت نهرا في الحجر.

فملأ ته قطرات المطر..

جلست

أنتظر الألواح والمسامير..

أنظر إلى الأفق,

وأرقب النوارس فوق الموج تطير..

أخذ النّوم عيني..

فنمت أحلم بالسفر والرّحيل..