اللّوحة البيضاء

مادونا عسكر

رسم الأزهرُ فتنة الأزلِ وحجب السّرّ اليقينْ

حاك ابتسامة الأملِ

بألوان السّرمد الأمينْ

أطلق العنان لسحر الخلاءْ

رفرف الروح على أهداب المياهْ

يبحث عن وجه الأنا

في لوحة دأماء...

خطوط لا يدرك نجواها

إلّا عاشق لبيبْ

خلف ستارة اللّيل يناجي

عبق روح الحبيبْ

بحبر السّنا يكتبُ

أنغاماً وينثرُ

القطرات من يراع العبيرْ

عباب اللّوحة يشقُّ

ويعبر إلى الحلم الأخيرْ...

حسناء من صمت اللّيلِ

هلّ نسيمها

ينعش قلبه العليلْ...

يفوح السّلام من  عينيها

يتساقط عبراتٍ

تداوي جرحه السّقيمْ

وحساسين تشدو مغتبطة

على مشارف الرّسم الأقمرِ

تحدّد  بالتّغاريد الإطار البهيجِ...

لوحة بيضاءُ...

همست لها الرّوح الغنّاءْ

أشعلت فيها ملامح حسناءْ

لا تنظرها إلّا

عين واحدة...

على جبين الدّيجور متربّعة

تستقي الوحي من نجوم السّماءْ

وتسكبه حبّاً

في روح اللّوحة البيضاءْ.